أرمنيوس المنياوي يكتب: منصور عيسوي 

أرمنيوس المنيا
أرمنيوس المنيا

اللواء منصور عيسوى المولود في مدينة أسنا محافظة قنا في عام 1937، عرفته في بداية حقبة تسعينات القرن الماضي، في بداية حياتي الصحفية .

كان يشغل منصب مدير أمن القاهرة، توثقت علاقتي به .. تحولت مع الوقت من علاقة صحفي بمسئول ..  إلى علاقة صداقة قوية ..  توطدت مع الأيام والسنين .. تدرج خلالها الراحل في مواقع عديدة  بوزارة الداخلية حتى شغل منصب  مساعدا لوزير الداخلية  للأمن قبل أن يعين محافظا للمنيا عام 1996..  كم كنت سعيدا بوجوده في المنيا .. تصدي خلال وجوده محافظا للمنيا لبعض المهام ما لم يكن أحدا غيره قادرا على التصدى لها .. فقد أشرف بنفسه على إزالة كل التعديات التي وقعت على أرض منطقة أبو فيلو شرق نيل عروس الصعيد بأعتبار أن هذه الأرض الذي تم البناء عليها  أملاك دولة .. تصدي لذلك رغم محاولات الكثيربن من أصحاب النفوذ تعطيل هذا الأمر ..وما كنا نرى الٱن  مقام عليها  مبني تليفزيون قناة الصعيد ومحكمة الأسرة ومتحف اثري كبير لولا ما قام به اللواء منصور عيسوي. 

 فعل ذلك لأنه لم يكن على رأسه بطحة مثلما كان يقول لي وقد كان بالفعل  .. وأذكر أنه في صباح أحد الأيام إستدعاني في مكتبه بديوان عام المحافظة لكي أشاهد معه فيديو فيما تم في أبو فيلو من إزالات لتلك التعديات تلك الواقعة التي أغضبت وأحزنت  الكثيرين رغم أنها أرض مملوكة للدولة وأذكر من هؤلاء بعض ممن كنت أعرفهم وأختلفت معهم في هذا الأمر كثيرا وكان لدي قناعة كبيرة فيما قام به المحافظ منصور عيسوي، وقد كان لديهم حساسية شديدة عندما أذكر هذا الأمر أمامهم ويزداد غضبهم تجاهي  عندما كنت أتناول ذلك في كتاباتي.

لم يكن هناك من يصدق أن اللواء منصور عيسوى محافظ المنيا سوف يقدم على تلك الخطوة المتمثلة في إزالة مباني أبو فيلو ..ولكن قولت أن الرجل الذي أنهي إمبراطورية سوق روض الفرج ونقله لمدينة العبور لن يتوانى لحظة في عودة الأرض إلى الدولة وقد كان .

 ولم يكن أحدا يتصور أيضا  أن سوق روض الفرج ممكن أن يتزحزح من مكانه ولكن فعلها منصور عيسوي عندما كان مديرا لأمن القاهرة رغم خشية الكثيرين من رجال الدولة في ذلك الوقت.

وحزن كثيرا في أنه لم يستمر طويلا في منصبه كمحافظا للمنيا ليس لأجل المنصب ولكنه كان يأمل في أن تطول تلك التجربة لكي يقدم لشعب المنيا ما يستحقه وترك حبا شديدا لدي كل شرفاء المنيا لدرجة عندما تولي الراحل اللواء مصطفى عبد القادر المسئولية من بعده كان يتحسس الخطى من جراء حب الناس للواء منصور عيسوى ..ترك المنيا منذ سنوات ولكنه باق حتى الٱن في قلوب المنياوية .

ببساطة شديدة لأنه كان مثالا للشرف والأمانة والنزاهة والإنسانية العالية والتي كلفته الكثير، ولا أنسي تعاطفه مع الغلابة من مستأجري الأراضي الزراعية وقت تنفيذ قانون المالك والمستأجر وقت إن كان محافظا للمنيا  ولكن  في حدود ما يسمح به القانون.

لم تنقطع علاقتي به عندما غادر منصبه كمحافظا المنيا وزرته في منزله كثيرا سواء الكائن في شارع مراد بمدينة الجيزة أو في التجمع .. أخرها منذ أيام قليلة قبل أن ينتقل إلى إحدي المستشفيات للعلاج بها بعد أن ساءت بشكل مفاحئ حالته الصحية حتى وافته المنية.

كان الراحل  ناسقا وزاهدا في كل شيئ إلا حب الله والوطن وبسطاء الناس.

أذكر أننا كنا نجلس معا في نادي شرطة المنيل وطلبت منه أن يكون معي في صحيفتي الخاصة وقتها لم يتردد لحظة واحدة ولم يمانع في كتابة اسمه على ترويسة الجريدة الخارجية .. فقد كان مشجعا لي ..  حتى جاءت أحداث يناير عام 2011 .. تغيرت أمورا كثيرة في مصر  وعلمت خلالها  أن قرارا صدر له بتعيينه وزيرا للداخلية في حكومة الدكتور عصام شرف،  فهاتفته وتأكدت من صحة الخبر وبعدما قدمت له التهنئة والدعاء بالتوفيق له  أستأذنته  برفع أسمه من على ترويسة الصحيفة منعا للإحراج وتقديرا للمهام الجديدة له وذكرت له أننا كصحيفة قد خسرناك، لكن مصر كسبتكم ونحن في النهاية مصر اولا وأخيرا بالنسبة لنا جميعا، حيث كانت البلاد  تمر بظروف عصيبة وأذكر أنه كان صاحب قرارا فريدا في ذلك الوقت والذي تمثل في  تغيير أسم جهاز أمن الدولة إلى جهاز الأمن الوطني وكان مثلما روي لي حريصا على بقاء قوة هذا الجهاز الوطني لأنه  يمثل حائط الصد الأول للجبهة الداخلية للبلاد .

ظللت على  تواصلي معه ودائما الحديث معه للإطمئنان على مصر من خلاله  فكان يقول لي :  مصر وشعبها بثقافتهم لن ينال منها أحدا مهما كان وكلاما كثيرا كان بيننا سوف يأتي وقتا ونضعه أمامكم لو أعطى الله لنا عمرا.

مابيني وبينه يطول الحديث عنه ولكني أقول شيئا واحدا أنني عرفت اللواء منصور عيسوي بأنه واحدا من أشرف وأنظف المسئولين الذين عرفتهم خلال مسيرتي الصحفية حتى الٱن وهو ما كرس علاقتي به كثيرا في السنوات الأخيرة عقب خروجه من وزارة  الداخلية.

 بقى اللواء منصور عيسوي  مثقفا وقارئا ومتابعا جيدا لما كان يحدث من حراك في مصر حتى مماته  ولما لا وهو الذي كثيرا ما حدثني عن أنه كان يفكر كثيرا في أن يكون لديه مشروع ثقافي كبير ، فقد كان عاشقا للثقافة رغم همومه الأمنية والوطنية.

برحيل منصور عيسوي نكون قد فقدنا قيمة وطنية كبيرة ورجل من طراز أمني فريد,  تمكن من أن يجمع بين إنسانية تحمل عبقرية الزمان والمكان وبين  قدرات أمنية  أفادت   المجتمع الشرطي الذي عمل به كثيرا ومن ثم  فكان نبراسا للإنسانية. والعمل معا

الحديث عن رحيل وزير داخلية مصر الأسبق في زمن عصيب من عمر الوطن  يطول  و يستحق أن يكتب عنه ولاسيما في الجانب الإنساني والصوفي من  حياته ..  عاش نظيف اليد .. عف اللسان .. مثالا للشرف والأمانة.

 أعتقد أن  التكريم واجبا له وأن ذلك ليس غائبا عن رجل يحمل ذكاء إجتماعيا بارعا وتقديرا كبيرا لكل زملاؤه في وزارة الداخلية  مثل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذي أكن له  بشكل شخصي تقديرا كبيرا لكونه يعمل دون ضوضاء وفي هدوء يحسد عليه بضم الياء.

ٱخر السطور 
- يثير دهشتي عندما تسمع من مسئول كلمة أنا لا أخب الإعلام أو الحديث للإعلام وهو قول مغلوط جملة وتفصيلا ..ده جزء أصيل من عملك أن تتحدث للناس وتعلن لهم عن خطط مهامك وما قمت به وما قصرت فيه والأخيرة نادرا ما تجد مسئولا يتحدث عن تقصيره ..بل الجميع يعلن دايما عن عظمة ما يقوم به وكأنه لايشعر بما يعانيه الناس.

سيدي المسئول الحديث للإعلام ده جزء أصيل من مهامك لأنك لا تدير دكانه ملكك ولكن أنت ووظيفتك لخدمة الناس وهو ما يتطلب منك أن تطمئن من جئت لأجلهم وليست القصة شوء إعلامي ..ده مفهوم خاطئ لمسئول غير فاهم لمهام موقعه ولا مسئوليته تجاه الناس والوطن .. لعل كلامي يكون مفهوما.

- معاناة أهالي قرية ريدة مركز المنيا منذ سنوات من عدم وجود  خط تليفون أرضي مازالت قائمة رغم أننا في الألفية الثالثة ..معقولة كده ..الناس نفذ صبرهم من تقديم الإستغاثات من أجل هذا الأمر دون مصغي أو مجيب لهم  ..فهل يتدخل الدكتور عمرو طلعت وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لوضع حد لهذا العذاب بإنهاء معاناة أهالي قرية ريدة بإعطاء تعليماته بتوصيل الخط الأرضي لهم  ولاسيما وأن الخط الأرضي يترتب عليه خدمات كثيرة يحتاجها ابنائنا في المراحل التعليمية المختلفة.

- فيه كثير من خدام الكلمة من القسوس يحتاجون لقراءة الكتاب المقدس جيدا قبل أن يعتلوا المنابر وعظا للناس ..وعليهم أن يضعوا في حساباتهم أنهم ليسوا فوق الخطأ تطبيقا لقول الٱية الجميلة الواردة في سفر رومية الأصحاح الثالث والعدد الثاني عشر ( الجميع زاغوا وفسدوا معا  ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد ) هذه الٱية واضحة وليس بها غموض.

- تلقيت دعوة من القس عيد صليب رئيس المجمع المعمداني المستقل لحضور حفل إفتتاح كلية اللاهوت الخاصة بالمجمع بمنطقة الشروق بالقاهرة صباح اليوم الجمعة بحضور لفيف من الشخصيات العامة وقادة المذاهب والقسوس يتقدمهم القس الدكتور أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر

اقرأ أيضا | وزير الداخلية يقدم واجب العزاء لأسرة اللواء منصور عيسوي بمسجد الشرطة