بهجة عيد الغطاس المجيد عند الأقباط            

الإعلامية إيناس بباوى
الإعلامية إيناس بباوى

بقلم: الإعلامية إيناس بباوى

الأحتفال بالغطاس  يكون دائماً فى موعد ثابت أى بعد 12 يوماً من الأحتفال بعيد الميلاد المجيد ، وهذا اليوم المبارك هو ذكرى تعميد السيد المسيح فى نهر الأردن فى 11 طوبه من كل عام الموافق 19 يناير .. ويشهد هذا العيد طقساً لا يتكرر سوى ثلاث مرات سنوياً وهو صلاة اللقان وتعنى فى المسيحية  صلاة الشفاء والبركة والغفران من الخطية ، ويعرف بعيد الظهور الإلهى حسب ماجاء فى الكتاب المقدس أن الروح القدس ظهر أثناء تعميد السيد المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان " الأقانيم الثلاثة الآب والأبن والروح القدس " .

يأكل الأقباط خلال عيد الغطاس  بعض المأكولات الخاصة بالعيد منذ قرون طويلة وأشهر القلقاس الذى يرمز للمعمودية حيث يحتوى القلقاس على مادة سامة إلا أنها لو اختطلت بالماء تحولت إلى مادة مغذية ، فهو يشبه ماء المعمودية الذى يتطهر القلقاس من المادة السامة بواسطة ماء الطهى ، كما يتناولون أيضاً قصب السكر الذى بضرورة العلو فى القامة الروحية وإفرازالحلاوة من قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين وفاكهة البرتقال اليوسفى والجزر وكلها تشير إلى مياة المعمودية .

كانت ليلة الغطاس زمان فى الريف المصرى شاناً عظيماً عند المسيحيين ، ولاينام الناس فى ذلك الليلة المباركة  وبعد الأنتهاء من طقس صلاة اللقان يخرج جموع الأقباط من الكنيسة حاملين حيث فى يدهم فوانيس مضاءة بالشموع مصنوعة من قشرة ثمرة اليوسفى لانارة الطريق حتى وصولهم إلى ضفاف الترع أو البحر أو نهر النيل  ويكون الفانوس أعلى قطعة من جريد سعف النخيل ويقفون به على ضفاف المياة القريبة لمنازلهم ومنهم من يحملون الصلبان المضيئة بالفوانيس ليسطع النور فى أرجاء القرية المظلمة ويمر الموكب شوارع القرية وصولاً لضفاف المياة وهم يسبحون بالتراتيل ويقولون لحن أجيوس بمعنى " قدوس الله القوى ، قدوس الله الحى .. الخ ، ثم يغطسون جميعاً فى المياة كبركة فى ذلك اليوم العظيم أحتفالاً بتذكار معمودية المسيح فى نهر الأردن منهم الرجال الشيوخ والشباب والاطفال وشعب المدينة أو القرية  المسيحى كله  حتى فجر يوم العيد ، كانت أيام جميلة جداً حسب ماجاء فى بعض الكتب القديمة الموجودة فى الكنائس الأثرية .