أحلام مصرية جداً

«زوزو».. تعيد الفن التشكيلى فى الوجدان

نهاد عرفة
نهاد عرفة

الأخبار المفرحة تساعدنا على الواقع الصعب الذى نحياه، وتنحى جانبا من المشكلات الحياتية والضغوط اليومية، وأثلج قلبى افتتاح معرض الفن التشكيلى «خلى بالك من زوزو» الذى يقدم رؤية مستوحاة من الفيلم الشهير الذى مازال يعيش فى وجداننا رغم مرور خمسين عاماً على عرضه، رائعة المخرج الراحل حسن الإمام وأيقونة صلاح جاهين وبطولة سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسنى والفنان حسين فهمى، خمسون فنانا مصرياً ينتمون لمدارس فنية مختلفة شاركوا فى عرض لوحاتهم التى جسدت رؤيتهم للعلاقة بين الفن التشكيلى والفن السينمائى بأسلوب جديد وفريد.

معارض الفنون التشكيلية تقام ولها روادها من عشاق الفنون التشكيلية، لكن هذا المعرض بأسلوبه الفريد فى الربط بين الفن التشكيلى والفن السينمائى يُعيدنا إلى أهمية هذه الفنون فى إثارة الوعى النفسى والتشكيل الوجدانى والارتباط بالثقافة القومية، ويحرك المياه الراكدة التى جسمتها الأزمات والمشكلات الحياتية والحياة المدنية المتسارعة.

الفن التشكيلى فى مصر من الرسم والنحت ارتبطت دائما بالحركة الثقافية والفكرية، وملامح الشخصية المصرية جسدتها رسوم المصرى القديم منذ سبعة آلاف سنة على جدران المعابد، والكثير من الكتب أرخت لحركة الفن التشكيلى فى مصر، غير المجلات المتخصصة التى اندثر معظمها مع تسارع الحياة المدنية! وحصص الرسم بالمدارس كانت من الأساسيات فى المدارس المصرية، فماذا حدث؟ حتى الصحف والمجلات المصرية كانت أبواب الفنون التشكيلية جزءاً مهماً من أبوابها الأسبوعية، وتعود بى الذاكرة إلى الباب الأسبوعى الشهير الذى كانت تقدمه الصحفية والكاتبة ثريا درويش عن الفن التشكيلى فى جريدتنا الأخبار كل خميس، وكانت جميعها تلقى الضوء وتتواكب مع حركة الفن التشكيلى المصرى وقد تراجعت واختفت حتى كادت الأحداث اليومية الموجعة أن تخنقنا.     

الفن مرآة العصور وأسمى رسالة للإنسان، والتأمل فى لوحات الفن التشكيلى متعة للعقل وإراحة للذهن، ورحلة لاكتشاف الحياة، فمتى نعيد أبناءنا لاكتشاف أنفسهم وبناء شخصياتهم.