ينتظر المصريون وأجهزة الدولة تقاريره يومياً، استعداداً لمواجهة تقلبات الطقس والتي تكلف الدولة ملايين الجنيهات، إنه المتنبئ الجوي، الذي تعتمد تنبؤاته على أسس وقراءات علمية دقيقة.
يوميا يضع المتنبئ توقعاته للحالة الجوية باختلاف فصول السنة، فخلال فصل الشتاء يكون وحده المسئول عن الإنذار بقدوم الأمطار أو السيول وغيرها، وفي الصيف يتولى إصدار إنذارات الحرارة الشديدة وتحديد متى يكون الجو معتدلاً وحالة البحر فى كل الفصول، ولا يصل المتنبئ الجوي لهذه الوظيفة إلا بعد تأهيل وتدريب مستمر مشفوعاً بالدراسات العلمية.
«الأخبار» رصدت العمل بمركز التنبؤات والإنذار المبكر بالدور الثالث بمبنى الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى العباسية. داخله نجد خلايا نحل؛ كل متنبئ جوي يجلس أمام خريطة لمصر وأخرى للعالم أجمع، عليها شفرة رقمية متفق عليها ومعتمدة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وتتغير هذه الشفرة على مدار الساعة بتغير الحالة الجوية ولا يستطيع أن يفك طلاسمها سوى المتنبئ الجوي.
يقول د. محمود القياتي متنبئ جوي، أن اشتراطات التعيين في الهيئة هي أن يكون خريج كلية علوم، وتخصصات الأقسام التى تقبلها الهيئة في وظيفة متنبئ جوي إما قسم الفيزياء أو الرياضيات أو الفيزياء والرياضيات أو فيزياء وعلوم الحاسب الآلي أو رياضيات وعلوم الحاسب الآلي أو أرصاد جوية وفلك.
وأضاف القياتي أنه عندما يتم قبول المرشح داخل الهيئة العامة للأرصاد يبدأ أول شيء بتطبيق نظريات فيزيائية ومعادلات رياضية على حركة الكتل الهوائية، وهي عبارة عن جسم متحرك له صفات فيزيائية بالتالي يطبق نظريات فيزيائية ومعادلات رياضية، وبعد تعيينه يتم تدريبه ويأخذ دورة تدريبية «البرنامج التأهيلي لإعداد متنبئ جوي» لمدة عام في المركز الإقليمي التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقره في الهيئة، ويأتي لهذا المركز أيضا متدربون من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتدريب فيه، ويقوم المتنبئ بدراسة ما يقارب ١٥ مادة علمية خاصة بكل ما يخص الأرصاد الجوية أو علم الأرصاد الجوية، بعد ذلك يتم إلحاقه بدبلومة الدراسات العليا لمدة عام آخر في الأرصاد الجوية من جامعة القاهرة وهذا التخصص وحيد موجود فقط في جامعتي القاهرة والأزهر.
وأكد القياتي أنه بعد انتهاء الدراسة لمدة عامين يبدأ التدريب العملي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية لمدة تحددها الهيئة قد تكون شهرين أو ثلاثة وأحيانا تصل إلى عام كامل ويتدرب فيها المتنبئ الجوي بمراكز التنبؤات الموجودة بالهيئة مثل المراكز الجوية في المطارات، حتى يستطيع أن يصدر تنبؤا جويا خاصا بالمطارات مثل المركز الموجود التابع للهيئة بمطار القاهرة الدولي، وكذلك هنا في مركز التنبؤات والإنذار المبكر، وبعد تلك المراحل التدريبية والتأهيلية يكون جاهزا للعمل كمتنبئ جوي.
وأوضح أن المتنبئ الجوي يستقبل «الرصدات» التى يسجلها الراصد وهناك نظام يدوي وآخر إلكتروني، حيث يتم وضع تلك الشيفرات على الخرائط المطبوعة وأيضا يتم إرسالها للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ليتم استقبال خرائط تفاعلية بها «الرصدات» المسجلة في دول العالم أجمع. وأضاف القياتي، إنه وفقا لدراسة وتأهيل المتنبئ الجوي والتدريبات المكثفة التى تلقاها يبدأ بخبرته العملية يضع توقعاته لحالة الجو، ثم تناقش التوقعات من الخبراء والاختصاصيين ويعتمدها مدير مركز التنبؤات والإنذار المبكر، ثم إلى الجهات العليا بالهيئة وصولاً إلى رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية ومن ثم إرسالها إلى مجلس الوزراء والجهات المعنية.
