مصر والصين.. تطابق في المواقف حول الصراعات الدولية والإقليمية

 الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جمهورية الصين
الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جمهورية الصين

◄ القاهر تدعم مبارة الحزام والطريق الصينية.. وبكين ترد بضخ حزمة استثمارات ضخمة في السوق المصري 

لا شك أن التطور الملحوظ في العلاقات المصرية الصينية وتنامي العلاقات المتصاعد يعود في المقام الأول إلى متانة وتميز العلاقة والصداقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والرئيس شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية، الأمر الذي امتد إلى تعاون متكامل في كثير من الاصعدة السياسية والاقتصادية.

وتشهد العلاقات «المصرية- الصينية»، تطورًا غير مسبوق يرجع إلى الصداقة المتينة والعلاقة المتميزة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الصيني شى جين بينج، والتي نقلت تلك العلاقات بين البلدين إلى مراحل متطورة من التعاون والتطابق . 

وتحولت تلك العلاقة بين بكين والقاهرة الي مستوى جديد من  الشراكة الاستراتيجية الشاملة من خلال العديد من الاتفاقيات ومشروعات التعاون بين البلدين، وظهر ذلك جليًا في المساعدات المتبادلة بين الدولتين لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد كما امتد الامر الي وجود توافق بين الزعيمين حول التعاطي والتوافق مع مجمل القضايا الدولية المطروحه علي الساحة العالمية وكذلك تجاه العديد من الملفات السياسية الدولية والاقليمية والعربية وقضايا منطقة الشرق الأوسط.

ولعل وجهة النظر بين البلدين تجاه ما يحدث في عدد من دول المنطقة مثل العراق وليبيا وسوريا وكذلك قضية العرب الازلية " القضية الفلسطينية " كان توجها حاكما للمواقف الوطنية تجاه هذه الدول التي تشهد تشابكات واحداث متسارعة تؤثر علي امن وسلامة الاقليم ولقد نجحت الدولتين في بناء علاقات متينة رغم التحديات والمتغيرات الاقليمية الدولية في تعزيز علاقات التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثمارى.

كما ان مصر كانت من اوئل الدول التي اكدت علي دعمها لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها سبق واطلقها الرئيس الصينى عام 2013، وكان للصين موقف داعم لمصر من خلال ضخ العديد  من الاستثمارات الصينية في مختلف المشروعات الصناعية والاستثمارية وغيرها داخل الدولة المصرية.

وتذكر كتب التاريخ الصينية أن الإسكندرية هي أول مدينة في أفريقيا ورد ذكرها في السجلات التاريخية الصينية، كما ورد اسم مصر ايضا في بعض المؤلفات الصينية، ومنها كتاب تتمة المتفرقات وفي كتاب دليل ما وراء الجبال الجنوبية، وكتاب بعنوان سجلات البلدان.

 كما شهدت الدولتين تزايد وتنامي كبير في حجم التبادل التجاري حيث بلغت نسبتها 37 % على أساس سنوي حيث وصل إلى 13 مليار دولار خلال الـ 9 أشهر الأولى من 2022

اقرأ أيضا : شكري: نستأنف السياحة الصينية لمصر وهناك توافق مشترك مع الجانب الصيني

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، تشين جانج، وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير لياو ليتشيانج السفير الصيني بالقاهرة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن الرئيس السيسي رحب بالمسئول الصيني في مصر، طالبًا نقل تحياته إلى رئيس جمهورية الصين الشعبية "شي جين بينج"، ومؤكداً حرص مصر على الاستمرار في التعاون المثمر في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين الصديقين، وفي ظل المسار الممتد من التعاون والتنسيق النموذجي بين الجانبين في شتى المجالات، فضلاً عن الأداء المتميز للشركات الصينية المشاركة في العملية التنموية على امتداد رقعة الجمهورية.

اقرأ أيضا: وزير خارجية الصين: تربطنا صداقة تاريخية.. ومن يشرب مياه النيل يعود لمصر مجددا

من جانبه؛ نقل وزير الخارجية الصيني إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس شي جين بينج، معرباً عن حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر كأولوية رئيسية ونهج ثابت، ومشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير لمصر في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ومركز ثقل العالم العربي والقارة الأفريقية بالقيادة الحكيمة والمتزنة للسيد الرئيس، مع التأكيد على ثبات دعم الصين لمصر في جهود التنمية الشاملة ومكافحة الارهاب وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضاً لآفاق تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أكد وزير الخارجية الصيني الحرص على استمرار الصين في تطوير ودعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع القومية في مصر، خاصةً في ضوء ما تحقق في مصر من نهضة تنموية شاملة، وكذلك البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر والتي تتكامل مع المبادرة الصينية "الحزام والطريق".

كما حرص وزير الخارجية الصيني على الاستماع إلى تقديرات الرئيس بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية وقضايا المنطقة، حيث شدد الرئيس على موقف مصر الثابت لاستعادة أمن واستقرار الدول التي تعاني من أزمات بالمنطقة، وتقوية مؤسساتها الوطنية ودعمها في مكافحة الإرهاب الذي يعتبر أداة لتدمير الدول.