عائشة المراغى تكتب: جوائز ساويرس الثقافية بين الفوز والاستثناء والرفض تثير الجدل فى دورتها الـ 18

هالة فؤاد ، بهاء چاهين، د. هدى الصدة، مجدى جرجس
هالة فؤاد ، بهاء چاهين، د. هدى الصدة، مجدى جرجس

بمصاحبة فرقة مسار إجبارى ونغمات أغانيها؛ أعلنت مؤسسة ساويرس الثقافية، الأسبوع الماضى، فى قاعة إيوارت بمركز التحرير الثقافى التابع للجامعة الأمريكية، أسماء الفائزين بجوائز دورتها الثامنة عشرة، فى حفل حضره نخبة من الشخصيات العامة ورموز المجتمع المصرى من المثقفين والفنانين المبدعين. 


تضمن الحفل، الذى افتتحه الفنان محمود حميدة، عرض فيلم قصير يحكى تاريخ الجائزة، ثم تسليم الجوائز للفائزين فى الفروع المختلفة، بدءًا من جائزة استثنائية أعلنها د. محمد أبو الغار، موجهة للكاتب الصحفى الراحل محمد أبوالغيط، خارج الأعمال الخاضعة للتحكيم، بقيمة ١٥٠ ألف جنيه عن كتابه «أنا قادم أيها الضوء» وتحقيقاته الصحفية الاستقصائية.

أما جائزة أدب الطفل لأفضل كتاب أطفال تحت ١٢ سنة، التى سلمتها الفنانة جميلة عوض، فذهبت مناصفة بين كتابى «لماذا لا يطير التمساح» لأحمد قرنى ورسوم نعمة زيدان، الصادر عن دار بدائل للنشر، و«قطتى تألف» لأشرف أبو اليزيد ورسوم ياسر جعيصة.

الصادر عن دار الشجرة للنشر وقد تكونت لجنة التحكيم من د. ليلى الراعى مقررة، وعضوية المصورة الفوتوغرافية راندا شعث، الكاتبة رانيا حسين، الكاتبة نادية الخولى، ود. محمد أبو الخير الأستاذ بأكاديمية الفنون.


وفى جائزة النص المسرحى، التى سلمها الفنان أحمد داوود، فاز بالمركز الأول الكاتب أحمد نبيل عن نص «نزهة السندباد فى دوائر بغداد»، والمركز الثانى الكاتب عماد مطاوع عن نص «موسيقى هادئة».

وتكونت لجنة التحكيم من د. هدى وصفى مقررة، وعضوية المخرج المسرحى سمير العصفورى، المخرج المسرحى أحمد إسماعيل، الفنان سلوى محمد على، والمخرج المسرحى عادل حسان.


ومن بين أكثر من ٩٤ عملًا تنافست فى فرع النقد الأدبى؛ ذهبت جائزته مناصفة لكتابى «الملك والمالك» للكاتب بهاء جاهين، الصادر عن دار الشروق، و«المعلم إبراهيم جوهرى» للمؤرخ مجدى جرجس، الصادر عن دار المرايا للثقافة والفنون.

وقد تكونت لجنة التحكيم من د. فاتن مرسى أستاذة الأدب الإنجليزى مقررة، وعضوية الكاتب الصحفى إبراهيم منصور، والمترجمة والكاتبة شهرت العالم، د. هالة فؤاد أستاذة التصوف الإسلامى، والكاتب الصحفى سيد محمود.


وفى فرع السيناريو فاز بجائزة الشباب، التى سلمها السيناريست تامر حبيب، الكاتب محمد السمان عن سيناريو «أرضيون» لما تميز به من صدق وابتكار، حيث استطاع المؤلف أن يقدم شخصيات متعددة فى حالة تغيير مستمر فى زمن مكثف.

وعرض تفاصيل حياة الأبطال بصورة شديدة القرب من الواقع. وقد تكونت لجنة التحكيم من السيناريست والمنتج محمد حفظى مقررًا، وعضوية المخرج السينمائى بسام مرتضى، الدكتورة غادة الشهبندر، المخرج السينمائى كريم حنفى، والمخرجة السينمائية هالة جلال.


وبينما فاز بجائزة فرع الكبار، سيناريو «حكاية ريشة وسمكة» تأليف أحمد الهوارى وإبراهيم بطوط، وسلمتها السيناريست مريم نعوم عضو لجنة التحكيم، إلى جانب مهندس الديكور السينمائى  أنسى أبو سيف، المونتيرة رحمة منتصر، المخرج السنيمائى مجدى أحمد على، والمصور السينمائى سعيد شيمى مقررًا.


وفى فرع الأدب؛ فاز بجوائز شباب الأدباء كل من: المركز الأول فى الرواية كتاب «أحمر لارنج» تأليف الكاتب شارل عقل، الصادر عن دار الكرمة للنشر، والمركز الثانى كتاب «أبو جامع» للكاتب أحمد إبراهيم إسماعيل، الصادر عن دار الهالة للنشر والتوزيع.

وفى القصة القصيرة فاز بالمركز الأول كتاب «ثلاثة فخاخ لذئب أعور» تأليف محمد سرور، الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر، وبالمركز الثانى كتاب «للمحبين والأوغاد وقطاع الطرق» للكاتب محمد البرمى، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وقد تكونت لجنة التحكيم من الكاتبة الصحفية كريمة كمال مقررة، والكاتب والشاعر إبراهيم داوود، والدكتورة رانيا فتحى، والكاتبة رانية فهمى، والكاتب شعبان يوسف، وجاء فى حيثيات اختياراتهم أن هذه الأعمال تتميز نصوصها بالتضافر الفذ بين رهافة الحس وعمق التعبير والتوظيف الأمثل لخصائص الكتابة القصصية.


أما جائزة كبار الأدباء فتكونت لجنة تحكيمها من الكاتب الروائى إبراهيم عبد المجيد مقررًا، وعضوية الكاتبة الصحفية أميرة هويدى، والناقد الدكتور محمد بدوى، والكاتبة الروائية منصورة عز الدين، والدكتورة هدى أباظة.

وقد فاز بها فى القصة القصيرة الكاتب والمترجم أحمد عبداللطيف، عن مجموعته «مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية»، الصادرة عن دار المتوسط، إذ تقدم عالماً شعرياً للإنسان فى اللحظة المعاصرة، وما يعتريها من تهديد للوجود الإنسانى، بسطوة التكنولوجيا وتعسف السلطات المادى والرمزى، مما جعل الحياة فاقدة للمبادرة الذاتية، والحب.


وفى الرواية فاز الكاتب شادى لويس عن روايته «تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة» الصادرة عن دار العين، الذى أثار جدلًا واسعًا بعد دقائق من إعلان حصوله على الجائزة، إذ صرح عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بتنازله عنها مادياً ومعنوياً دون أي توضيح للأسباب والدوافع.

 

وقد أعلن مجلس إدارة الجائزة الاعتذار بشكل رسمى بعد يومين من الحفل، مؤكداً أن اختيار الرواية تم من لجنة التحكيم بمنتهى النزاهة والشفافية بناء علي جدارة واستحقاق الكاتب وتميز الرواية دون أية اعتبارات أخرى.


إلا أن الدوافع قد تتضح من خلال حوار سابق كان قد أجرى شادى لويس فى يونيو ٢٠٢١ يقول فيه: «لا أعتبر كتابة الروايات سوى هواية، وليست لدىّ طموحات مهنية بخصوص الأدب، وغير ذلك تستهوينى إثارة الجدل والقلاقل والزوابع الصغيرة بروح ساخرة فى معظم الوقت.

ولا أمانع أن يرشح الناشر إحدى رواياتى لجائزة بعينها (أهاجمها طول الوقت)، بدافع الفضول، وربما على أمل شبه مستحيل للفوز بها حتى أرفضها علنًا، لست أكثر وقارًا من صنع الله إبراهيم مثلاً، وهو فعل شيئًا مشابهًا.

وأجد ما فعله مثيرًا للإعجاب وملهمًا، أى تحويل طقوس الرعاية والاعتراف التى تفرضها مراسم الجوائز إلى إعلان تمرد وإدانة».. وقد تبع ذلك تصريح منه عقب نشر بيان مؤسسة ساويرس يؤكد فيه أن قراره بالتنازل عن الجائزة نبع من اتساقه مع ذاته ومواقفه المعلنة.


وهو ما علقت عليه الكاتبة مى التلمسانى فى منشور على صفحتها، قائلة: «فى رأيى أن الرسالة التى أطلقها شادى لويس رسالة موجهة بالأساس لجماعة الكتاب والكاتبات، وأنها تدين هؤلاء ضمن إدانتها للمؤسسات المانحة للجوائز. ثمة إصبع اتهام سهلة، متوقعة، موجهة للسلطة المؤسسية سواء كانت جمعيات أو دولا.

وإصبع اتهام أخرى أكثر قسوة، موجهة للوسط الأدبى وللعاملين به. ربما لا يكون الاتهام مباشرًا، فهو بالتأكيد مغلف بالاعتذار، لكنه يعطى الأمل فى أن يشكل الكتاب جماعة رفض، أو ضغط، أو جماعة لفت نظر، إلخ. نجح سارتر من قبل فى ريادة الرفض والمقاومة من داخل مؤسسة الأدب.

وأثار صنع الله زوبعة حين عبر عن موقف الكثيرين المناهض لسياسات الدولة القمعية، والآن ربما يحاول شادى لويس أن يحرك الراكد والمستقر، أو يوقف اندفاع الراكض والمتكالب من داخل الجماعة التى ينتمى إليها، معلنا الحاجة لأن نفكر بشكل أكثر نضجا فى كيفية وآليات الحشد والمواجهة.

ولن يوقف هذا بحال من الأحوال سيل الجوائز، ولن يقف عائقًا أمام الفرحة الحقيقية حين تفوز الكتابة الفارقة بالاستحسان والانتشار المستحقين. لكنه قد يقرب بين الأشباه بمعنى من المعانى، وقد يمنح الكاتبات والكتاب فرصة للتحرر من أسر المؤسسات ومن معايير القيمة التى تفرضها الجوائز».


وفى المقابل تساءلت الكاتبة منى الشيمى، بعد إقرارها بحرية شادى لويس فى مواقفه: «لماذا انتظر حتى اللحظة الأخيرة إذا لم يكن يريد إثارة أكبر من إثارة وقت الجائزة؟ وإن رأى نبلًا وعنترية فى رفض الجوائز فلماذا أراد حصد شهرة من موقفه؟ أم ربما بتدنى قيمة الجائزة إذا ما احتسبت بالعملة الصعبة، وجد أن شهرة رفضها أكبر بكثير من شهرة قبولها؟».


اقرأ ايضًا | يعقوب الشاروني: منحي جائزة الدولة التقديرية تكريم لكل كاتب في أدب الطفل