أحمد حسن جمعة يكتب: كلب ضال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى الليالى الصيفية أتسكع أنا وهو حتى سور القرية العالى، تبدو القرية من بعيد والمصابيح خارج البيوت كعملاق يحمل مشعلاً كبيراً، تبدو كبيرة ومفزعة وهى قائمة على تلك التلة الكبيرة.


للقرية سور عال تتخلله ثلاث بوابات، بوابة شرقية تؤدى إلى الحقول وبوابة غربية  تفتح على جبانة القرية الواقعة خارج الأسوار وبوابة قبلية تفتح للحجيج فى وقت الحج، تغلق البوابة الشرقية عندما تغرب الشمس فلا يخرج ولا يدخل أحد.


لي كلب صغير أربيه، مغبر لونه غير بقعة بيضاء بين عينيه وأخرى فى بطنه، التقطته يداى من خلف أمه التى تثاقلت فى ليلة باردة لتضع وليدها بعد أن أغلقت البوابة وبعد أن طلع النهار طاردها الأطفال حتى خارج القرية فتركت رضيعها وهربت.


تبيت الكلاب الضالة خارج أسوار القرية، تطاردها عصى الأطفال وأحجارهم، يخاف أهل القرية على صغار الماعز والماشية أن يغير عليها كلب عقور.


بعد فترة أعتادت الكلاب أن تدخل القرية متلصصة فى النهار وتخرج منها عند غروب الشمس دون أن يطاردها أحد، تغرب الشمس معلنة عن بدء ساعات الحظر الليلى للكلاب، يتسكع واحدهم على مشارف القرية يشمشم فى جيفة لدجاجة.

ويدور حولها يركلها بقدمه قبل أن يحملها بفمه ويجرى قبل أن تغلق عليه الأبواب ويصير حبيس الأسوار يطارده الساهرون من الأطفال والمتسكعون في الطرقات والخفراء وهم يحملون المصابيح يدورون في الأزقة.


وكبر كلبى وطالت قوائمه وازداد عرض أكتافه وظهره، يلازمنى جيئة وذهاباً، يدور حول أغنامى، يزوم عليها عندما تشرد واحدة من القطيع لترجع إلى مكانها.


يكره كلبى الكلاب الضالة، يطاردها، يعلو نباحه عليها فتفر هاربة، بين مرة وأخرى يقف أمامه واحد منها يعلو نباحه هو الآخر، يلتف ليرانى فى ظهره فيستعيد رباطة جأشة ويعلو نباحه وزمجرته حتى يطرد الكلب الشريد ثم يرجع إلى يهز ذيله ويتمسح بى فى فخار وزهو لألقى إليه بكسرة خبز يلتقمها فى نهم.


وذات ليلة ومن فرجة بالباب تسلل كلب طريد التقطته عينا كلبى فتحفز وبرقت عيناه، وطارد الكلب حتى خرج، ثم وقف أمام فرجة البوابة ينظر إلىً وينظر للخارج  ثم انطلق خارجاً يعدو، علا نباح كثير بينه وبين المطاريد، ميزت نباحه يعلو ويعلو ثم ينخفض ويئن فى ألم حتى انقطع صوته.


وبعد برهة عاد من نفس الفرجة فى البوابة مطأطىء الرأس يعرج وقد امتلأ جسده بجروح وندبات، تهدمت الأسوار وسقطت البوابات ونزل أهل القرية من أعلى التلة ليسكنوا أسفلها ولم تعد القرية من بعيد فى ظلام الليل ذلك.


وفى الليالى الصيفية أتسكع أنا وهو حتى سور القرية العالى، تبدو القرية من بعيد والمصابيح خارج البيوت كعملاق يحمل مشعلاً كبيراً، تبدو كبيرة ومفزعة وهى قائمة على تلك التلة الكبيرة.


للقرية سور عال تتخلله ثلاث بوابات، بوابة شرقية تؤدى إلى الحقول وبوابة غربية  تفتح على جبانة القرية الواقعة خارج الأسوار وبوابة قبلية تفتح للحجيج فى وقت الحج، تغلق البوابة الشرقية عندما تغرب الشمس فلا يخرج ولا يدخل أحد.


ولي كلب صغير أربيه، مغبر لونه غير بقعة بيضاء بين عينيه وأخرى فى بطنه، التقطته يداى من خلف أمه التى تثاقلت فى ليلة باردة لتضع وليدها بعد أن أغلقت البوابة وبعد أن طلع النهار طاردها الأطفال حتى خارج القرية فتركت رضيعها وهربت.


وتبيت الكلاب الضالة خارج أسوار القرية، تطاردها عصى الأطفال وأحجارهم، يخاف أهل القرية على صغار الماعز والماشية أن يغير عليها كلب عقور.


وبعد فترة أعتادت الكلاب أن تدخل القرية متلصصة فى النهار وتخرج منها عند غروب الشمس دون أن يطاردها أحد، تغرب الشمس معلنة عن بدء ساعات الحظر الليلى للكلاب، يتسكع واحدهم على مشارف القرية يشمشم فى جيفة لدجاجة.

ويدور حولها يركلها بقدمه قبل أن يحملها بفمه ويجرى قبل أن تغلق عليه الأبواب ويصير حبيس الأسوار يطارده الساهرون من الأطفال والمتسكعون في الطرقات والخفراء وهم يحملون المصابيح يدورون في الأزقة.


وكبر كلبى وطالت قوائمه وازداد عرض أكتافه وظهره، يلازمنى جيئة وذهاباً، يدور حول أغنامى، يزوم عليها عندما تشرد واحدة من القطيع لترجع إلى مكانها.


يكره كلبى الكلاب الضالة، يطاردها، يعلو نباحه عليها فتفر هاربة، بين مرة وأخرى يقف أمامه واحد منها يعلو نباحه هو الآخر، يلتف ليرانى فى ظهره فيستعيد رباطة جأشة ويعلو نباحه وزمجرته حتى يطرد الكلب الشريد ثم يرجع إلى يهز ذيله ويتمسح بى فى فخار وزهو لألقى إليه بكسرة خبز يلتقمها فى نهم.


ذات ليلة ومن فرجة بالباب تسلل كلب طريد التقطته عينا كلبى فتحفز وبرقت عيناه، وطارد الكلب حتى خرج، ثم وقف أمام فرجة البوابة ينظر إلىً وينظر للخارج  ثم انطلق خارجاً يعدو، علا نباح كثير بينه وبين المطاريد، ميزت نباحه يعلو ويعلو ثم ينخفض ويئن فى ألم حتى انقطع صوته.


وبعد برهة عاد من نفس الفرجة فى البوابة مطأطىء الرأس يعرج وقد امتلأ جسده بجروح وندبات، تهدمت الأسوار وسقطت البوابات ونزل أهل القرية من أعلى التلة ليسكنوا أسفلها ولم تعد القرية من بعيد فى ظلام الليل ذلك.


اقرأ ايضًا | محمد فتحى زاكى يكتب: أين أخبئ الأحزان؟