ندى أحمد تكتب : من وحل أيامى المرة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

بعيدا خلف ستائر غرفتى
التى تضمنى بدفئها
الحنون كأمى.. اعتدت أن أذهب للدمى لأشتكى لها فقط أما حين يحضر لى أبى الحلوى أضمها لصدرى كأنها قطعة منه.
غمرتنى الأيام
فى وحلها المر
منذ طفولتى
وأنا كضوء خافت
أحدق كثيرا بجدتى؛ كيف لها
أن تدس النقود بين ثدييها
وتبتسم حين ترانى أغرق
فى حيرتى.
فوق منزلنا
غراب عجوز
أخذ يراقب جدتى
وهى تصنع الحناء
لتخبىء غضبها الأبيض من الحياة، إلى أنه لهث خلف عمرها وظل كسكير يدور حولها حتى سقطت فى العتمة.
أنا كنبتة عطشة
مستقلية على أوراقى
أتجرع قصائدى
لعلها تشفى ظلمتى
التى ترينى العالم
وهو يتربص بدموعى.
قلبى عجوز حزين
كلما سمع للديك صياحا
أكفن النهار فى نافذتى
هذه المرة ألمح حماما
مهددا بالذبح
بعد أن كبر حبه
فى عش حنون.

هناك عصفور لئيم
يقف على قميص فتاة
من اللائى يقفن
فى الشرفات طوال الليل، يفك بأصابعه أزراره
زرا تلو الآخر
قبل أن يباغته النور
فتفر منه.
فى منتصف الليل
مازالت قطة
تبحث فى الظلام
عن متسكع تتدلل عليه
بجسدها النحيف
وقط آخر يتسلل ببطء للشاطىء
لينقذ سمكة من الغرق.

اقرأ ايضًا | 10 شعراء فى يوم اللغة العربية | همام صادق عثمان: أنا شاعر .. ولدى مهارات أخرى!