صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: التكافل الٱجتماعي وقت الشدائد

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

أصعب حاجة أنك تفقد عزيز على قلبك، أو تفقد أحدا قريب منك، والأصعب أنك تصدق أننا كلنا في طريق الفقد وليس منا من يخلد ..كلنا سننتهي يوما ما حتما، وأننا ماضون نحو لقاء من خلقنا وعشنا في كنفه .. فقد جئنا للحياة عرايا وسوف نخرج منها عرايا ..أى أننا جئنا دون شيئ وواضح أننا سنخرج منها بلاشيئ ..الناس أجدادنا زمان قالوا أن الكفن بلا جيوب وهو قول له معني أي أن من يغادر الحياة على الأرض سوف يخرج خالي الوفاض ولن يبقى له شيئ سوى السيرة والذكرى ومعه الأعمال التي قام بها سواء سلبا أو إيجابا ..ويبقى الحساب في يد المولى عز وجل ..
لا أعرف لماذا تطرقت إلى هذا الكلام في الوقت الحالي؟ لكن ما أراه من صراع البشر حول ما هو زائل يشيب له الولدان .. أشقاء ويتشاجرون معا وقد يصل الشجار بينهم إلى دماء تسال وتراق لأسباب لا تستحق قد يكون سبب هذا الشجار مالي أو أخلاقي أو أدبي دون أن يكون مراعاة لصلة الدم أو لما تقتضيه الإنسانية نحو كل منا.
والذي يدور في ذهني ماهى الإستفادة من كل ذلك؟ والحقيقة الثابتة ليس هناك إستفادة من ذلك إلا تخريب العقول والروابط الإجتماعية بين الناس وبعضها البعض بسبب أمور هي في حقيقة الأمر ليست دائمة ولن تكون في يوم من الأيام دائمة أو باقية.
مايبني الإنسان ويحافظ على بقائه حتى لو رحل من بيننا هو ما يقدمه لخدمة الناس ..لخدمة كل الناس وما يفيدهم ..ولا يتم ذلك بدون وجود محبة متمكنة من قلب مقدم الخير للبشرية ..لأن مقدم الخير لاينتظر تعويضا أو أجرا لأن عيونه ثاقبة نحو السماء ..لدي مقدم الخير وما يفيد البشرية ثقة لا حدود لها فيمن خلقه أن حتما سيعوضه سواء في نفسه في حياته أو ٱخرته وتعويض الله له ممتدا لأولاده وأحفاده وكثيرا ما نعبر عن ذلك بشكل تلقائي في جلساتنا عندما نجد إنسانا نبيلا أو كريما على الفور نتذكر والده أو جده ونقول أن هذا ما زرعه السابقون له وهو اليوم يحصد.
ومن ثم علينا أن نبث المحبة والعطاء والتكافل بين الناس وبين بعضهم البعض، ونعلم الناس أن حياة الدنيا قصيرة وأننا شئنا أو أبينا فأننا راحلون ..راحلون وهو ما يكرس بيننا مفهوم العطاء بيننا وإن نقف ونشد من أذر  بعضنا البعض في ظل حياة مضطربة وأسعار عالية تحتاج العالم دون أن يكون هناك إنتاج يسد الإحتياج اللازم لكل البشر وهذا ما يقودنا للوقوف مع كل من هو محتاج وغير قادر على العمل أو لم يتوفر له العمل لظروف إقتصادية صعبة تمر بها البلاد وهو الدور الوطني الذي يمكن أن يقوم به كل قادر بيننا ولايمكن الإعتماد على الدولة في كل ما نمر به بل نحن علينا دورا ولاسيما القادرين من بيننا في نشر التكافل الإجتماعي في المجتمع حتى نعبر مرحلة تبدو في غاية الصعوبة على البشرية أجمع بعد نكبات إبتلي بها العالم منذ بداية الألفية الثالثة وتحديدا بدءا من غزو العراق ومرورا بالربيع قصدي بالخراب العربي ثم بجائحة كورونا والتي بدت لنا في شكل مزاح للبعض منا حتى بثت الرعب بين الناس وعطلت كثيرا الإقتصاديات العالمية والمحلية بل وافقرت وأسقطت مجتمعات كاملة وجاءت الحرب الروسية -  الأوكرانية لكي تصيب الإقتصاد في مقتل وزاد معها حالات الفقر وأدخلت العالم في حيرة لم يكن أكثر المتشائمين من الأقتصاديين يتوقعها، من تدهور إقتصاديات في دول كانت تمتلك الرفاهية لمواطنيها بشكل كان يأمل الكثيرين في العبور إليها.
كل ما حدث ويحدث في العالم يعيدني إلى ما بدأت به مقالتي ..وهو أن فقدان عزيزا علينا لا يجعلنا نقف  عند البكاء والرثاء فقط ولكن وجب علينا أن نطور من أفكارنا بما يخدم البشرية وأن نطوع كل جهودنا لخدمة الناس في حياتهم قبل مماتهم وأن نستمتع بما لدينا معا في العيش المشترك والذي يكفل التكامل بيننا في حياتنا حتى نعبر أى أزمة تمر بنا سواء كانت أقتصادية أو إجتماعية وفي العثرات والأزمات والشدائد تظهر معادن المجتمعات وإلا ماذا يستفيد من رحل من بيننا بأن ترثيه أو تضع له بوكيه ورد على قبره طالما لم تذكره أو تسانده في حياته ..فهو بكل تأكيد لن يراك ولن يشعر بك.
فالتكافل الإجتماعي بين الناس في وقت المحن ليس عملا ترفيهيا بل عملا ضروريا لعبور الأزمات معا وإلا ما كنا نرى الزحف من قبل المحتاجين على  برنامج تكافل وكرامة والذي أقرته وزارة التضامن الإجتماعي منذ سنوات قليلة  والذي نأمل أن يتقدم إليه من يستحقه فقط حتى نحافظ على التوازن المجتمعي بين الناس.
===========
&&ٱخر السطور 
========
& غابت ضمائر كل من يتسبب في إرتفاع سعر الدولار بسبب مكسب مادي رخيص ..تجار وسماسرة فقدوا الوطنية وعلى الجهات المعنية الضرب بيد من حديد على يد هؤلاء.
& سؤال ..هل قانون الضرائب يساوي بين صاحب كشك السجائر وبين صاحب إمبراطورية في الحديد مثلا في تحصيل الضرائب ..اتمنى أن تكون الضريبة تصاعدية حتى تعيد الإتزان للإقتصاد المصري وتحدث العدالة الضريبية بين الممولين.
& مازال الدوري المصري لكرة القدم يعاني من العدالة التحكيمية ولن تنتهي تلك المعاناة إلا بحكام خلعوا عباءات الأندية ..وتنبهوا أنهم قضاة الملاعب ..لأن التحكيم هو أهم عنصر في اللعبة ..ولن نجد الملاعب وقد أمتلأت عن ٱخرها إلا في وجود عدالة تحكيمية وحكام قد تخلوا عن ألوان فانلاتهم ..عندئد يمكن أن نقول أن لدينا كرة قدم متقدمة.
& لا أتصور أن محمود عبد المنعم كهربا سيلعب قبل أن يسدد الغرامة . لأن الأصل في إنهاء  العقوبة هو تسديد الغرامة ألف باء قانون ..كهربا لاعب كان يمكن أن يكون أحسن لاعب في مصر لولا عدم إحترامه للقمة العيش ولمهنته ولموهبته والتي حاباه الله بها