رانيا هاشم تكتب: الغائب الحاضر

رانيا هاشم
رانيا هاشم

أخذت العلاقة مابين الرجل والمرأة مؤخرا منحنى خطيراً مابين هجوم على الرجل تارة وهجوم على المرأة تارة أخرى!
ولأننا تربينا على تقديس الأب والأم .فوجدنا الأم تحرص على معاملة الأبناء وكأن الأب موجود داخل المنزل باستمرار حتى لو حالت ظروف عمله أو سفره من التواجد بالفعل!!.. كان الأب هو الحاضر باستمرار حتى لو كان غائبا بالفعل!! لأنه باختصار رب العائلة الفعلى هو من يرعاها ويعمل جاهدا لكى يكون البيت كاملا لا ينقصه شئ حتى لو كانت الزوجة تعمل لا يمكن أن ينظر لمالها مهما حدث لذا ظل الرجل كبيرا فى عين أسرته.

الآن للأسف اختلفت الظروف واختلف أسلوب التعامل الزوج أحيانا ينظر لراتب زوجته حتى لو لديه القدرة المالية وهو ما قلل من شموخ الزوج فى عين أسرته كما أن كثيرين من الأزواج لا يستطيعون تحمل مسئولية أسرة وفور الزواج يفاجأ بالمسئولية التى لم يعتد عليها لأنه كان شخص اعتمادى على اسرته ولم يعتاد تحمل المسئولية!!
لذا لابد من مراعاة عدة عوامل قبل الدخول فى حياة جديدة لتكوين أسرة ناجحة وبالتالى زواج ناجح يدوم ..أولا تقدير كل من الزوجين للآخر ففى بعض الأحيان تكون علاقة الزواج هشة وتحتاج للعناية بها. ثانيا الصبر فتذكرا أنكما تكبران معًا وتنضجان معًا بمرور الوقت، ثالثا: تجنب الحديث عن أى شىء يزعجكما مضى وقته وأنتما فى غنى عنه. 

رابعا : كل منكما له حياته واهتماماته، فلا بُد لكل منكما من أن يترك للآخر مساحته الشخصية، فكل منكما له عمله وأوقات يقضيها مع الأصدقاء للتنفيس حتى لا يشعر أى طرف بعبء طوال الوقت..ولكى تدوم الحياة الزوجية لابد أن يكون الرجل فى بيته هو الغائب الحاضر وليس العكس فالرجل أساس البيت المستقر الناجح وما نراه الآن أن بعض الرجال يتركون كل الأعباء المنزلية من رعاية أبناء ورعاية منزل للزوجة.. ظنا منه أن دوره يقتصر على العمل خارج المنزل فقط وتناسى أن له رسالة سيحاسبه الله عليها يوم القيامة وهى دوره تجاه أسرته لا يصلح ولابد من مراجعة النفس!!.. إن ما نراه الآن من تزايد حالات الطلاق هو ترجمة واضحة لغياب التفاهم والقدرة على تحمل مسئولية أسرة وإذا ظلت الأمور تؤخذ بهذه الطريقة غير المسئولة سنصبح مجتمعا غير متزن من كثرة الطلاق وغياب الاستقرار الأسرى!! والسؤال الآن: هل تساعد الأسرة أبناءها حاليا فى الزواج السليم أم تتسرع فى الاختيار وتبنى أسرة على أساس هش فتنهار بسهولة ؟!