حوار| أحد متطوعي سفينة «لاجوس هوب»: نقدم رسالة إنسانية للعالم.. ولسنا في رحلة ترفيهية

سبستيان مونكايو خلال حواره مع بوابة أخبار اليوم
سبستيان مونكايو خلال حواره مع بوابة أخبار اليوم

السفينة «لوجوس هوب MV LOGOS HOPE» الألمانية، الراسية في ميناء بورسعيد السياحى، والتي تعد أكبر مكتبة عائمة في العالم، حيث يقام على متنها أكبر معرض عائم للكتاب، وذلك في الزيارة الثانية لها لمصر بعد مرور أكثر من 12 عامًا، حيث رست السفينة يوم 4 يناير فى ميناء بورسعيد، وتفتح أبوابها خلال الفترة من 5 إلى 21 يناير 2023، لتغادر الميناء فى 23 يناير، قبل أن تستأنف رحلتها لميناء العقبة بالأردن..
السفينة «لاجوس هوب» تضم ما يقرب من أكثر من 50 ألف كتاب مختلف، وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات للكبار والأطفال، بما في ذلك العلوم والرياضة والطبخ والفنون والطبخ واللغات والدين، مما يوفر للعديد من الزوار أول فرصة لهم على الإطلاق للاختيار من بين مجموعة واسعة من المؤلفات عالية الجودة، وتستقبل السفينة القراء من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وتبدأ في الثالثة مساء يوم الجمعة، ويتم غلق المعرض يوم الأحد.
ومشروع سفينة لوجوس هوب انطلق في 2009، وتحمل السفينة حوالي 70 جنسية مختلفة، من طاقم موظفين متطوعين، وبحارة ومهندسين وكهربائيين وممرضات ومدرسين وطهاة، وترسو السفينة في كل ميناء تمر عليه عدة أسابيع، وتفتح المعرض لآلاف الزوار يوميًا.
واستقبال أكبر مكتبة عائمة في العالم بميناء بورسعيد، يعكس أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة في نشر الثقافة والوعي حول العالم، وحرص الدولة المصرية وشبابها وطلابها على التفاعل مع هذا الزخم الثقافي العالمي، باعتبارها جسر ثقافى لعبور الثقافات المختلفة بين الدول، تعبر من خلاله إلى معرفة المزيد من الدمج وتبادل ثقافات شعوب وحضارات العالم باختلاف ثقافاتها، وتعزيز المعرفة والثقافة والقراءة.
«بوابة أخبار اليوم» قامت بزيارة السفينة ، وقامت بعمل حوار مع أحد الشباب المتطوعين للعمل على متنها.
«سبستيان مونكايو» شاب تنم ملامحه واستقباله لنا بإبتسامة واسعة ، ونظرات تنم عن ذكاء كبير ، يمد يده مصافحا لنا يعرف نفسه «سبستيان مونكايو»، من الأكوادور .. لحظات سريعة للتعارف، والسؤال عن تحدثه اللغة العربية، قال «شوية ..شوية» تعلمتها من صديقتي الأردنية المولودة في ألمانيا..
يقول «سبستيان مونكايو» الشاب المتطوع من دولة الأكوادور، وأحد المتحدثين بأسم سفينة «لوجوس هوب»، أنه سعيد للغاية منذ دخول لاجوس هوب إلى ميناء بورسعيد، وكم كانت جميلة عبارة «أهلا بك في مصر» wellcome in egypt »» ، وكانت سعادته اكبر بلقاء الشباب المصري المثقف، من خلال الزيارة الخاطفة التى قام بها لمدينة بورسعيد الذي وصفها بالجميلة.
وأكد سبستيان أن السفينة «لاجوس هوب» قامت بزيارة أكثر من 70 دولة، ولكن منذ بداية تطوعه على السفينة زارت تقريبا 19 دولة، ويوجد على السفينة طاقم من المتطوعين يضم، 350 شاب من 60 دولة، وهذه أول زيارة له لمصر، وكم كانت سعادته بعبارة أهلا بكم في مصر، وأنه عشق بعض الأطعمة المصرية الجميلة التى تناولها، مثل الفول والطعمية التي وصفها باللذيذة والرائعة، وكذلك تناول طبق الكشري، الطبق الجميل الملئ بالكربوهيدرات، وكم كانت سعادته من محاولة الشباب المصري فى عمل حوارات وديه معه.
وأضاف سبستيان أن السفينة «لاجوس هوب» فى الغالب يزورها محافظ الإقليم وبعض المسئولين بالدولة الذي ترسوا فيه، وفي ألبانيا قام بزيارة السفينة كاتب وأديب حاصل على جائزة نوبل، بالإضافة إلى إهتمام الحكومات باستقبال السفينة بشكل مبهر لجميع الشباب على متن السفينة. 
ويضيف سبستيان أن مكتبة «لاجوس هوب» تضم مجموعة متميزة من الكتب، وغالبا نقوم باحضارها من الولايات المتحدة الأمريكية، أو إنجلترا، وأما الكتب الموجودة معنا الآن جلبناها معنا من لبنان، وهناك مؤسسة ترعى وجود السفينة فى مصر، وهناك عروض فنية من رقصات مصرية متميزة، أبهرت الشباب المتواجدين على ظهر السفينة، تم عرضها على ظهر السفينة للزئراين والمتطوعين من مختلف الجنسيات.
وأكد سبستيان أن لدينا معظم لغات العالم، من ضمنهم 3 او 4 متطوعين يتحدثون اللغة العربية، مؤكدا أن شروط الإلتحاق بالتطوع والعمل على ظهر السفينة لاجوس هوب، يجب أن تتوافر فى طلب التطوع، أهمها أن يكون عمره أكبر من 18 سنه، وأن يجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة حتى يستطيع التواصل والتعامل مع باقي فريق المتطوعين من مختلف جنسيات العالم.
  - ليست رحلة ترفهية
ويضيف سبستيان أن شباب المتطوعين ليسوا في رحلة ترفيهية أو وقت للاستجمام، ولكن المفروض أنهم يشاركون في عمل إنساني فى المقام الأول، وتواصل ثقافات من مختلف دول العالم، وأنهم يشتغلوا 6 أيام فى الأسبوع من خلال العمل التطوعى فهي ليست رحلة اسجمام ومتعة، والتقديم يتم باجراءات خاصة تختلف بإختلاف الدولة التي يتبع لها الشاب الراغب في التطوع، فالأمر مختلف فى دول أفريقيا عنه دول أسيا عن امريكا باختلاف العادات والتاقليد، والاهم هو التمكن من اللغة الانجليزية ليمكنهم من التواصل فيما بينهم.
ومضيفا أن أصعب مواقف نتعرض لها والمشكلة الصعبة التى تواجهنها هى عند لحظة المغادرة والوداع للدولة التى أقمنا فيها لمدة اسبوع أو أسبوعين، والوقف الآخر خلال فترة انتشار جائحة كورونا فالأعداد من المتطوعين كانت قليلة، ولكن بعد الجائحة، زادت الاعداد لتصل الآن إلى أكثر من 450 شاب متطوع ليمكن السفينة من أداء مهمتها.
وعن دعم السفينة ماديا يقول سبستيان أن حصيلة تشغيل السفينة تأتي من ثلاث مصادر رئيسية، الأول من حصيلة بيع الكتب التى يتم بيعها، بالإضافة إلى المصروفات التى يقوم المتطوعين بدفعها مقابل وجبات الطعام الخاصة بهم أو شراء أدوات الإستعمال الشخصي على السفينة، التى يقومون بدفعها من مالهم الخاص، وثالث دعم هو من الرعاة الرسميين للسفينة لوجوس هوب، وبالفعل هناك رعاة نشكرهم على استمرار دعمهم لاستمرار سفينة لاجوس هوب في أداء رسالتها.

 


- زحام رواد المكتبة
أكثر مواقف صعبة نتعرض لها الزحام الشديد نتيجة الإقبال الكبير على المكتبة، ونضطر إلى الوقوف لتنظيم عملية الدخول والخروج للزوار، لتسهيل عملية الزيارة للمركب، ولم نتوقع هذا الإقبال الكثيف من الشباب المصري، الذي أقبل على زيارة السفينة بكثافة، ولم نجد مثل هذا الزحام إلا فى منطقة غرب أفريقيا فى سيراليون وغانا وغينيا، ولكن ما ييسر علينا عملية الزيارة مساعدة قوات الأمن من الدول التي نزورها ، حيث يقومون بتنظيم عملية الدخول والخروج للزئرين نت خارج السفينة ، ونوجه الشكر للسلطات المختصة في مصرعلى هذا الاهتمام الكبير بوجود السفينة في مصر، بالاضافة إلى أن ضرورة كبير لدى كل متطوع بأن يكون على دراية كاملة بوسائل الأمن والسلامة على ظهر السفينة، ونشكر السلطات المصرية على التنظيم الرائع وتسهيل الدخول للدخول.
وعن فترة تطوعه بطاقم السفينة، يقول سبستيان أن أول يوم له على ظهر السفينة وانضمامه لفريق المتطوعين فى المكتبة العائمة لوجوس هوب، يختلف طبعا عن الآن، فقد مررت بشهور كثيرة قضيتها هنا على متن السفينة وسط شباب من مختلف دول العالم، واكتسبت صداقات وثقافات كثيرة، وتعرفت على عادات وتقاليد فى الأكل والشرب والسمر مع مواطنين من مختلف بلاد العالم، من الارجنتين وأمريكا وإنجلترا وألمانيا والهند .. وغيرها من الجنسيات الموجودة هنا، فكل فرد له تقاليد وطباع مختلفة عن الآخر ، ويبدأ الحوار بين الجميع حتى يصلوا إلى نقطة إلتقاء بين الثقافات، ودا مكنش سهل بس حصل.
ويؤكد سبستيان أن هناك عرض لحوالى 50000عنوان ، كما يوجد بالمخزن أكثر من 600 ألف كتاب. 
وعن ما تردد عن منع السفينة الدخول إلى ليبيا يقول سبستيان ، هذا سؤال مهم جدا ، السفينة رست في بنغازى لمدة اسبوع، وبالفعل تم التواصل مع المسئولين في ليبيا للسؤال عن هوية الكتب التى يقومون بعرضها وبيعها، بعد أن أثيرت بعض الأقاويل على صفحات السيوشيال ميديا، حول عدم السماح لنا بالدخول إلى ليبيا، وهى أقاويل سوشيال ميديا، وزار السفينة فى بنغازى أكثر من 200 ألف زائر، وليس لديهم مشكلة فى استقبال أى مواطن فى العالم، كل فرد له أفكاره ومعتقداته التى لا يشاركه فيها احد.
وينهي سبستيان حواره لبوابة أخبار اليوم قائلا عن تبرع البابا بنديكت السادس بمكتبته الى السفينة: أنا هنا من ثلاث سنوات لا يوجد تبرعات بمكتبات من أحد المشاهير فى العالم حتى الآن، فالكتب التى يتم بيعها جديدة ويتم شرائها من أماكن معروفة.

اقرأ أيضا | «بوابة أخبار اليوم» داخل سفينة «لوجوس هوب» الألمانية ..أكبر معرض عائم للكتاب في العالم