عاجل

دور العرض الأمريكية تكافح من أجل البقاء وخطة «هوليوودية» لإنقاذها من شبح الإفلاس

لقطة من فيلم «John «Wick
لقطة من فيلم «John «Wick

كان أسوأ ما حدث لصناعة السينما الأمريكية العام الماضي هو إفلاس إحدى سلاسل دور العرض الضخمة، بعدما تراكمت عليها الديون، واضطرت لإشهار إفلاسها، وسرحت موظفيها وأغلقت أبوابها ، لتنذر بخطر حقيقي لم يخف على الجميع ، وتفرض سؤالاً يخشى البعض إجابته ، هل تعود السينما كما كانت قبل الجائحة ، أم أن كل شيء تغير ولن يعود كما كان ؟

هل تدفع صناعة السينما وتحديداً أحد أهم أركانها، دور العرض، فاتورة الوباء وتوابعه؟ هل تستطيع الصناعة الراسخة أن تستعيد قوتها وتبعث الحياة من جديد فى أهم شرايينها .. دور العرض التي أثقلها الإغلاق لعامين متتاليين ، أم تتركها الاستوديوهات الكبيرة التي تطلق أفلامها في منصاتها لتضاعف من مأساة التحول إلى المشاهدة المنزلية ؟  بالتأكيد الإجابة لا .

رغم أن شركات الإنتاج أصبحت تعرض أفلامها في المنصات بالتزامن مع العرض السينمائي، أو تتجاوزها أحياناً فلا تهتم بطرحها بدور العرض ، وهو العامل الرئيسي فى القضية ، لكن المؤكد أن تلك الشركات تحرص بشدة على بقاء دور العرض التي بدونها وبدون شاشاتها العملاقة وأنظمة العرض المتطورة وإمكاناتها الصوتية الخاصة لا تكتمل متعة مشاهدة بعض الأفلام ولا منصات البث تعوض تكاليف إنتاجها ، مثل «Batman» ، «Top Gun:Maverick» ، و «Avatar» ، لكن هذه الأفلام لم تعوض شركات دور العرض ، لم تكن كافية أبدًا وحدها لتحقيق أرباح أو حتى تفادى الخسارة ، انخفاض عدد الأفلام المعروضة بدور العرض فى ٢٠٢٢ لحوالى ٢٦٣ فيلماً مقابل ٤٠٣ أفلام فى ٢٠٢١ وهو ما يوازى الثلث تقريباً ، مع الأخذ فى الاعتبار أن بعضها تم عرضه لأسبوع واحد فقط وانتقل لمنصات البث ، حتى الأفلام التى حققت إيرادات جيدة والتى كان يعقد عليها الأمل فى الانتعاش مثل «Glass Onion : A Knives Out Mystery» والتى قامت نيتفليكس بعرضها فى منصتها بعد أسبوع واحد ، وهو اتجاه تكرر كثيراً هذا العام ، مما أغضب شركات دور العرض التى كانت قد تفاءلت فى بداية موسم الصيف وبما حققته الأفلام المعروضة وقتها من إيرادات ضخمة ، لكن بعدها تغير الواقع تماماً.

انهيار مبيعات التذاكر

انخفضت عدد التذاكر المباعة لأكثر من النصف ، وبدأت حسابات الخسارة ، وكان لا مفر من القرار الموجع الذى أعلنته شركة Cineworld التى تمتلك Regal ،فأعلنت إفلاسها ، أما AMC أكبر سلسلة سينمائية فى العالم فقد فقدت ما يقرب من ٨٥٪ من قيمتها السوقية خلال ٢٠٢٢ فقط حيث وصل سعر السهم لأقل من ٤ دولارات ، بعدما عوضت بعضاً قليلاً من خسائر الجائحة خلال ٢٠٢١ بابتكار بعض الحيل لزيادة رأسمالها ،وعادت المخاوف من عدم قدرتها على سداد ديون تجاوزت خمسة مليارات دولار ! ..

يقول آدم آرون الرئيس التنفيذى للشركة فى تقرير نشر بـ CNBC : «عام ٢٠٢٢ أكثر غرابة ، فكان الجميع يتفاءل به ، لكن ماحدث كان عكس كل التوقعات ، العائدات لا توازى تكاليف تشغيل دور العرض ، وهو بسبب قلة أفلام هوليوود نتيجة تأخر الإنتاج والخوف من انخفاض مبيعات التذاكر».

نيكول كيدمان تدعوك للحضور هنا

وكانت الشركة العملاقة قد لجأت لأول مرة للدعاية لاستقطاب الجمهور وتذكيرهم بسحر السينما والشاشة الفضية ، فتعاقدت مع نيكول كيدمان لتصبح وجهها الإعلانى مقابل ٢٥ مليون دولار للحملة الإعلانية .. قبل كل عرض تستقبلك الجميلة نيكول كيدمان تأتى فى ظلام الليل لتجلس فى منتصف قاعة سينما ومعها مشروبها ، بطلتها الساحرة ، تبدو كما لو كانت تتعبد في جلال، وتنظر إليك وإلى أشعة ضوئية تخطفها بعيداً ، لتقول بلكنتها الاسترالية المميزة : نأتى إلى هذا المكان من أجل السحر، لنحب ،لنبكي، لنهتم ،لأننا نحتاج لهذا الشعور الذى لا يمكن وصفه .. حينما تخفت الأضواء .. نذهب إلى مكان لم نذهب له من قبل ، ليس فقط لنستمتع، ولكن لنولد معاً .. بريق الشاشة الفضية الضخمة ، وحتى كسرة القلب جميلة فى هذا المكان .. نشعر أن أبطالنا هم الجزء الجميل فينا، و أن القصص جميلة وقوية، لأنها بالفعل كذلك هنا ! .

واعتبر المحللون أن هذا الإعلان مؤشر خطير لما وصل إليه الحال، أصبحت دور العرض تستجدى الناس ليعودوا لقاعات السينما ، تحتاج لتذكيرهم أن تجربة المشاهدة الجماعية ساحرة ، تحتاج لإيقاظ الوعى الجماعى للشعب الأمريكى ، وهو أمر غير مسبوق ، تصنع الإعلانات للأفلام وليس لدور العرض ! ولذلك اعتبر بعض صناع السينما أن الموقف أصبح مأساوياً.

الأفلام المنتظرة فى ٢٠٢٣

فى خطة عاجلة للإنقاذ لجأت شركة دور العرض العملاقة لعقد صفقات مع شركات لشراء الديون لتهرب من شبح الإفلاس ،ولتسمح بمراجعة الموقف مع الاستوديوهات الضخمة بهوليوود ، تضع معهم خطة لابد من تضافر كل المهتمين والعاملين بالصناعة لتحقيقها .

فى مقدمة أهداف هذه الخطة ، طرح مزيد من الأفلام بدور العرض فى ٢٠٢٣ ، وهو ما أوصى به المحللون ، ووعدت به استوديوهات هوليوود، وبالفعل تمت برمجة عدد كبير من الأفلام الجماهيرية التى ستعرض هذا العام على التوالى وبشكل منظم ، منها الأجزاء الجديدة من «Guardians of the Galaxy» لچيمس جان بطولة برادلى كوبر كريس برات و«Mission Impossible» لكريستوفر ماكويرى بطولة توم كروزى و «Transformers» لستيفن كيبل بطولة انتونى راموس وبيتر كولين و«Spider-Verse» ليواكيم دوس سانتوس و«Dune» لدينيس ڤيلينوف بطولة تيموثى شالاميه وزيندايا و «Saw» و«John Wick» لشاد ستيليسكى بطولة كينو ريڤيز و «Scream» لمات بيتينيللى أولبن بطولة ميليسا باريرا و «Creed» لمايكل جوردون وبطولته أمام جوناثان ميجور و «Fast X» لچاستن لين بطولة ڤان ديزيل و «Indiana Jones» لچيمس مانجولد بطولة هاريسون فورد وانتونيو باراديس و «Ant-Man and The Wasp: Quantumania» ليبتون ريد بطولة بول راد ومايكل دوجلاس وميشيل فايفر وهى سلاسل ينتظرها الجمهور بشغف ويتوقع الجميع أن تحقق إيرادات ضخمة ، فضلاً عن أفلام أخرى لكبار النجوم من صناع السينما الأمريكية منهم كريستوفر نولان وفيلمه الجديد «Oppenheimer» بطولة مات ديمون وروبرت داونى جى آر ، و مارتن سكورسيزى وفيلمه «Roosevelt» بطولة ليوناردو ديكابريو .. لعل إيرادات هذه الأفلام وغيرها ينقذ دور العرض من الإفلاس وينقذ معها السينما كما نعرفها ونحبها.

اقرأ أيضاً | انطلاق موسم الجوائز الأمريكية.. الجولدن جلوب الـ ٨٠ تعلن ترشيحاتها