عصام السباعي يكتب: شعب يصنع المستقبل

عصام السباعي
عصام السباعي

أحلامنا لمصر ليست بسيطة، فما نريده من خير لها ولأهلها يفوق أى حدود، ويتجاوز الجيل الذى نحن فيه إلى أجيال مستقبلية متلاحقة، نحن نصنع البنية الأساسية التى تجعلهم قادرين على استكمال تنفيذ الأهداف وتحقيق الأحلام، وكل خطوة تتم هنا أو هناك تمت فى سياق محدد، ولتنفيذ أهداف معينة، وسبقتها دراسات، ولأننا نعيش فى محيط إقليمى وعالمي، نعمل جاهدين على أن تتواصل الخطوات إلى الأمام، والعمل على تسليم العلم إلى الأجيال الجديدة فى أفضل وأحسن الظروف .

ودعونى أصارحكم بأن هناك أشياء تحدث هنا وهناك لا هدف لها سوى «كعبلة» مصر، وإعاقة خطواتها نحو المستقبل، ومن البديهى أن ندرك أن هناك قوى تجد أن مصلحتها فى مصر الضعيفة، وتعرف جيدا أن مصر القوية عقبة أمام تحقيق مصالحها، ولم ولن يتوقف شر تلك القوى المعادية، ويساعدها للأسف البعض ممن ينتسبون لذلك الوطن العظيم، بل ويدعمها بعضنا دون أن يدري، ودون أن يدرك حجم الكارثة التى يرتكبها بنفسه ضد نفسه وضد أهله وضد وطنه .

قد تبدو بعض تلك الممارسات بسيطة، بل وقد يدخل بعضها فى نطاق «قعدة المصطبة» التى أدمنها البعض على صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما هى فى حقيقتها كارثة، وهل يعرف كثيرون أن الحالة المزاجية للناس مستهدفة، وهل يدرك بعضنا أن نشر التشاؤم وتخويف الناس من بكرة، يمكن أن يعرقل مسيرة التنمية والحياة، ويقدم رسالة سلبية للاستثمار والبيزنس، وربما يستظرف البعض فى موضوع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، أو يهوِّل من قيمته، أو يختلق أسعارا غير واقعية للذهب، ولا يدرك أن ذلك سلوك له آثار بعيدة المدى فى تفاقم الأزمات وخلق حالة من الاضطراب فى الأسواق، تحقق أهداف أهل السوء ومن وراءهم، فالشائعات قد يتعدى تأثيرها  القنابل، وربما شائعة واحدة قد تحرق دولة بأكملها، أو تجعلها تقع فى فخ الانهيار الاقتصادي، وهى عملية منظمة، يتولاها محترفون فى أن يجعلوا الكذبة ترتدى ثوبا يجعلها أقرب إلى الحقيقة، ولن أمل هنا من الإشارة إلى دراسة صدرت بعد عام من أحداث يناير 2011 تحت عنوان «قوة الهمس»، وأنتجت لنا  نظرية محترمة عن الإشاعة كوسيلة لتخريب الدول.

ولـن أمـل من التذكـير بخطـورة الشائعات، وخاصــة عندما يقدمها من طبخها إلى من ينتسبون للأسف إلى تراب مصر الطاهر، ويتولون تقديمها لتحقيق عدة أهداف مركبة، وتتناول قضايا لها أهميتها سواء فى الحياة اليومية أو فى تاريخ المصريين، ومن هنا وجدنا شائعة بيع قناة السويس، فهى تحمل مضمونا غير معقول ولا منطقي، رغم أننى لا أرى بصفة شخصية، أى سوء فى طرح نسبة محدودة من أسهمها لا تزيد عن 10 % لتحريك البورصة المصرية، وتعرض لنفس الإشاعة أحد الفنادق الشهيرة، رغم أنه مملوك فى معظمه لصناديق سيادية عربية ليبية وخليجية، ويجب أن ندرك أننا نحقق لهذه الثعالب الحقيرة أهدافها، عندما ننقل الشائعة ونروِّجها ولا نمرِّرها أولا على عقولنا .

تبقى نقطة مهمة جدا، وهى أن قوة القيادة السياسية، وكذلك قدرة الحكومة المصرية تنبع من المصريين، مصدرها الشعب، وكل فتنة أو شائعة تستهدف فى النهاية مصر وكل المصريين، سواء بترويج شائعات كاذبة، أو تشتيت تركيز الناس، أو شغلهم بقضايا تلهيهم عن العمل والإنتاج والتصدير، وهو المفتاح ربما يكون الوحيد للخروج من تداعيات الأزمة العالمية العالية، وتحقيق الهدف الكبير الذى تعمل مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تحقيقه للأجيال الحالية والمستقبلية، وهو «الحياة الكريمة» ومشروعها الذى انطلق فى كل شبر بمصر، إيذانا بتدشين الجمهورية الجديدة.

أيها المصريون: اصبروا.. اعملوا.. أنتجوا.. وكونوا صفا واحدا.. وسوف نعبر كل العقبات ونحقق الانتصارات.
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر .

بوكس

كلنا جنود فى معركة الوعى ومكافحة الشـــائعــات، ولا وقت هنا لمن يثيرون الضجة، خاصة فى كرة القدم وما شابهها، فهى المناخ المطلوب من أعداء الوطن، والمناسب لترويج الفتن وتمرير الشائعات .. فتدبروا!