بعد صواريخ «زيركون» الروسية.. الحرب الأوكرانية تشعل سباق التسلح فى العالم

صواريخ «زيركون» الروسية
صواريخ «زيركون» الروسية

بعد أكثر من عشرة أشهر من إرسال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قواته إلى أوكرانيا، لا تلوح فى الأفق نهاية للحرب التى انزلقت إلى معركة مدفعية شتوية طاحنة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين. وقد شن الجيش الأوكرانى ضربة مميتة على مركز عسكرى روسى فى ماكيفكا بمنطقة دونيتسك، ليلة رأس السنة، أسفرت عن خسارة روسية لمعدات وأفراد بالمئات.

كما شنت روسيا سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوما من أنظمة صواريخ متعددة الإطلاق خلال 24 ساعة على البنية التحتية المدنية فى ثلاث مدن، وهم كراماتورسك وزابوريزهزيا وخيرسون.


فى إشارة للغرب إلى أن روسيا لن تتراجع عن الحرب فى أوكرانيا، أرسل الرئيس فلاديمير بوتين يوم الأربعاء فرقاطة للمحيط الأطلسى مسلحة بجيل جديد من صواريخ كروز التى تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وتتسابق روسيا والصين والولايات المتحدة لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتى يُنظر إليها على أنها وسيلة لاكتساب ميزة على أى خصم بسبب سرعاتها - خمسة أضعاف سرعة الصوت - وقدرتها على المناورة.


وفى مؤتمر عبر الفيديو مع وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو وإيجور كروخمال قائد الفرقاطة الأدميرال جورشكوف، قال بوتين إن السفينة مسلحة بأسلحة زيركون التى تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأن مثل هذا السلاح القوي، الذى ليس له نظائر فى أى بلد فى العالم، وسيحمى روسيا بشكل موثوق من التهديدات الخارجية المحتملة.


استخدمت روسيا أيضًا صواريخ كينزال (خنجر) والتى تفوق سرعتها سرعة الصوت فى أوكرانيا. جنبا إلى جنب مع الطائرة الشراعية Avangard التى تفوق سرعتها سرعة الصوت والتى دخلت الخدمة القتالية فى عام 2019.


يشكل الزيركون حجر الزاوية فى الترسانة الروسية. وتعتبر روسيا السلاح وسيلة لاختراق الدفاعات الصاروخية الأمريكية المتطورة بشكل متزايد ، والتى حذر بوتين من أنها قد تسقط يومًا ما صواريخ نووية روسية.


تعد الفرقاطة جزءا من الأسطول الروسى الشمالي، وسيتم إرساله فى رحلة بحرية طويلة للمحيطين الأطلسى والهندى لإظهار قوة روسيا البحرية، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن تُستخدم الصواريخ ضد أوكرانيا.

ويعد حساب استهداف الأسلحة التى تفوق سرعة الصوت أكثر صعوبة من حساب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بسبب قدرتها على المناورة.


ويقول تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس الأمريكية حول الأسلحة التى تفوق سرعتها سرعة الصوت، إن الصواريخ الروسية والصينية التى تفوق سرعتها سرعة الصوت مصممة للاستخدام مع الرؤوس الحربية النووية.


خارج روسيا والولايات المتحدة والصين، تقوم مجموعة متنوعة من الدول الأخرى بتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت بما فى ذلك أستراليا وفرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية واليابان، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس الأمريكية.


وحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، توصف صواريخ «زيركون» بأنها لا تقهر ولا يمكن إيقافها بواسطة الدفاعات الجوية الغربية، حيث ضخ الرئيس الروسى أموالا طائلة فى تطوير هذه الصواريخ الجديدة ذات القدرات النووية.


ودخل صاروخ كروز زيركون الذى تفوق سرعته سرعة الصوت الخدمة فى وقت سابق هذا العام، حيث تم توقيع أول عقد لإنتاج الدفعة الأولى من الصواريخ فى صيف عام 2021، كما تم توقيع عقد إضافى لإنتاج مزيد من الصواريخ عام 2022.

يأتى ذلك وسط تقارير عن استعداد الجيش الروسى لنشر صواريخ إضافية فى ساحة المعركة بأوكرانيا، بينها صاروخ «سارمات» النووي، أو «الشيطان 2»، الذى تفاخر به الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة الروسية.


وفى وقت سابق، وصفته وسائل إعلام روسية بأنه السلاح المفضل لبوتين للقضاء على المدن الأمريكية، حال نشوب صراع نووي، ووصف الرئيس الروسى الصاروخ بأنه «لا مثيل له».


وقالت أن سرعة الصاروخ عالية، لدرجة أنه يمنع أى نظام جوى للغرب من رصد تأثيره فى الوقت المناسب،وبينما تدخل روسيا صاروخًا جديدا للخدمة، تحرك حلفاء كييف الغربيون نحو إمدادها بمركبات قتالية مدرعة ومساعدات عسكرية.

قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لنظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، إن فرنسا تعتزم إرسال «دبابات قتالية خفيفة» لكييف، من طراز «إيه.إم.إكس-10 آر.سي» لمساعدتها فى حربها ضد روسيا. وهذه أول مرة تُرسل دبابات غربية التصميم إلى القوات المسلحة الأوكرانية.


من جهته، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن واشنطن تدرس إرسال مركبات «برادلي» القتالية لأوكرانيا، وعربات برادلى المدرعة، المزودة بمدفع قوي، من الوسائل الأساسية التى يستخدمها الجيش الأمريكى لنقل القوات فى ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات.

ولكن تحرك بايدن لن يصل إلى حد إرسال دبابات أبرامز التى طلبتها أوكرانيا.. بينما توقعت واشنطن استمرار القتال العنيف لشهور على خط المواجهة الشرقي، أكّد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

وأن روسيا منفتحة على الحوار مع أوكرانيا شرط أن تقبل «الوقائع الجديدة على الأرض» عقب الهجوم الروسي، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى دعا لهدنة فى أوكرانيا.
 

اقرأ ايضًا | أقوى دبابة قتال ميدانية في ترسانة الجيش الروسي تسقط في أيدي أوكرانيا