ضي القلم

احترسوا

خالد النجار
خالد النجار

احتل «البانيه» الترند وتناقلت الوكالات والمواقع وجروبات الأمهات أسعاره المتفاوتة، وقعنا فريسة لجشع التجار وغول السوشيال ميديا ، فى ربع ساعة تابعت ٣ أسعار مختلفة للبانيه وكأننا نتابع بورصة الذهب.. الموضوع أكبر من ترند البانيه أو البيض، الحكاية جرجرة وتمهيد لحملات إشاعات وبلبلة تنتهى بالتحريض ، فقد هل يناير موسم استيقاظ ميليشيات السوشيال ميديا وكتائب الإخوان النائمة التى حددت مواسم للظهور ، و تدربت وتفننت فى نشر الإشاعات، الهدف أبعد بكثير وحلم المطاريد يستيقظ مع كل أزمة ،

وهاهم يركبون موجة زيادة الأسعار ويتبارون بالكوميكسات فى محاولة لبث الإحباط واليأس، لكنهم عجزوا عن استيعاب الدروس ، فقد لقنهم المصريون دروسا متكررة بالوعى والصمود ، فرغم أية معاناة يدرك الشعب الطيب أننا فى تحد كبير ، ولم نصل للأمن والاستقرار بيسر ، فقدنا الأرواح والدماء ، مابين ابن أو أب أو زوج أو أخ ، كل البيوت المصرية لديها شهداء راحوا دفاعا عن الأرض وأكملوا المسيرة ليصدوا غدر الإرهاب، صمود رجال الجيش والشرطة وتضحياتهم حائط الصد ضد غدر الإرهاب وأساس متين لبناء نهضة وتنمية وعمران.
احترسوا .. فموجة التحريض والإحباط منظمة فلا تنساقوا لها، واستعيدوا فى يناير تضحيات رجال الشرطة الذين واجهوا لنحيا .
هناك أزمة فى الأسعار وموجة غلاء طالت الجميع، وفوضى يتزعمها تجار خرجوا عن مبادىء الإنسانية والأخلاق ، واستحلوا التربح من دم الشعب، فالوعى والتعامل بإيجابية وتحرك جمعيات حماية المستهلك ونشر أفكار الترشيد يعزز ضبط الأسواق مع الاستمرار فى المبادرات الإيجابية التى تقدمها القوات المسلحة والشرطة والتموين بنشر منافذ السلع، مع ضرورة تغيير منهج وزارة التموين لتواكب مايدور فى السوق وتتواجد على الأرض للرصد والردع.
لماذا لا تتحرك كليات التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، والمتخصصون، والأحزاب ورجال المجتمع المدنى وكل صاحب فكر، وعقد لقاءات وطرح أفكار عبر السوشيال ميديا لتقدم روشتة مخلصة يستفيد منها صانع القرار. وتكليف لجنة حكومية تتبنى جمع الأفكار والتواصل، المشاركة فى حلول الأزمة مسئولية الجميع.

لا ندافع عن أحد، بل دعونا نتحدث بصراحة وصدق لنصل لحلول ، فأنا أحد الذين فرمتهم الأسعار ، وجار عليهم التجار ، وأحد الذين يدركون حجم إخلاص وانجازات الرئيس السيسى والدولة المصرية .