يسلط معهد التخطيط القومى هذا العام العلمى الضوء على أعمال أربعة من رواده الذين أثروا بفكرهم التنموى والعلمى الحياة المصرية والعربية، واليوم يتناول سيرة الدكتور محمد محمود الإمام، ويستهدف المعهد فى «ندوة الثلاثاء» تجميع وتوثيق أعمال رواده وإعادة قراءة أفكارهم لمحاولة الاستفادة منها فى معالجة قضايا التنمية..
ويتولى الإشراف على هذه الندوات الدكتور مصطفى أحمد مصطفى أستاذ الاقتصاد..
واليوم يتحدث عن المفكر الكبير الإمام، الأساتذة الدكاترة: جودة عبدالخالق ومحيا زيتون، وأشرف العربى رئيس المعهد.
وقد تناولت الندوة حياة الدكتور الإمام فى الفترة من ١٩٢٤- ٥ فبراير ٢٠١٦ وعنه تحدث تلميذه الدكتور جودة قائلا: إن المفكر الراحل هو واضع أول خطة للتنمية مدتها ٥ سنوات ٦٠-٦٥ فى وزارة على صبرى، وقد حققت أفضل معدلات النمو بشهادة المنظمات الاقتصادية الدولية، كما تولى وزارة التخطيط فى عهد حكومة ممدوح سالم الثالثة، وعين مستشارًا للأمم المتحدة لشئون التخطيط بالعراق. ومؤسس معهد التخطيط القومى.
وفى شهادته قال الدكتور جودة إن سيرة الدكتور الإمام تنعش الذاكرة، فهو خدم وطنه الأصغر ووطنه الأكبر بإخلاص وتفانٍ ضاربًا فى ذلك أروع المثل.. وإلى جانب مهامه فى وزارة التخطيط كان يقوم بالتدريس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة..
وقد بدأ حياته وفديًا قبل ثورة يوليو ٥٢ حينما كان الوفد يمثل ضمير الأمة.. ثم تحول للناصرية بعد الثورة ولم يكن لديه دوافع انتهازية لكنه كان شديد الإيمان بالثورة وأهدافها ومدافعًا عن الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية.
ويقول الدكتور جودة: ولما كنت قد انتدبت لمساعدة الدكتور الإمام لتدريس إحدى المواد المستحدثة بالجامعة رغم أنها كانت مجازفة منى لكن صفات الأستاذ بأنه «ابن بلد» بكل ما تعنيه هذه الصفة، كما شجعنى علمه الغزير.. وقدرته على الدفاع عن الاستقلال الاقتصادى، والتكامل.
حقاً لقد كان الإمام أستاذًا قيمة ومعنى، وليس اسمًا فقط.
