إنتصار دردير تكتب: «عظمة على عظمة ياست»

إنتصار دردير
إنتصار دردير

لم يأت اختيار سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى قائمة «أفضل 200 مطرب فى كل العصور» لتكون هى الصوت العربى الوحيد فى القائمة بجديد فى رأيي، فقد أثبتت ذلك فى حياتها وبعد رحيلها وستظل هى واحدة من قلة نادرة من المؤثرين على مستوى العالم، الذين شكلوا التاريخ وصنعوا موسيقى رددتها الجماهير العريضة فى كل الدول العربية، وقد فاق تأثيرها مطربين آخرين، فقد أثرت أم كلثوم على الجمهور العربى من المحيط الى الخليج، بل أننى أرى أنها كانت تستحق مركزا متقدما عن المركز الـ61 الذى احتلته فى القائمة ضمن الاستفتاء الذى أجرته المجلة الأمريكية «رولينج ستون»، وقد حددت الاختيار» لأعظم المطربين وليس أعظم الأصوات، ومدى التأثير الذى تركوه ومدى الأصالة واتساع تراث الفنان.

لقد جاء فى حيثيات اختيار سيدة الغناء العربى ضمن القائمة أنها كانت بمثابة روح العالم العربى لعقود من الزمان ولم يكن لها نظير حقيقى بين المطربين فى الغرب، كما حققت أصداء واسعة غربيا حيث وصفها المطرب بوب ديلان بـ«الرائعة» كما استخدمت المطربة بيونسيه أغنية «أنت عمري» التى وضع ألحانها الموسيقار محمد عبد الوهاب فى جولات موسيقية لها.

وآثار اختيار أم كلثوم فقط كمطربة عربية ضمن القائمة التى ضمت مطربين من الغرب، من بينهم، ألفيس بريسلي، ألتون جون، فرانك سيناترا، بوب مارلي، ويتنى هيوستن، بيونسيه، وحتى ليدى جاجا فى العصر الحديث، تساؤلات متابعين حول تجاهل مطربين عرب كبار، تمتعوا بالموهبة وحققوا النجاح الجماهيري الكبير، على غرار المطربة الكبيرة فيروز وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وفريد الأطرش، ما اعتبروه «إنحيازا غريبا وتهميشا للعرب»، والذى أراه رد فعل مبالغ فيه، لسبب بسيط أن القائمة ضمت أعظم المطربين الذين تركوا تأثيرا عميقا وبهذا الاختيار لابد أن تتصدره سيدة الغناء العربى ام كلثوم بلا منازع، فهى صاحبة التأثير الأقوى فى الوطن العربي، وكما جاء فى حيثيات القائمة «أنهم المطربون الذين كان باستطاعتهم إعادة تشكيل العالم بمجرد فتح أفواههم»، وقد كانت أم كلثوم كذلك ولاتزال، وهى الصوت العربى الذى تفوق على خلافات الساسة لتحقق خلودا بفنها لم يحققه أى مطرب آخر.