تصادقوا.. تصحوا

صاحبك.. صورتك الحلوة في مراية الأيام

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: إيمان طعيمة - مهيتاب مختار

أنت فى حاجة دائما إلى صديق، تلقى على كتفه بهمومك، وتملأ قلبه بأفراحك، وتستند إليه حين تعرقلك الظروف، وتخفى ما لديك داخل البئر الذى حفره خصيصا من أجل أسرارك.. صديق يشبه روحك، يلازمك مثل ظل، وينير حياتك كشمس، ويقف إلى جوارك حين يتخلى عنك الجميع.. فى هذا التحقيق حكايات عن الصداقة صنعتها المواقف، وكبرت مع السنين.

عمرو مجدى مع أحمد أشرف

صنعت الجيرة صداقة عمرو مجدى مع أحمد أشرف، ويقول عمرو: «صداقتنا بدأت منذ الطفولة، نحن معا دائما، كتوأمين، كبرنا معا، وتواجهنا ونحن نلعب الكرة فى الشارع، عندما أكون على رأس فريق يكون أحمد على رأس الآخر، ودخلنا المدارس نفسها، ولم تفرقنا الدراسة المختلفة فى الجامعة».

ويضيف: «كلًا منا يحمل هموم صاحبه، ويسعى لأن يرسم على وجهه الفرحة، إنه سندى فى وقت الشدة، وأنا أول من يكون بجانبه حين يحتاج لأحد.

أمنية مصطفى وسلسبيل هانى

أخت لم تلدها أمي

صداقة أمنية مصطفى وسلسبيل هانى عمرها ٢٧ سنة، وتقول أمنية، أن كل من يرانا معا يظن أننا أختان، ليس بسبب الشبه فقط، ولكن حتى فى الصفات، والتصرفات وطريقة التفكير، ولغة الحوار، كلانا شخصية عملية، ومتسامحة، ولديها مرونة فى التعامل، حين نختلف لا يطول الخصام، ولا نصل إلى مرحلة الفجوة، فقط نتعاتب ونعود كما كنا.

وأضافت أنه بسبب صداقتنا تحولت أسرتى وأسرتها إلى عائلة واحدة، نذهب معا إلى المصيف، ونسكن فى شقة واحدة، كل منا ترد غيبة الأخرى، وتدافع عنها، واستمرت الصداقة حتى بعد زواجنا، وكلما أبعدتنا الحياة قربتنا الصداقة، ونتمنى أن يسير أولادنا على نفس الطريق ويصبحوا أصدقاء.

حتى آخر العمر

هايدى حمدى وجهاد محمد أصدقاء الطفولة البريئة منذ دخول المدرسة، وتقول هايدي: كنا ننتظر أمهاتنا معا بعد الخروج من المدرسة، نلعب ونأكل «الساندوشات» وكل منا تتمنى تأخر والدتها، وتوطدت العلاقة بيننا فى الإعدادية، وفى الثانوية جلسنا على «دسك»، وكنا نذهب إلى الدروس معا، لم نكن نستطيع الابتعاد عن بعضنا البعض، وتمنيت أن تعيش معى فى البيت.

دخلنا كلية واحدة، وانتظمنا فى قسم واحد، ومن كثرة الحديث عن جهاد مع عائلتى شعر الجميع أنها عضو فى الأسرة، من المهم جدا حسن اختيار الشخصيات التى تشبه ملامحنا وطبعنا لنستمر معها حتى آخر العمر .

صداقة الأمهات توارثتها البنات

حكاية رنا أحمد وبسنت أسامة، البطل الحقيقى فيها هم الأمهات، جمعتهم الجيرة والعشرة الطيبة والصداقة الوفية، وتقول رنا، منذ صغرى أجد بسنت معى فى البيت وانا معها فى حجرتها نعيش معا أكثر من ٢٠ سنة، غرست فينا الأمهات الحب والخوف على بعض وأكثر الأوقات نقضيها معا فى رمضان والسهر حتى السحور وصلاة التراويح والعيدين، نلبس فستانين متشابهين، حتى اعتقد البعض أننا توأم، تخرجنا فى الجامعة ولم تتأثر علاقتنا بل زادت، فهى الوحيدة التى أستطيع أن احكى لها كل أسرارى دون خجل .

على الحلوة والمرة

تحكى آيه فوقى قصتها مع صديقتها هايدى قائلة: «تعرفنا على بعض فى أولى إعدادى، منذ ١١ سنة صحاب وأخوات، تبعدنا الأماكن والظروف، ولكن علاقتنا مستمرة وقوية، ونتشارك معا الحلوة والمرة، عمرها ماتخلت عنى ودايما جنبى وجنب عيلتى فى كل حاجه وأشعر أنها أحن شخص فى حياتى بعد أمى، أشاركها تفاصيل يومى، وبيننا صفات مشتركة، نحب الخروجات والمرح والفرفشة، والمغامرة، واى شئ جديد ومختلف ونشجع بعض دايما».

وأضافت: «نتخاصم أحيانا، ومجرد مابنشوف بعض ننسى الزعل، ونضحك، أوقات كثيرة تبدأ بالصلح وتجيلى البيت بالشكولاتة التى أحبها، هايدى دايما تشارك عائلتى المناسبات وأفعل الشئ نفسه مع عائلتها، كنت حريصة على حضور حفله تخرجها، واشعر فى مواقف كتيره أنها تضحى من أجلى وتفضلنى على نفسها» .

اقرأ أيضًا | 

صديق العمر.. يشبهني

علاقه مغرد سيد ومحمد عصام عجيبة، يختلفون دائما، وكلما اختلفا تعود علاقتهما أقوى، ويقول مغرد: «فى مواقف الفرحة والحزن نبحث عن بعض، ليدعم كل منا الآخر إنه افضل صديق وأول شخص يأتى على بالى، وأجده أمامى وكأنه يشعر بحالتى.. هو فعلا صديق العمر، والبعد عنه بمثابة موت».

وأضاف: الصداقة هى اختيار من يتوافق مع روحك وطباعك فأنا لا اختار عائلتى ولكنى اختار صديقى، لن أنسى لحظة وجودنا معا أول يوم فى المدرسة، وأول يوم فى الجامعة، كنت دائما أذاكر معه امتحان المواد الصعبة فى الثانوية.

«سلمي» توأم روحى ..

الحب والعشرة جمعا روان حمدى وسلمى محمد من كى جى إلى الآن، وتقول روان: لم أجد مثل رفيقتى وتوأم روحى إن سلمى، ليس لها مثيل وروحها بدون شبيه، لا أحد يقف بجوارى مثلها، بيننا صفات مشتركه كثيرة وثقت علاقتنا، مثل اهتمامنا بأدق التفاصيل وحبنا لبعض بدون مصالح وفخرنا ببعض بأى نجاح سواء صغيرا أو كبيرا، ندعم بعضنا البعض، دايما أقول لها: مستعدة أضحى بأى حاجه مقابل أشوف سعادتك ونجاحك .

الفنانة إلهام شاهين والفنانة هالة صدقى

إلهام شاهين: هالة صدقى الأقرب لقلبي

تقول الفنانة إلهام شاهين، أن صديقة عمرها هى الفنانة هالة صدقى، وتضيف أنها ليست مجرد صديقة فقط بل أخت وفرد أساسى من العائلة لا يمكن الاستغناء عنها أبدا ولا تحلو الحياة بدونها.. أتذكر وقوفها بجانبى أثناء حفل زفاف شقيقى أمير، أقامت معى فى الفندق لتساعدنى فى الإشراف على جميع التفاصيل ليكون الحفل على ما يرام، وفى أوقات أخرى كان لابد من قيامى بإحدى العمليات وكنت خائفة جدا من نتائجها، ووجدت هالة بجانبى، لم تتركنى لحظة واحدة، وكان وجودها بالفعل بمثابة دعم قوى ساندنى، حتى أننى عندما أفقت من التخدير أخبرنى الطبيب المعالج بمدى قلق هالة وخوفها على وقال لى: «فعلا ونعم الصداقة».

الفنان أحمد خالد صالح إبن عمه عمر

أحمد خالد صالح: ابن عمى السند الصالح

أكد الفنان أحمد خالد صالح، أن لديه مجموعة كبيرة من أصدقاء الطفولة الذى يراهم بمثابة عائلة أخرى يلجأ إليها فى كثير من الأوقات، فيحب أن يستمع لنصائحهم وأرائهم فى أعماله ويكون متحمسا للاستماع للنقد البناء الذى يقدمونه له بكل حب خالص بدون مصالح بغرض تقديم الأفضل وليس بغرض الهدم..

وأشار إلى أن أقرب أصدقائه إلى قلبه هو ابن عمه، ويقول: «عمر إنسان صالح»، يجمعه به كثيرا من المواقف القوية التى شعر فيها بأهمية وجوده فى حياته، وذكر منها قيامه بتنظيم كل ما يخص حفل زفافه والذى كان لا يمكن أن يكتمل إلا بمجهوداته التى قام بها، واختتم حديثه بأن الأصدقاء نعمة يتمنى من الله عز وجل أن تدوم أبدا.

د. وليد هندي

استشارى صحة نفسية: الصداقة تقوى المناعة

يقول د. وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن الصداقة من أهم القيم الإنسانية النبيلة التى تشكل شخصية الإنسان وتدعمه وتزيد قدرته على التواصل الإنسانى والاجتماعى حتى يبلغ آماله وطموحاته وأهدافه فى الحياة، مضيفًا أن الفضفضة بين الأصدقاء تعمل على التحرر من المشاعر السلبية وتعطى مناعة نفسية ضد القلق والاكتئاب والتوتر وتقوى الصلابة النفسية، كما أنها تلعب دورا قويا فى التأثير على الحالة المزاجية للإنسان ومنحه شعور بالسعادة، فضلا عن أنها تعمل على خفض حدة الاضطرابات الوجدانية.. وأضاف أن الصداقة تكسب الإنسان بعض المهارات الاجتماعية كطريقة الحوار والتعرف على المهارات الحياتية، وتعزيز الثقة بالنفس وإشباع الحاجة لتقدير الذات، وتساعد فى التكيف مع الأزمات فى حالة فقدان عزيز أو عند الاصابة بالمرض.