بدون تردد

العالم فى ٢٠٢٣

محمد بركات
محمد بركات

مع بدايات العام الجديد الذى ما زلنا نتلمس فيه خطواتنا الأولى، انطلقت فى أرجاء العالم شرقه وغربه توقعات كثيرة، صادرة عن العديد من الخبراء والمتخصصين فى الشأن الدولى العام بمستوياته السياسية والاقتصادية والصحية، يستشرفون فيها مجريات الأحداث والوقائع وتطوراتها المحتملة على سطح الكرة الأرضية، خلال العام الجديد ويطرحون فيها رؤاهم لما هو متوقع ومحتمل فى الأيام والشهور القادمة.

والملاحظ والمرصود فى هذه التوقعات الاستشرافية، هو غيبة النبرة المتفائلة وشيوع نبرة التشاؤم والقلق فى غالبيتها، إن لم يكن كل هذه الرؤى وتلك التوقعات، حيث يتحدث الكل عن ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية العالمية، وما سيتبعها من تأثيرات سلبية وانعكاسات تضخمية، ونقص فى المواد والمنتجات الغذائية، وارتفاع فى أسعارها وأيضا الوقوع فى مصيدة الركود فى العالم كله.

ويؤكد الخبراء فى كافة التخصصات الاقتصادية والسياسية، أن السبب وراء هذه التوقعات المتشائمة وغير السارة، يعود فى أساسه وجوهره إلى التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للحرب الروسية الأوكرانية التى استمرت طوال العام الماضى ٢٠٢٢، وما أدت إليه من اضطراب شديد فى سلاسل الإمداد وحركة التجارة العالمية. ونقص فى السلع وارتفاع هائل فى الأسعار.

ويقولون إن هذه التأثيرات بلغت قدراً كبيراً من التصاعد والزيادة، نظراً لكونها أعقبت ولحقت مباشرة بالآثار السلبية الناجمة عن جائحة كورونا «كوڤيد ١٩» وزادت من الآلام والمعاناة لكل الدول والشعوب فى كل مكان على الأرض.

ويؤكدون وجود تخوف حقيقى وواقعى من زيادة المعاناة، لكل الدول والشعوب فى العام الجديد «٢٠٢٣» فى ظل المتوقع السائد بعدم انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية فى وقت قريب، بل على العكس من ذلك هناك مؤشرات ترجح استمرارها وتصاعدها، وما يعنيه ذلك من ازدياد معاناة العالم خلال هذا العام.
وإذا ما أضفنا إلى تلك الأخبار غير المتفائلة الأخبار الأخرى الصادرة عن مراكز البحوث الطبية والصحية فى العالم على عمومه، وأوروبا والصين على وجه الخصوص، والتى تؤكد عدم انتهاء فيروس كورونا بل عودته للانتشار فى الصين من جديد، نكون أمام موجة عالمية من الأخبار والتوقعات غير المتفائلة على المستويات الاقتصادية والصحية.. والسياسية أيضا.

وفى ذلك لا نملك إلا أن نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، بأن يرفع عنا البلاء ويخفف عنا نوازل الدهر ويكتب لمصر وشعبها السلامة من كل شر .