تعاون بين «التضامن» و«الداخلية».. ودليل خدمات بلغة برايل

مستشار التضامن للرقابة: اهتمام الرئيس بالفئات الأولى بالرعاية و«الأسر البديلة»| حوار

هبة أبو العمايم خلال حوارها مع «الأخبار»
هبة أبو العمايم خلال حوارها مع «الأخبار»

أطلقوا عليها أسد الشرطة النسائية لما تتمتع به من جرأة فلا تخشى فى الحق لومة لائم صاحبة أكبر قضايا المخالفات فى دور الرعاية ومن خلال الفعاليات والأنشطة المشتركة فى حماية الأطفال الأيتام ودور الرعاية والعنف ضد المرأة والطفل والفئات المهمشة، التقت بوزيرة الإنسانية الدكتورة نيفين القباج وجعلتها مستشار الوزير للرعاية الاجتماعية ثم غيرت القباج المسمى الوظيفى الى مستشار وزير التضامن الاجتماعى للرقابة والتفتيش، لإيمانها أن نجاح أى عمل لا يتحقق بدون الرقابة والمساءلة.. إنها اللواء دكتور هبة الإمام أحمد أبو العمايم، أول ضابطة شرطة نسائية تحصل على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى. وتتمتع بخبرة علمية كبيرة، كما برعت فى تدريس مواد استراتيجية الحماية والتأهيل وإعادة الدمج لأطفال بلا مأوى، والعنف ضد المرأة، والاتجار بالبشر.

 لمن يعود الفضل فى تكوين شخصيتك؟
الفضل يرجع فى تفوقى بوزارة الداخلية -التى قضيت فيها 32 عاما كضابطة شرطة فى مباحث الأحداث والسياحة والآثار ومباحث الآداب والإدارة العامة لاتحاد الشرطة الرياضى يرجع- إلى الله أولا ثم أمى ثانياً اللواء زكى بدر وزير الداخلية الأسبق الذى كان يشجعنى فى الحصول على الماجستير.

ومن هنا كنت أول ضابطة شرطة تحصل على درجة الدكتوراه فى الشرطة النسائية المصرية وكنت أول ضابطة تحاضر فى أكاديمية الشرطة فى كل من معهد إعداد القادة وذلك بتدريس فرقة الكوادر الأمنية والإدارية العليا ثم التدريس بمعهد تدريب ضباط الشرطة للفرق المتخصصة ومادة العنف ضد المرأة ثم تدريس مادة حقوق الإنسان لطلبة كلية الشرطة بالأكاديمية.

ولا أنسى دور والدتى التى تحملت عبء تربيتى أنا وشقيقى بعد وفاة والدى وعمرها 19 عاما، فقد رفضت الزواج حتى تتفرغ لتربيتنا ولا يسىء أى أحد لنا فكانت طفلة ترعى أطفالا ثم راعت ابنيىّ أحمد وكريم أفضل رعاية حتى أحمد أصبح وكيلا للنائب العام وكريم معيدا فى الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا كلية الهندسة قسم مدنى وشجعتنى على مواصلة تعليمى فى الماجستير والدكتوراه فحصلت على درجة الماجستير عن موضوع تجربة المرأة فى عالم الإدمان.

 

وهل هناك نساء مدمنات وطبقت ذلك فى سجن القناطر الخيرية للنساء ثم أكملت الدكتوراه فى نفس المجال حول إدمان المخدرات وأثره على السلوك الإجرامى بين الشباب فى المجتمع المصرى وبيان أن الإدمان دفعهم إلى الإجرام.


ما سبب اهتمامك بأطفال دور الرعاية؟
لأن طفل الرعاية الاجتماعية مثل أى طفل يجب أن يلقى كل الاهتمام ويتمتع بكل الحقوق ولأنى كنت المنسق العام لبرنامج أطفال بلا مأوى على مستوى الجمهورية وومثل وزارة الداخلية فى التضامن وفى خط نجدة الطفل وعضو فى اللجنة العليا للأسر البديلة.


العمل الذى تقومين به فى الوزارة؟
مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى للرقابة والتفتيش على جميع قطاعات الوزارة على مستوى الجمهورية وخاصة قطاع الرعاية لأنه يركز على التعامل مع الفئات الضعيفة سواء كانوا مسنين أو كبار بلا مأوى أو أيتام أو أطفال بلا مأوى أو دفاع اجتماعى أو ذوى إعاقة.

وهو المفضل لى وقد كنت مستشار الوزارة للرعاية الاجتماعية لكن القباج اختارت لى الرقابة والتفتيش إيمانا منها أنه لا يتحقق أى نجاح دون وجود الرقابة والمحاسبة.


الأسر البديلة
وما علاقتك بالأسر البديلة؟
هى منظومة رائعة تعمل عليها وزارة التضامن الاجتماعى تحت رعاية وزيرة الإنسانية الدكتورة نيفين القباج لأنها تضمن حياة أفضل لكل أطفالنا داخل دور الرعاية لأنه مهما يلقى الطفل من رعاية فى الدار لا تصل الى تنشئته فى أسرة طبيعية وهذه القضية تلقى اهتماما شخصيا من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وشكلت لجنة عليا للأسر البديلة بوزارة التضامن الاجتماعى وهى تضم نخبة من الخبراء فى جميع التخصصات الاجتماعية والنفسية والتربوية والتعليمية والقانونية والدينية والأمنية والتعليم الفنى ومشيخة الأزهر والإفتاء والنيابة العامة والمجلس القومى للطفولة والأمومة والرقابة الإدارية ومؤسسات المجتمع المدنى النشطة فى مجال الطفولة والهدف الأساسى منها التوسع فى رعاية الأطفال كريمى النسب والأيتام والأطفال المتخلى عنهم لتسليمهم إلى أسر قادرة على رعايتهم وحمايتهم وفى تعديل قانون الأسر البديلة اقترحنا تسليم الطفل من عمر يوم تسهيلاً على الأسر وتحقيق المصلحة الفضلى للأطفال.


هل الرقابة على دور الرعاية مسئولية الوزارة فقط؟
ولا أشجع أن تكون الرقابة على دور الرعاية وهى كثيرة ومتنوعة من حق موظفى الوزارة فقط وأنا شخصيا أقوم بجولات مفاجئة على كل دور الرعاية فى المحافظات تنفيذاً لتعليمات معالى الوزيرة.

وتتخذ الوزارة قرارات فورية ضد أى تجاوز و أرى أن الرقابة مسئولية مجتمعية وأشجع التطوع فى كل المجالات والأعمار وكل مواطن يرى تقصيرا أو تجاوزا فى أى دور رعاية لابد من الإبلاغ عنها.


أهم الأنشطة فى الفترة الأخيرة؟
نقوم بتنفيذ مبادرة التواصل والدمج المجتمعى من خلال مكتبنا التى تتم تحت رعاية ودعم الوزيرة، فقد نظمنا رحلات لأطفال دور الرعاية وتحرص الوزارة على تواجد أطفال مسيحيين مع أخوتهم المسلمين بكل الزيارات فقمنا بزيارة لأكاديمية الشرطة لمشاركة الضباط فى التدريبات والتعرف عليهم عن قرب.

وكذلك رحلة إلى المتحف الحربى للقوات المسلحة وإلى الكاتدرائية المرقسية والتقينا قداسة البابا تواضروس الثانى، كما نظمنا رحلة إلى مشيخة الأزهر ودار الإفتاء والمناطق السياحية والأثرية لخلق روح المواطنة وتعميق الانتماء لدى الأطفال والعمل على دمجهم فى المجتمع كأفراد صالحين.


دورى أبناء مصر
كما أطلقت معالى الوزيرة النسخة الأولى من دورى أبناء مصر لكرة القدم لدور الرعاية (أيتام - دفاع) تحت رعاية معالى الوزيرة على مستوى الجمهورية، حيث شارك فى الدورى أكثر من 5 آلاف لاعب من 22 محافظة فى ثلاث مسابقات مختلفة تحت 13 سنة وتحت 17 سنة والمسابقة الأخيرة من سن 17 الى 21 عاما لضمان تكافؤ الفرص ولظهور أكبر عدد من المواهب الرياضية.


وتم تنفيذ دورى أبناء مصر لدور الدفاع لـ 40 مؤسسة بإجمالى 412 ابنا بمراحل عمرية من 9-21 سنة، وذلك بمشاركة 15 محافظة. وفازت ببطولة دورى أبناء مصر للدفاع (دور التربية بالجيزة) فازت بمسابقة فوق ١٧ سنة ودار (قد الحياة ببورسعيد) فازت بمسابقة تحت ١٧ سنة، وفازت بمسابقة تحت ١٣ سنة (جمعية الحرية اسكندرية).


وتقدمت بدراسة للوزيرة ليكون هذا الدورى سنويا وكذلك نواة لإنشاء كيان رياضى داخل الوزارة ليضم المتميزين والموهبين رياضيًا من أبناء دور الرعاية وذلك تحت إشراف وتدريب كوكبة من نجوم كرة القدم المصرية.


اهتمام خاص
هناك اهتمام من الدولة بقطاع دور الرعاية؟
الوزارة تنفذ تعليمات القيادة السياسية فى حرص الدولة على تنشئة الأطفال فى بيئة أسرية، لأن الأسرة هى البيئة المثلى لتنشئة الطفل، لهذا عمدت الوزارة إلى تطوير منظومة الرعاية البديلة لجميع الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية، والعمل على منع فصل الأطفال عن أسرهم إيماناً بأن البيئة الأسرية هى الأمثل لتنشئة الأطفال.


لذلك تولى الوزارة اهتمامًا كبيرًا بالفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا خاصة أبناء مؤسسات الرعاية الاجتماعية سواء مؤسسات فاقدى الرعاية الأسرية وعددها ٤٩٧ مؤسسة أو مؤسسات الدفاع الاجتماعى مثل مؤسسات الأطفال المعرضين للخطر بأنواعها «مؤسسات الأبناء فى تماس مع القانون ومؤسسات الأبناء فى نزاع مع القانون» أو دور المسنين والمسنات.

وذلك من خلال تقديم مجموعة من الخدمات والبرامج تمكنهم من تنمية قدراتهم وسلوكياتهم وتحسين مستوى حياتهم.


ماذا تم فى مسودة مشروع قانون الرعاية البديلة؟
الوزارة تتجه نحو «لا مأسسة منظومة الرعاية البديلة» وبذل كل الجهود لتعزيز الرعاية الأسرية أو شبه الأسرية، وقامت الوزارة، بالشراكة مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدنى بإعداد مسودة لمشروع قانون الرعاية البديلة.

وقد أجرت بشأنه أكثر من حوار مجتمعى لضمان وجود توافق على مسودة مشروع هذا القانون وقررت الوزيرة طرح مسودة القانون على الموقع الإلكترونى للوزارة كى يتم مشاركتها مع الأسر وإبداء الرأى فيها.


وقد عقدت الوزيرة مؤخرا اجتماعا مع الأسر الكافلة تم خلاله استعراض أبرز المشكلات التى تواجه أبناء مؤسسات الرعاية الاجتماعية، كتعرض بعض أبناء مؤسسات الدفاع الاجتماعى لحالات صحية خطيرة وحرجة ويصعب خروجهم من المؤسسة إلى أحد المستشفيات إلا عقب الحصول على إذن من النيابة العامة.

ومما قد يؤدى ذلك إلى إمكانية تعرض الأبناء للخطر، وكذلك عدم وجود أطباء منتدبين بصفة دائمة داخل عدد من المؤسسات الحرجة وعدد من مؤسسات فاقدى الرعاية الأسرية، بالإضافة إلى عدم وجود حملات منتظمة للكشف الطبى على الأبناء داخل المؤسسات.

وعدم توافر آلية موحدة لاستقبال الأبناء فى الوضعيات الطارئة والحرجة بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وارتفاع تكاليف التحاليل والإشاعة.


وتبين أن هناك عددا من المشكلات والتحديات التى تواجه تلك الفئات والتى تسعى الوزارة جاهدة لحلها، ولكن هناك مشاكل تتجاوز اختصاصات الوزارة الأمر الذى يترتب عليه ضرورة الدعم والتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، وذلك فى إطار التعاون المستمر والمثمر والبناء بين وزارة التضامن الاجتماعى.

وعدد من الجهات الشريكة منها «الوزارات والجهات التشريعية والقضائية والرقابية والهيئات بأشكالها المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى»، خاصة أن الوزارة تسعى إلى تجاوز هذه المشكلات والتحديات بهدف تقديم المصلحة الفضلى للفئات المستهدفة.


مركز نموذجى
ماذا عن إنشاء أول مركز تصنيف نموذجى للأطفال كريمى النسب قبل كفالتهم؟
وتم الاتفاق بين نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى والسيدة فلافيا شاو المدير التنفيذى لمؤسسة فيس البلجيكية للأطفال على افتتاح أول مركز تصنيف نموذجى للأطفال كريمى النسب قبل كفالتهم من أسر بديلة.

وذلك بمنطقة ١٥ مايو، لخدمة منطقة القاهرة الكبرى، على أن تقوم مؤسسة «فيس مصر» باتخاذ إجراءات تطويره تمهيدًا لتشغيله، وذلك بعد إسناده لها من قبل الوزارة وجار اتخاذ الإجراءات القانونية لذلك وتم استعراض خطة الوزارة فى التوسع فى نظام كفالة الأطفال بالأسر البديلة الكافلة.

حيث قامت الوزارة بالانتهاء من تطوير البنية المعرفية المعلوماتية لنظام الرعاية البديلة للأطفال، وذلك في ضوء توجهها نحو زيادة الأسر الكافلة، وذلك انطلاقاً من حق الأبناء فى الأمن والأمان، والعطف والحنان وفى السكن الآمن.

وفى الرعاية المتكاملة لنمائهم وسلامتهم الصحية والنفسية وتنشئتهم تنشئة سليمة حتى يصبحوا أبناء صالحين فى المجتمع، حيث بلغ إجمالى عدد الأسر البديلة الكافلة ما يزيد على 14 ألف أسرة بديلة كافلة يراعون 14.300 طفلًا وطفلة.


مدى التعاون بين وزارتى التضامن والداخلية بصفتك همزة الوصل بينهما؟
هناك تعاون وثيق بين الوزارتين وتثمن وزارة التضامن الاجتماعى جهود وزارة الداخلية المستمرة فى تفعيل دورها المجتمعى والإنسانى تجاه الفئات الأولى بالرعاية وتوفير أقصى حماية ورعاية ممكنة لهم وتيسير حصولهم على مستحقاتهم واحتياجاتهم بأيسر السبل.

وفى إطار التعاون والتنسيق المستمر بينهما، قام وفد من قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية مؤخرا بزيارة لعدد من دور الأيتام من ذوى الإعاقة، وإهداء الأطفال من أبناء تلك الدور هدايا عينية وبطاطين تزامنًا مع حلول فصل الشتاء.

ويشمل ذلك إعداد دليل خدمات الوزارة بطريقة برايل، وتخصيص سيارة تحقيقات متنقلة للحالات الشديدة وسرعة إنصافهم، ورصد جرائم التنمر والعنف ضد ذوى الإعاقة والإسراع بالبت فى شأنها.


ومن ثمار التعاون افتتاح مكتب السجل المدنى بمقر ديوان عام وزارة التضامن قريبا فى إطار التعاون مع قطاع الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، وتنفيذا للبروتوكول المبرم بين الوزارتين لتقديم كل الخدمات للمستفيدين من برنامج «تكافل وكرامة».

والمتقدمين لاستخراج «بطاقات الخدمات المتكاملة» المترددين على الوزارة، فى إطار التيسير على المواطنين لاستكمال بياناتهم أو تصحيحها حال وجود أخطاء فى بيانات الأرقام القومية، أو تجديدها بعد انتهاء صلاحيتها.


تكافؤ الفرص التعليمية
فماذا عن برامج الحكومة من خلال برنامج تكافؤ الفرص التعليمية؟
البرنامج أطلق الشرارة الأولى له الرئيس عبد الفتاح السيسى مطلع عام 2021 حيث وجه بتخصيص موازنة سنوية وببذل كل الجهود والمساعى لدعم جميع الطلاب الساعين للعلم وتذليل أى مشكلات تعوقهم عن استكمال تعليمهم أو عن التحاقهم بالتعليم بما يشمل الفقر والإعاقة والبعد الجغرافى.

وفى نفس العام قامت وزارة التضامن الاجتماعى بالشراكة مع الجمعية الشرعية بحصر الطلاب ذوى الإعاقة بالجامعات وبدأت فى توفير أجهزة لاب توب لجميع المكفوفين بالفرقتين الثالثة والرابعة وطلاب الماجستير والدكتوراه فى 30 جامعة مصرية بالشراكة مع جمعية الأورمان وذلك لتيسير العملية التعليمية بما يشمل الأجهزة المساعدة والبدء فى إتاحة بعض الكليات بالشراكة مع صندوق الاستثمار الخيرى عطاء.

وكما قامت وزارة التضامن بالشراكة مع الجمعية الشرعية بإتاحة منح تفوق تحت مسمى مبادرة «الطلاب الفائقين» لرعاية 1500 طالب فى 300 كلية على مستوى 30 جامعة مصرية، كما يتم تقديم خدمات مختلفة لهؤلاء الطلبة فى شكل دعم مالى شهرى أو تأمين صحى أو تمويل أبحاث ومشاركة فى مؤتمرات دولية أو غيرها من الخدمات التى تساهم فى استكمال المسار العلمى للطلاب المتفوقين.


وتشمل المرحلة الثانية من برنامج تكافؤ الفرص التعليمية توزيع 1500 لاب توب على الطلاب المكفوفين و700 كرسى متحرك لذوى الإعاقات الحركية هذا بالإضافة إلى السماعات لذوى الإعاقات السمعية، كما تشمل إضافة 3000 منحة دراسية إضافية للطلاب الفائقين.

اقرأ ايضًا | تاريخ الشرطة النسائية المصرية.. «عزة» أول لواء بالداخلية