حصاد2022.. عام أربك العالم الحرب الروسية الأوكرانية.. والأوبئة تنافست فى حصد الأرواح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تزاحمت الوجوه المرتعبة من أهوال الحروب، وتكدست الأيادى الطارقة للمعابر عبر الحدود، وتعالت صيحات تطلب النجدة أمام مكاتب الإغاثة الدولية، أطفال ونساء وشيوخ، بات الخوف يعتريهم فى طرقات المدن، وشبح الفقر والجوع يهدد عوائلهم إن لم ينقض عليهم بالفعل بعدما انقلب الوضع الاقتصادى رأساً على عقب جراء عدة أزمات طالت العالم بأسره فى مشهد مظلم رآه من كتب عليهم الشتات لأجل غير معلوم وشهد تبعات هذا المشهد جميع الشعوب الذين عايشوا آثاره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتى لم يسلم أحد منها، مشاهد من عام 2022، والذى شهد صراعات وانتشارًا للأوبئة وظروفًا مادية صعبة.

مع بدايات عام 2022 وتحديدًا فى فبراير، اندلعت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وأدت إلى حدوث «أسرع وأكبر حركة نزوح شهدها العالم منذ عقود»، حيث أُجبِر حوالى 14 مليون شخص على ترك منازلهم منذ 24 فبراير الماضي، يعيش منهم 5.4 مليون لاجئ خارج الأراضى الأوكرانية، حتى منتصف عام 2022.


وقد فجرت الأزمة الأوكرانية قضية مهمة تمثلت فى أوضاع اللاجئين فى العالم، ففى منتصف يونيو، أيّد القضاء العالى البريطاني، خطة الحكومة لترحيل طالبى اللجوء إلى رواندا، فى حين انتقد الخطة عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة.

وحتى العائلة المالكة البريطانية، وشهد شهر يوليو بارقة أمل للاجئين فى ألمانيا عندما أقرت الحكومة الألمانية مشروع قانون يتيح لعشرات الآلاف من اللاجئين تسوية أوضاعهم، ومنحهم إقامة قانونية فى البلاد، وذلك بالتزامن مع تزايد موجات الهجرة من أوكرانيا إلى ألمانيا.


تضخم وركود
الدوامة الاقتصادية اجتاحت العالم وقلبت الأسواق رأساً على عقب، وأعلنت البنوك المركزية حالة التأهب القصوى لمحاولات العودة للاستقرار لكن دون جدوى، فما كاد العالم يستفيق من تبعات جائحة كورونا، لتندلع الحرب الروسية الأوكرانية والتى ألقت بعباءة سوداء على مستقبل الاقتصاد فى دول العالم، حيث اختفت بعض السلع الأساسية وبعضها ارتفع سعره بشكل مبالغ فيه، وعانت بعض الدول الأوروبية من وجود أزمة فى الطاقة ولازالت المعاناة قائمة حتى الآن.


وبالطبع بما أن مصر جزء أصيل من هذا العالم فقد تكبدت خسائر فادحة منذ اندلاع الحرب، فنحو 465 مليار جنيه كانت تكلفة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا مطلع شهر فبراير 2022 وذلك حتى شهر مايو، وقد بلغت تكلفة التأثيرات المباشرة فقط نحو 130 مليار جنيه، تمثلت فى أسعار السلع الاستراتيجية والوقود بالإضافة إلى أسعار الفائدة والسياحة.


وأما عن تكلفة التأثيرات غير المباشرة التى تحملها اقتصاد مصر فكانت الفاتورة تقدر بنحو 335 مليار جنيه كتأثيرات غير مباشرة ممثلة فى زيادة الأجور والمعاشات والحماية الاجتماعية بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية.


وقد تسببت الأزمة فى 5 تحديات مرهقة بالنسبة للاقتصاد المصري؛ ممثلة فى ضعف السيولة الأجنبية نتيجة خروج الأموال الساخنة من الدول الناشئة بعد قرار البنك الفيدرالى الأمريكى رفع سعر الفائدة، وتباطؤ معدلات استثمارات القطاع الخاص المصري، وارتفاع فائدة الاقتراض السيادي، ومؤشرات الدين الخارجي، بالإضافة إلى تراجع معدلات جذب استثمارات أجنبية مباشرة.


تأثر السياحة
الأزمة التى بدأت فى أوائل عام 2022 كانت لها تداعيات على كافة النواحي، لا سيما القطاع السياحى فى مصر، حيث تحتل روسيا وأوكرانيا المركزين الأول والثانى فى ترتيب عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022.

بينما تأتى بولندا فى الترتيب السادس بعدد سائحين يصل إلى 214.1 ألف سائح وبيلاروسيا فى الترتيب التاسع بنحو 146.6 ألف سائح.


وبناء على هذه الأعداد وبمجرد اندلاع الحرب فى فبراير قلت أعداد السياح بشكل كبير والتى كانت قد بلغت خلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022 نحو 31 بالمئة، وبلغ عدد السائحين القادمين من روسيا إلى مصر خلال هذه الفترة نحو 1.111 مليون، ونحو 793.9 ألف سائح أوكرانى لمصر.


الفيروسات والأوبئة
تنافست الفيروسات والأوبئة على حصد أكبر قدر ممكن من الأرواح، وكأن هناك مسابقة من سيربح المركز الأول من حيث الأكثر فتكًا بالبشر، وبالفعل استطاع «أوميكرون» إزاحة «دلتا» من قمة عدد الإصابات، ففى السادس من يناير، تم تسجيل 9.5 مليون حالة إصابة بكورونا فى جميع أنحاء العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

حيث زادت الحالات بنسبة 71 بالمئة مع انتشار متحور كورونا الجديد أوميكرون» عالميا، وازداد الأمر سوءا عند وجود متحورات من الأوميكرون وتم رصده فى 57 دولة بحسب منظمة الصحة العالمية.


لم تكن الجائحة الأولى لكورونا الأصلى قد انتهت، بل لازالت تلك الفيروسات المتحورة مستمرة فى حصد المزيد من الأرواح حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن نحو مليون حالة وفاة سجلت خلال عام 2022 بسبب فيروس كورونا، ويفارق الحياة نحو 14 إلى 15 ألف شخص أسبوعيا.


كما اجتاحت موجة من موجات أنفلونزا الطيور القارة الأوروبية بشراسة فى الفترة من أكتوبر 2021 إلى سبتمبر 2022، ووصفت بالموجة الأكثر تدميرا تسببت فى إعدام 50 مليونا من الطيور الداجنة فى المزارع التى ضربها الفيروس.

وأما انفلونزا الطماطم فقد ظهر فى 6 مايو 2022 بولاية كيرالا جنوب غرب الهند، حيث يؤثر على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات، والبالغين الذين يعانون ضعف جهاز المناعة، وأصاب نحو 106 حالات من الأطفال فى مدن متفرقة بالهند.


وزاد على ذلك ظهور جدرى القردة فى مايو 2022، حيث تم اكتشاف حالات متعددة منه فى العديد من البلدان، وقالت منظمة الصحة العالمية فى آخر تحديث لها إن الإصابات ارتفعت إلى نحو 7500 حالة من 92 دولة وإقليما، مع 12 حالة وفاة.

وجميع الحالات تقريبا كانت فى أوروبا والأميركيتين، وتأكدت أول حالة لمرض جدرى القرود فى أوروبا فى 7 مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا، حيث يتوطن المرض الذى زادت حصيلته بنهاية أغسطس لأكثر من 70 ألف حالة على مستوى العالم.

وبما فى ذلك 99 بالمئة من البلدان التى لم يكن هناك انتشار وبائى معروف سابقا،ولازالت هناك آمال معلقة على عام 2023 بأن يصبح أفضل من العام الماضى على العالم كله وأن تقل حجم المعاناة والخسائر.

اقرأ ايضًا | مجلس الأمن الروسي: سنواصل العملية العسكرية في أوكرانيا حتى «زوال التهديد»