عبدالصادق الشوربجي يكتب: متفـــــــــــائلـون

عبدالصادق الشوربجي
عبدالصادق الشوربجي

كل عام وأنتم بخير شعب مصر العظيم، عام جديد نسأل الله أن يكون عام خير ونماء وازدهار وبركة على مصر وأهلها وقيادتها السياسية الحكيمة وجيشها الباسل وشرطتها القوية وأزهرها العريق وكنيستها الوطنية وصحافتها القومية الواعية الداعمة للوطن وقضاياه وطموحات أبنائه.. تملأ مظاهر الفرح وأجواء البهجة والسعادة أرجاء مصر احتفالاً بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، شعب عظيم يحتفل مسلموه وأقباطه معاً.. كما فى الصعاب كما فى الفرح والأعياد والمناسبات المختلفة، نسيج واحد، يؤكد أصالة هذا الشعب الكريم وجذوره الضاربة فى أعماق التاريخ والحضارة المبنية على قيم العدل والتسامح والسلام منذ قديم الأزل.. كل عام وإخوتنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا المسيحيون بخير.

على مدار عقود مضت عبرت مصر باصطفاف شعبها وتماسكه خلف قيادته الرشيدة العديد من التحديات الكبيرة، وبالأمس القريب ضرب شعب مصر العظيم الواعى أروع الأمثلة فى مواجهة دعاة ورعاة الفتنة صائدى المواقف والأزمات وطيور الظلام الذين يعيثون فى كل أرض هم فيها فساداً ويستثمرون بقبح ألسنتهم أى حدث أو حديث لإثارة الشائعات ونشر الإحباط واليأس بين جموع الشعب برسائل مسمومة لا تجد صدى سوى لأصحاب النفوس المريضة والنوايا السيئة ومحترفى النفاق والتضليل.

بنظرة موضوعية خالصة بعيداً عن أى ضجيج أو صخب مصطنع من هنا أو هناك ولو حتى برسائل خفية، قطعاً تسير دولتنا وبلدنا مصر إلى طريق نور على جميع المستويات وفى مختلف المجالات، لا ينكر ما تحقق - ولا يزال - فى بلدنا إلا جاحد أو مغرض، لن نعدد هنا إنجازات أو نحصر ما قامت به الأيدى المصرية من عمل وإنتاج يرى ويلمس وليس وحياً من خيال، الكل يرى ويشاهد ويعلم الفرق جيداً بين ما كان وما نحن عليه الآن.. فى المدن والقرى والمراكز وحتى فى الصحراء الشرقية والغربية ومن أقصى الجنوب إلى الشمال وما بينهما الكل يرى.

وإذا كانت الأوضاع الاقتصادية صعبة وهى كذلك فعلاً، يكفى القول أن مصر ليست وحدها، ولسنا استثناء، العالم أجمع لا يزال يعانى التأثيرات السلبية الضخمة التى خلفتها جائحة كورونا وموجاتها المتتالية ولا زالت المخاوف منها قائمة حتى الآن، فضلاً عن تأثر سلاسل الإمداد ثم تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التى طالت غالبية الدول على حد سواء نامية أو متقدمة والشواهد غير ذلك كثيرة نعلمها جيداً.

أما صحافة مصر القومية فستبقى إن شاء الله قوية واعية، حائط صد صلب ودرعاً منيعة وقوة مصر الناعمة، صحافة فى خدمة الوطن والشعب، ستبقى دوماً كما عهدتموها منبراً وطنياً مخلصاً للتنوير والتثقيف ومجابهة الشائعات والإعلاء من القيم والتسامح وقبول الآخر ونشر الحقائق وكشف الزيف والمغالطات.

فنحن حريصون على النهوض بالمؤسسات الصحفية القومية والسير بها فى طريق الإصلاح الصحيح، سنعظم من مواردها واستغلال أصولها بمشروعات سترى النور قريباً بما يضمن تحسين أوضاع المؤسسات والعاملين فيها من صحفيين وإداريين وعمال بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، ومؤشرات نتائج الأعمال تبشر بالخير، ولن ندخر جهداً فى دعم ومساندة المؤسسات الصحفية القومية لتقوم بدورها الوطنى المهم وأداء رسالتها على أكمل وجه.

سنعبر.. كما نجحت مصر فى عبور واحدة من أعتى الأزمات عالمياً - الجائحة - وذلك بشهادات كبرى المؤسسات الدولية وسجلت قصص تميز ونجاح فى إدارة الأزمة من جميع النواحى، ستعبر مصر، أثق تمام الثقة أن الله سيعيننا وسيوفق بلادنا وقيادتنا السياسية نحو المزيد من التقدم والازدهار، متفائلون خيراً بالعام الجديد، وبقدرة مصر وشعبها على تحويل التحديات إلى فرص وتحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والتطور فى جميع المجالات والقطاعات.
كل عام وشعب مصر بخير