هبة عمر تكتب: أول يوم

هبة عمر
هبة عمر

يأتى أول يوم فى العام الجديد غدا ، قد يحمل بعضنا أمنيات فى القلب يدعو الله أن تتحقق، وربما لايمتلك البعض القدره على التمنى أو التفاؤل، ولكن المؤكد أن التوقف عن طلب الأمنيات يعنى التوقف عن الحياة، والاستسلام للمنغصات لايمنعها أو ينهيها ولكنه يمنع القدره على الحلم بغد أفضل.

فى إحدى المدارس قام طالب بإلصاق ورقة على قميص زميله من الخلف مكتوب عليها «أنا غبي» وطلب ألا يخبره أحد بذلك، وبعد قليل بدأت حصة الرياضيات ، وكتب الأستاذ مسألة صعبة طالب تلاميذه بحلها، ولم يتقدم أحد سوى الطالب الذى يحمل الورقة، وسط ضحكات خافتة من الطلاب هو لا يدرى سببها، وبدأ يحل المسألة وحينها لاحظ الأستاذ الورقة التى على ظهره،فطلب الاستاذ من بقية الطلاب أن يصفقوا له، ثم توجه نحو الطلاب وقال قبل أن أعاقب الفاعل سأخبركم بشيئين، أول شئ أنكم سوف تجدون

طوال حياتكم من يفعل بكم هذا لإجباركم على أشياء كثيرة مُهمّتها أن تجذبكم للخلف كلما حاولتم التقدم،ولو كان هذا الطالب يعلم بشأن الورقة على ظهره لما تقدّم للإجابة، لذلك كل ما عليكم فعله هو تجاهلها ، و التقدم للإجابة كلما سمحت لكم الحياة بذلك، الشيء الثانى أنه يبدو جليّا أن هذا الطالب لا يمتلك صديقا جيدا بينكم يخبره بشأن الورقة و يزيلها عن قميصه،فلا يهم أن تمتلك أصدقاء كُثر المهم أن تكون معتمدا على نفسك وتثق بها جيدا ، لأن الثقة بالنفس تجعل من العصفور صقرا ومن الحلم حقيقة‎.

فى أول يوم من العام الجديد قد يكون مفيدا أن يضع كل منا خطة لأهداف يرجو تحقيقها، وأن يحدد مسارات تنفيذها ، وكيف يوازن بين مايحتاجه الآن وبين مايحتاجه غدا، حتى لايطغى هدف مهم على هدف آخر أكثر أهمية، وأن يتجاهل من يحاول إحباطه أو جذبه للخلف ، وأن يسعى لإصلاح نفسه قبل إصلاح الآخرين، والأهم أن يظل محتفظا بشجاعة الاعتراف بالخطأ والسعى لتجنبه ، والإصرار على التمسك بالحلم والسعى لإنجازه.