عبدالحميد عيسى يكتب: القطارات وسلالم المحطات

عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى

كما حدث فى ربوع مصر من عمران وإعادة إحياء بنية تحتية متهالكة، لم تكن السكة الحديد بمنأى عن هذا التطوير والتحديث حيث شهدت القطارات نقلة نوعية فى جميع درجاتها المختلفة وعاد راكب القطار من مهجره فى وسائل أخرى بعد أن اطمأن على الوسيلة الأقدم فى مصر.

ففى رحلة ليلية استغرقت أقل من عشر ساعات من الجيزة إلى قنا لم يقض مضجعى خلال تلك الساعات سوى ما ينتظرنى فى محطة قنا من درجات سلم مرتفع لا يرحم صعودًا ثم السير أفقيًا ثم هبوطًا اضطراريًا وأنت تحمل حقيبتك عابرًا إلى الرصيف المقابل حيث باب الخروج وكأنه يريد الانتقام منك ومن القطار الذى أزعجه فى وقت مبكر ووفر لك الراحة، وكأن محطتى قنا والجيزة بينهما توأمة سلالم عابرة للقضبان فبينما يقف القطار فى محطة الجيزة وتخرج عرباته لتغلق المزلقان وتريد العبور إلى الجانب الآخر حتى تجد نفسك تصعد سلمًا انهارت درجاته ولا ترى بالعين المجردة فى وضح النهار حيث عششت فيه القاذورات ولا بد من انزلاق قدم العابر عليه.

لماذا لا نستخدم السلالم المتحركة حتى لو تم تشغيلها أثناء وصول القطارفقط حتى لا نفسد الطبخة بسبب «شوية ملح».