خيري الكمار يكتب: إزالة العراقيل

رغم الأزمات الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها لبنان منذ فترة، إلا أن الأعمال التي تصور بها تتزايد سواء لمنتجين لبنانيين أو عرب، والتي يقوم ببطولة أغلبها  نجوم مصريين، ورغم أنها تدور أحداثها في المجتمع المصري، لكن أغلبها يصور بالكامل هناك، وهذا الأمر يدعم الدولة، لهذا لا تعتبره الدولة اللبنانية نوعا من الترفيه، لكنها تدرك أن الإنتاج الفني - وتحديدا الدرامي - مخرج لها من الأزمة الإقتصادية، ولا أبالغ عندما أقول أن صناعة الدراما في لبنان أصبحت أهم صناعة، ويعمل بها عدد ضخم من اللبنانيين، ليس فقط فيما يخص تفاصيل الأعمال الفنية، لكن في مجالات أخرى ترتبط بها بشكل غير مباشر، فمثلا الفنانين المصريين الذين يتواجدون هناك لتصوير مسلسل ما على مدى 3 شهور أو أكثر، يقيمون في الفنادق ويقومون بشراء كل مستلزماتهم اليومية خلال هذه الفترة، وخلال هذا العام فقط هناك أكثر من 10 مسلسلات مصرية صورت بالكامل هناك، وتواجد في كل مسلسل منها مجموعة كبيرة من الفنانين والفنيين المصريين، بالإضافة إلى المسلسلات التي يقوم ببطولتها النجوم اللبنانيين، والتي أصبحت تعرض على العديد من القنوات العربية، وتحقق قبولا، أما في مصر، فبعد التراجع الشديد في الإنتاج السينمائي هذا العام، هناك بوادر للتراجع في الإنتاج الدرامي أيضاً، وذلك بعد أن أعلن خلال الفترة الأخيرة خروج عدة مسلسلات من سباق رمضان المقبل، لعدم توافر ميزانية لها، وتأجيل عدة مسلسلات أخرى كان مقرر تصويرها وعرضها فيما يطلق عليه “موسم أوف سيزون”، لنفس السبب، رغم أنه من المفروض أن يكون هناك دعم لتقديم هذه المسلسلات وتشجيع زيادة عدد الأعمال الدرامية التي تقدم كنوع من الإستثمار، والتي يمكن أن تحقق أرباحا ضخمة ودخل قومي إذا وجدت خطة جيدة لتوزيع هذه الأعمال على القنوات والمنصات العربية، كما يحدث في كل المسلسلات التي تنتجها لبنان، وتعتمد في أغلبها على النجوم المصريين، فالفنان المصري لا يزال صاحب الشعبية والجماهيرية الأضخم في كل العالم العربي، خاصة منطقة الخليج، وإيرادات الأفلام المصرية التي تعرض في هذه الدول - خاصة الإمارات والسعودية - دليل على ذلك، فقد حققت الأفلام المصرية في آخر عامين أعلى الإيرادات في تاريخ شباك التذاكر بها، وهذا يعني إنه إذا أتسع الإنتاج الدرامي والسينمائي أيضا، وتم توزيعه بشكل جيد، سيحقق هذا الأمر لمصر مصدر دخل مهم ومؤثر، ولكي يتحقق ذلك يجب أن يكون هناك خطة وعمل ودعم، والأهم إزاحة كل العراقيل وتحطيم كل القيود التي تسببت في تراجع عدد الأفلام والمسلسلات التي تنتجها مصر.