ألف عيلة وعيلة علي قديمو.. كليوباترا وأكتافيوس!

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

لا تشبه كليوباترا امرأة غيرها؛ بل لا تشبه حتى نفسها، انقسم المؤرخون حول شخصيتها، واتفق الأدباء على تعظيمها، تركت ما يؤكد جمالها في وجوه تماثيلها المنحوتة، وما ينفيه على عملات مسكوكة تحمل صورتها القبيحة، ولم يعثر أحد على مومياء الملكة ليعرف هل انتحرت بواسطة أفعى سامة لتلحق بحبيبها، أم قُتلت بسيف غريمه بعد أن قدمت له نفسها، أم أنها لا تزال حية، وروحها تنتقل من امرأة إلى أخرى عبر أجيال مختلفة؟!


إذا تخيلت شيطان تاب واستغفر، فسوف تكون كليوباترا؛ إنها الشىء والضد معا، المرأة الغائبة فى حضورها الطاغي، والواضحة  فى غموضها المحيّر، والعاشقة للحياة بإقبالها على الموت!.

وُلدت كليوباترا فى 13 يناير عام 69 ق.م، لكنها تمردت على وداعة برج الجدي، وهى تحمل الصفات المتقلبة للجوزاء وتستخدم مكر العذراء، وحزم الميزان، وسحر السرطان، واندفاع الثور، وأنانية الحمل، وجاذبية الدلو، وانتهازية العقرب، وبرجماتية القوس، وغرور الأسد.

إذا تحدثت كليو باترا سحرت الرجل الذى أمامها فيخر ساجدا تحت قدميها بوصفها المعبودة، ويقدم لها القرابين بعيون ضارعة وقلب يرتجف من فرط الهيام والغرام، حتى ولو كان «قيصر»!.

أتقنت تسع لغات، فى مقدمتها اللغة المصرية لتقترب من شعبها، ودرست الرياضيات والطب والكيمياء والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا، لتحقق حلمها فى السيطرة على العالم، وتجلس على عرش روما!.

خضع يوليوس قيصر للملكة حين جاء إلى الإسكندرية، وسلمها مفاتيح مصر على آنية من فضة، وقضى على أخيها الذى ينازعها الحكم، ولم تتركه يغادر إلا بعد أن وضع بذرته فى رحمها، لتنجب ابنه «قيصرون»، ليضرب الكهنة فى روما أخماسا فى أسداس، لأن الطفل المصرى هو الابن الذكر الوحيد لقيصر الذى لم يكن ينجب إلا البنات ومن ثم فهو ولى العهد!.

حسابات معقدة انتهت بقتل القيصر، وتنصيب ابن شقيقه جايوس أكتافيوس، الذى ترك لزوج اخته ومساعده مارك أنتونى مهمة التخلص من كليوباترا وابنها، لكن القائد الرومانى استسلم من أول نظرة، ووقع فى شباك الملكة، وأنجب منها عددا من الأبناء، لتدور معركة أكتيوم البحرية، والتى ظهر فيها أنتونى ضعيفا بسفنه القليلة أمام الأسطول الروماني، فانسحبت كليوباترا وعادت إلى الإسكندرية وأشاعت خبر انتحارها.

رجع أنتونى مهزوما ينزف الدماء وحين علم أن حبيبته تخلصت من حياتها، أوقف سيفه بين ساقيه، ووضع بطنه على النصل، ومال بكل ثقله فخرج السيف من ظهره ووقع صريع العشق، بينما كانت الملكة تتزين للقاء أكتافيوس!.

أدركت كليوباترا أن أكتافيوس يجهز لتجريسها عارية على عجلة حربية تجرها الخيول فى شوارع روما؛ فذهبت إليه لتفتنه بجسدها ورجاحة عقلها، لكن الرجل كان يضع بدلا من قلبه حجرا، فلم تحرك شعرة من رأسه!.

فى اللحظة التى أدركت فيها كليوباترا أن الرجل الذى أمامها هزم أنوثتها، شعرت أن حياتها انتهت، موتها سبق سيوف الجنود التى تسابقت إليها، أو الكوبرا التى زحفت لتعانقها. 

ماتت الملكة وهى لا تعلم أن تأثيرها القاتل للرجال سوف يظهر مرة أخرى بعد قرون طويلة، وهم يضعون صورتها على علبة سجائر تدمر قلوب الرجال ولا يستطيعون الابتعاد عنها!.