فى الصميم

إسرائيل.. وحكومة سقوط الأقنعة!

جلال عارف
جلال عارف

ماذا سيفعل العالم مع حكومة نتنياهو الجديدة التى ستتسلم حكم إسرائيل خلال أيام، والتى يصفها الإسرائيليون أنفسهم بأنها الأكثر تطرفاً فى تاريخ الكيان الصهيونى الذى قام أساساً على العنف والإرهاب؟!

هل ستستمر الأبواق الصهيونية النافذة فى العالم فى ترديد الأكاذيب عن ديمقراطية إسرائيل المزعومة فى حكومة يسيطر عليها من يدعون لإبادة كل الفلسطينيين أو طردهم خارج أرضهم، ومن يعلنون الحرب حتى على الفلسطينيين الصامدين على أرضهم المحتلة فى ٤٨؟! وهل سيستمر الصمت الدولى على جرائم إسرائيل ومنع محاكمة المسئولين عنها كمجرمى حرب؟.. ثم ماذا عن القادم فى ظل حكومة تضم من وضعوا فى قوائم الإرهاب والمطلوبين للعدالة داخل وخارج إسرائيل؟!

الميزة الوحيدة للحكومة الجديدة أنها تسقط كل الأقنعة التى تحاول إخفاء حقيقة دولة الاحتلال الصهيونى، ليظهر للعالم الوجه الحقيقى لإرهاب بلا حدود، ولعنصرية لم تعد تخجل من الإعلان عن نفسها..

لقد فرض حلفاء نتنياهو فى الحكومة الجديدة كل شروطهم التى لا تقتصر فقط على التوسع الاستيطانى فى الأرض الفلسطينية المحتلة ونسف أى فرصة لدولة فلسطينية مستقلة، لكنها تمضى فى طريق التمييز العنصرى حتى نهايته وبشكل يخيف معظم الإسرائيليين أنفسهم، ولدرجة أن يخرج جنرالات سابقون فى الجيش والمخابرات الإسرائيلية مع متظاهرين من الفلسطينيين داخل الكيان الصهيونى لمعارضة قوانين تم الاتفاق بين الشركاء فى الحكومة الجديدة على تمريرها..

وفى المقدمة قانون يتيح لأى طبيب إسرائيلى بأن يرفض علاج مريض فلسطينى من مواطنى الدولة(!!) وليس هذا فقط.. هناك قوانين أخرى تبيح ترشيح قوائم حزبية تدعو للعنصرية وطرد الفلسطينيين(!!) وتفتح الباب لليهود فقط لشراء أراضى النقب والجليل وتعلن بكل وضوح إقامة نظام الفصل العنصرى الذى كنا نظن أنه انتهى بعد سقوطه فى جنوب أفريقيا!!

ماذا سيفعل العالم وماذا ستفعل أمريكا (وهى الراعى الأكبر لإسرائيل) فى مواجهة الحقيقة بعد أن سقطت الأقنعة ولم يعد ممكناً إخفاء الوجه العنصرى لدولة الاحتلال، ولا جريمة من كانوا يروجون لها كذباً باعتبارها واحة الديمقراطية فى المنطقة؟!