منذ 111 سنة.. أول محطة طاقة شمسية في العالم مقرها المعادي | صور

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتجه العديد من دول العالم للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، لتنويع قدراتها الكهربائية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، والحفاظ على التنمية والاستدامة.

ويعتبر توليد الكهرباء من محطات الطاقة النظيفة او المتجددة سواء المحطات الشمسية او الكهرومائية او محطات الرياح هي المخرج الوحيد من ظاهرة الاحتباس الحراري ومخاطر تغير المناخ التي أصبحت تهدد كوكب الأرض.

اقرا ايضا :استشاري بيئة: مصر تمتلك استراتيجية طموحة للطاقات الجديدة والمتجددة

- طفرة كبيرة

وحققت مصر طفرة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، من خلال الإستراتيجية الطموحة التي تهدف لزيادة إمدادات الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2035.

- اول محطة في العالم

وفي هذا السياق نلفت أنظار العالم إلى أن مصر كانت أول دولة في العالم دخلت مجال الطاقة الشمسية وذلك قبل 111 سنة عندما بدأت إنشاء أول محطة طاقة شمسية في المعادي عام 1911.

"بوابة أخبار اليوم" استطاعت الإطلاع على كواليس هذا المشروع من أرشيف وزارة الكهرباء وإليكم التفاصيل..

- مهندس أمريكي

وبدأت قصة اول محطة طاقة شمسية في العالم مع المهندس الأمريكي فرانك شومان، الذي يعتبر هو صاحب تنفيذ فكرة مشروع المحطة في حي المعادي بالقاهرة، وتحديدا في شارع 101.

وكان شومان المُتخصص في مجال الطاقة الشمسية يحلم بتشييد المحطة عام 1911، وكانت تحتوي على 5 جامعات للطاقة الشمسية، كُل منها بطول 62 متر وعرض 4 أمتار وتفصل بينهم 7 أمتار. وبدأ العمل بها عام 1912 وانتهت الإنشاءات في عام 1913، ومولت مصر بناء المحطة ووفرت الأرض والعمالة من مهندسين مصريين متخصصين.

- قوة 100 حصان

وبالفعل فقد خرجت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعي فى العالم بالمعادي، بقوة مائة حصان وتضخ ستة آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة أي ٢٧٢٦٠ لتراً لري حقول القطن الذي ظل بدوره هو الآخر الأجود عالمياً حتى منتصف القرن العشرين، وكانت لفرانك شومان كلمة شهيرة قال فيها، "إن ما حدث في مصر هو انطلاقة لعصر جديد من الطاقة في التاريخ.

- اقدم مجلة أمريكية

بفضل تلك المحطة الشمسية كانت عنوان غلاف أكبر وأقدم مجلة أمريكية متخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي مجلة "Electrical Experimentr"، فقد نشرت في الصفحة 35 و36 و37 من العدد الصادر في مارس 1916 صورة ضخمة لصحراء المعادي والجمال تنقل المركزات الشمسية وخلفها يستظل المهندسون المصريون والأمريكان برئاسة العالم الأمريكي فرانك شومان داخل الخيام أسفل عدد من أشجار النخيل.

كما نشرت جريدة نيورك تايمز صفحة كاملة فى عددها الصادر فى يوليو من عام 1916 للحديث عن العالم الامريكى الذى يستخدم الشمس المصرية لانتاج الطاقة اللازمة لتشغيل مضخات الرى فى الاجواء الساخنة.

وكان العنوان الذى تصدر إحدى صحف مصر الكبرى حينها فى 9 يوليو 1913 عند افتتاح المحطة هو "استخدام قوة الشمس"، وجاء فى الخبر أن الخواجات لامبرت ورالى وزعا أوراق الدعوة على فريق من الوجهاء والأعيان والأدباء لحضور اختبار الآلة التى ركبتها شركة باور الإنجليزية فى المعادى لحصر قوة الشمس واستخدامها فى إدارة العدد والآلات.

- حلم لم يكتمل

وجاءت الحرب العالمية الأولى، واكتشاف النفط الرخيص في الثلاثينات خفف من أهمية اكتشاف شومان والنهوض باستخدامات الطاقة الشمسية وأعيد احياء أفكاره وتصاميمه الأساسية ورؤيته في السبعينات خلال فترة موجة الاهتمام بالطاقة الشمسية الحرارية.

واستمرت المحطة في أعمالها لمدة عام واحد فقط، لتأتي رياح الحرب العالمية الأولى لتبدد مجهود «شومان ورفاقه»، واختفت محطة المعادي منذ ذلك الحين، وفقدت مصر فرصة أن تكون مركز الطاقة الشمسية في العالم.

وانتهت مهمة «شومان»، في مصر، فسافر إلى ألمانيا وعرض فكرته على البرلمان الألماني، الذي استمع له وانتشرت فكرته منذ ذلك الحين، وفي عام 1914 سافر إلى بلاده وتحديدًا فيلادلفيا للاحتفال بإنجازاته.

-مكان المحطة الان

حاولت «بوابة أخبار اليوم»، الذهاب إلى مكان المحطة الان في حي المعادي، إلا أن الصحراء تحولت إلى عقارات وحدائق، وحتى أطلال المحطة لم تعد موجودة، كما قالت مصادر بوزارة الكهرباء، إن المحطة من قديم الأزل ولا نملك معلومات كثيرة عنها في أرشيفنا، وما تبقى منها بعض الصور ورسوم الإنشاءات.