محمد رشوان يكتب: مشاعر مضطربة حول انقضاء زمن ميسي

محمد رشوان
محمد رشوان

بالنسبة لجيل والدى، الذى شهد مارادونا يلعب، انتهت الأسطورة، نحن فى زمن العاديون، ظهر رونالدينهو من البرازيل، وقبله رونالدو الظاهرة، وآخرون من فرق أوروبية، ديل بييرو الإيطالى، فيجو من البرتغال، لكن المقارنات لم تكن فى صالحهم، من هؤلاء الذين يرقون لمستوى دييجو؟ عفوًا يا أطفال وشباب هذا الجيل الذين لم يدركوا ذروة مسيح الكرة العالمية فى فترة الثمانينيات من القرن الماضي! زمنكم رديء.. ليس به مارادونا آخر، لقد انتهى عصر الأساطير إلى الأبد بتوقف مارادونا.

فنحن الآن فى زمن الأنصاف، أو العاديين.. آمنا بما قاله الآباء، حتى ظهر ميسى، خطف الأضواء، شاب قصير القامة أبله الملامح لكنه خفيف وسريع أيضًا، موهوب بالفطرة، حاول كريستيانو مقاربته، نجح أحيانًا.

وأخفق أحيانًا، لكن ما يميز ميسى أنه منحنا إلى حد كبير أسطورتنا، أسطورة جيلنا، نقف فى وجه أبائنا ونقول لهم، لديكم مارادونا المدمن؟ لدينا ميسى، ميسى الذى يقدسه الناس تارة ويلعنونه تارة أخرى، تمامًا مثل أى رمز، أصبح لدينا مارادونا خاصتنا.


كان مونديال 1998 أول مونديال أشاهده، اليوم وقد خطوت سنواتى الأولى فى الثلاثين، فهمت الكرة أكثر، وأصبحت أشجع الأرجنتين، مفرخة الأساطير، وولادة الظواهر الخلابة.


برفع ميسى كأس مونديال 2022، يعلن انقضاء زمنه، أفضل مشهد ختامى لملحمة أساطير الألفية الثالثة يعلن انتهاء زمنه بمفرداته جميعًا، ميسى الأيام الخوالى، دروس الفيزياء، مقاهى الإنترنت، كرة القدم على الشاشات المفتوحة، دون احتكار، اللعبة التى كانت متعة يمارسها الموهوبون.

فصارت تعتمد على الدراسات والأرقام والإحصاءات، ربما يكون مشهد حمل ميسى لكأس العالم، هو مشهد ختام زمن الموهبة الفطرية، مشهد نهاية كرة القدم التى نعرفها، التى تستند إلى الإمتاع والعواطف المتقدة، وصيحات الفرح الممتزجة بالدموع الساخنة، هناك أشياء أخرى لا نفهمها الآن.. فوداعًا زمن ميسي.


اقرأ ايضًا | تعرف على القيمة السوقية لنجوم الأرجنتين بعد إنجاز مونديال 2022