بلدي تحت جلدي.. مذكرات الحب والحرب

الشاعرة النيكاراجوية جيوكوندا بيلى
الشاعرة النيكاراجوية جيوكوندا بيلى

هل يمكن أن تكون سيرة الكاتب الذاتية هى سيرة بلده؟ أو تأريخًا لمرحلة حرجة؟ تثبت الروائية والشاعرة النيكاراجوية جيوكوندا بيلى بسيرتها الذاتية "بلدى تحت جلدي" أن التقاطعات بين العام والخاص فى حياة الكُتّاب واردة، ليس من قبيل الصدفة فحسب، وإنما من قبيل التورط فى النضال من أجل صورة مثالية للبلد الذى يعيشون فيه.

وإذا كان هذا البلد أمريكيًا لاتينيًا، فالأسباب أكبر، إذ عاشت بلدان هذه القارة البائسة ألمًا كبيرًا فى ظل الحكم المطلق والصوت الواحد. غير أن ثمة ميزة إضافية فى كتابة جيوكوندا هذه: أنها مناضلة بالفعل، ليس من موقعها ككاتبة.

وإنما كمواطنة وسياسية. ولدت جيوكوندا وتربت فى كنف عائلة ثرية، فى وسط مدينة فقيرة وبلد فقير وحاكم أوحد يقصف الأقلام ويكمم الأفواه. وسريعًا ما شغلها الشأن العام، وانضمت لمنظمة يسارية كانت سياستها حرب العصابات. استطاعت هذه المنظمة، التى أصبحت جيوكوندا فردًا رئيسيًا فيها، أن تقوم بالثورة الساندينية التى اقتلعت جذور عائلة سوموثا، الديكتاتورية النيكاراجوية المتوارثة.


ولكن جيوكوندا هنا بقدر ما تهتم بالتاريخ وتسليط الضوء على الثورة وما سبقها وما تلاها، تسلط الضوء بالمقدار نفسه على حياتها الشخصية، معاناتها كامرأة ونجاحها كشاعرة، علاقاتها الغرامية وزيجاتها المتعددة.

ولتلمس بذلك وترًا حساسًا فى العلاقة بين الرجل والمرأة، وتفكك عاطفة الحب بتعقيداتها، بدون أى خجل من ماضيها، إذ تجاربها هى ما صنعت منها كاتبة كبيرة.
فى البستان جزء مقتطف من كتاب ضخم.

اقرأ ايضًا | منى نور تكتب: مجمع الخالدين يبحث عن رئيس