بارقة أمل

معركة تجار الدولار

مجدى دربالة
مجدى دربالة

يخطئ من يظن أن مهمة البنك المركزى فى ضبط سعر الصرف سهلة.. بل ان اجراءات البنك المركزى تواجة صعوبات تنبع من واقع مرير على المستوى الاقليمى والدولى يتلخص فى قلة موارد العملة الصعبة واعتماد مصر على الاستيراد لسنوات عديدة..

وحينما بدأ الرئيس السيسى منذ سنوات محاولات الاعتماد على الصناعة الوطنية اكتشف حجم الكارثة التى تسببت فيها حكومات متعاقبة اعتمدت على « الاستسهال» والعمل بالمثل الشعبى « شراء العبد افضل من تربيته» وبدأ الرئيس السيسى فى العمل واطلاق مبادرات دعم الصناعة الوطنية ولكن الامر لم يكن بالسهولة التى تحل المشكلة التى تفاقمت على مدار عقود لم تكن لتحل فى سنوات قليلة..

وأصيبت مصر فى لعنة الدولار وتحكمه فى اسعار السلع.. ومع كل ازمة عالمية كانت ازمة الاسعار تتفاقم..

ولم تنجح معدلات النمو فى دخل قناة السويس والتصدير والسياحة فى حل المشكلة لان الزيادة السكانية كانت تنمو بمعدلات اسرع من نمو اى دخل..

ويأتى محافظ البنك المركزى حسن عبد الله يعمل ليلا ونهارا للبحث عن حلول غير تقليدية للمشكلة على الرغم من ان البنك المركزى ليس جهة تدبير عملة ولكنه جهة تصرف وتوزيع للعملة التى ترد اليه.. وقضى حسن عبد الله أسابيع فى مواجهة السوق السوداء فى العملة وتفوق عبد الله فى مواجهة تجار السوق السوداء فى العملة..

وذلك فى عدة جولات ولكن هؤلاء التجار لم تنته حيلهم وقرروا ألا يستغنوا عن مكسبهم الحرام الذى يأتى على انقاض بلدهم ويلتهم فرص العمل لأبنائنا ويضغط على الطبقة الوسطى بالاسعار التى تتأثر بمضاربات تجار السوق السوداء..

ولم تنته المعركة لكن من المؤكد ان حسن عبد الله تسبب فى خسائر فادحة لتجار السوق السوداء فى الايام الماضية..

ولا يزال محافظ البنك المركزى يراهن على الانتصار فى معركته الاقتصادية التى ستكون نتيجتها عودة الاستقرار للسوق المصرى.