فى الشارع المصرى

«خطيئة» جهاز 6 أكتوبر

مجدى حجازى
مجدى حجازى

فى سابقة هى الأولى من نوعها.. فوجئ قاطنو المجاورة «13» والمجاورة «14» فى حى غرب سوميد بمدينة السادس من أكتوبر، باختفاء «صناديق القمامة» الموزعة على شوارعهما..

كثرت تساؤلات سكان المجاورتين بشأن هذا الاختفاء، وظنوا أنها تعرضت لعملية سطو منظم عليها وسرقتها من قبل لصوص جدد دعتهم جرأتهم للإقدام على هذا الفعل!

واستمرت حيرة سكان المجاورتين، الذين وصلتنى منهم رسائل عديدة تشكو وتتعجب لهذا الاختفاء..

حيث لم يهدأ بالهم حتى تكشفوا أن ما أصاب «صناديق القمامة» لم يكن واقعة سرقة منظمة ألمت بها، كما ظنوا، بل إن الاختفاء جاء تلبية لشكوى البعض من السكان أزعجهم عبث «نباشى صناديق القمامة» الذين يبعثرون محتوياتها حولها، وبناء عليه اتخذ المسئولون بجهاز مدينة 6أكتوبر قرارهم برفع «صناديق القمامة» من شوارع المجاورتين!. 

قاطنو المجاورتين «13»، «14» فى حى غرب سوميد بمدينة السادس من أكتوبر، يشكون ويتضجرون مما أصابهم من تلوث بيئى جراء انتشار أكوام القمامة التى حلت محل «صناديق القمامة» التى رفعت من شوارعهم، ويتعجبون: ألم يجدوا حلًا لـ «نباشى القمامة» غير رفع «صناديق القمامة»؟!، خاصة أن البدائل التى طرحت مصحوبة بهذا الإجراء لم تحقق المستهدف منها وثبت عدم جدواها!..

ويستغيثون برئيس جهاز مدينة السادس من أكتوبر، والمهندسة نائبة رئيس الجهاز المشهود لها بحيويتها ونشاطها بتدارك هذا الإجراء الذى شوه شوارعهم، حتى باتت للأسف تضاهى العشوائيات التى تبذل الحكومة جهودًا مكثفة حتى تشملها بالكامل منظومة النظافة..

ويتساءلون: هل يعقل أن يتعرض حى ذو خصوصية بـ«قاطنيه» وتميز كـ«حى غرب سوميد» لمثل ذلك؟!. 

هذا القرار، جانبه الصواب، وغير مسبوق، حيث لم يجرؤ أحد على اتخاذه من قبل فى أرجاء المحروسة، لمخالفته للنظام العام المعمول به فى مصر، بل ولم نشهد مثيلًا له فى أى دولة متقدمة أو غيرها من دول العالم الثالث..

بل يحرص الجميع ونحن المصريين فى مقدمتهم على نظافة بلدنا، مدنها وأحيائها وقراها..

ولمن لا يدرك ذلك عليه مراجعة تاريخ مصر على مر العصور. 

لذا لزم التنويه.. حيث أن الأمر يعد «خطيئة»، واجبة الإسراع بتداركها، وتصحيح الأوضاع، لتتسق مع الشأن العام.. فمن حق المتضررين عودة «صناديق القمامة» على وجه السرعة إلى سابق مواقعها التى كانت فيها، مع بداية أول يوم عمل، استدراكًا لما ألم بهم من ضرر، وحماية لهم من الأمراض والأوبئة والقوارض، ودحضًا لتفاقم أزمة غياب منظومة النظافة، خاصة أنها لا تحظى برعاية من المسئولين عنها فى جهاز أكتوبر، فنجد شوارع المجاورتين وقد غاب عنهما عمال النظافة حيث لا يرون إلا صدفة، فهم لا يحضرون سوى أربع مرات على مدار العام، نعم: فى عام كامل = 12شهرًا = 365يومًا..

ودعونا نتساءل: أليس فى تواجد عمال النظافة ومتابعة التزامهم فى العمل بشكل دورى يوميًا، أو يوما بعد يوم، يكون الحل لأزمة «نباشى القمامة»، والقضاء على المشكلة من جذورها؟!. 

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.