«سلاسل التبريد المستدامة»

د. حسن أبوطالب
د. حسن أبوطالب

إن أحدًا لا ينكر أن من بين الآثار الضارة لتغير المناخ هو خسارة العديد من المزارعين حول العالم - ومن بينهم المزارع المصري -  لجزء ليس بالقليل من المحاصيل الزراعية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بما يساهم في سرعة فساد الثمار قبل أن تصل إلى المستهلك.

وهنا تكون الخسارة مضاعفة؛ حيث لا تقف عند تكبد المزارع لخسارة مادية، بل تمتد إلى زيادة أسعار المعروض من المحاصيل في الأسواق، واتساع الفجوة الغذائية.

يؤكد المتخصصون أن العالم – ومصر في القلب منه – يخسر ثلث الغذاء الذي ينتجه؛ فمن إجمالي الأغذية المُنتجة للاستهلاك البشري يفقد العالم حوالي 14%، ويهدر حوالي 17%، وهي كميات الغذاء التي تكفي لإطعام حوالي مليار شخص.

ولعل الخطير في الأمر أن تأثيرات فقد وهدر الغذاء لم تتوقف عند الإضرار بالأمن الغذائي والتأثير الاقتصادي السلبي وفقط، بل تتواصل لتصبح أحد أسباب تغير المناخ، من خلال الانبعاثات الناتجة عن تحلل وفساد الأغذية لأسباب عدة، في المقدمة منها «نقص التبريد».

يتجه العالم الآن إلى التفكير في «سلاسل التبريد المستدامة» كأحد أهم الحلول للتقليل من كميات الغذاء المهدر والمفقود، من خلال سلسلة من المراحل تشمل إنتاج المحاصيل وتخزينها وتوزيعها مُبردة للحفاظ على جودتها عبر درجات الحرارة المنخفضة المطلوبة، والذي من شأنه أن يطيل العمر الافتراضي للمنتجات الزراعية الطازجة.

وفي مصر، أتمنى من المسئولين المعنيين- في ظل تزايُد انعدام الأمن الغذائي والاحترار العالمي-  أن يلتفتوا إلى ضرورة الإسراع بالاستثمار في «سلاسل التبريد» ويا حبذا تلك القائمة على استخدام الطاقة المتجددة لتصبح بحق «سلاسل تبريد مستدامة» وكذلك القيام بدعوة المستثمرين المحليين والدوليين للمساهمة في تلك الاستثمارات، التي من شأنها تقليل الجوع، والحفاظ على أسعار المحاصيل الزراعية في المتناول، والتقليل من الانبعاثات الضارة بالمناخ.

Email: [email protected]