كشف حساب

«مافيش حجة»!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لم يعد لدى منتخبنا الوطنى لكرة القدم، أو الأندية المصرية، من الآن فصاعدا، أى حجة للإخفاق فى المنافسات العالمية، بعد النجاح المبهر للمنتخب المغربى فى مونديال قطر 2022. فقد أحدث المغاربة، بقيادة المدرب الوطنى وليد الركراكى، الدهشة تلو الأخرى، فى أنحاء العالم أجمع، وجعلوا كل عربى أو أفريقى يردد وسط مشاعر الفخر الطاغية عبارة «شيء لا يُصدَّق». فمن كان يتوقع فوز منتخب المغرب على منتخبات عالمية، تحتل مراتب متقدمة فى تصنيف «الفيفا»، مثل بلجيكا والبرتغال وإسبانيا، رغم انه ودَّع بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، فى الكاميرون،

على يد منتخب مصر الذى فشل فى بلوغ المونديال؟ لقد نجح أسود الأطلس فى بلوغ المربع الذهبى، ولولا ظلم التحكيم لوصلوا إلى نهائى كأس العالم، وربما الفوز بالكأس الذهبية عن جدارة واستحقاق. إنها روح الفريق التى تجمع الكل، جمهورا وإدارة وجهازا فنيا. وتجعل 11 رجلا فى الملعب أشبه بجدار صلب يتحرك بتماسك وسلاسة وتكتيك فنى عال يصعب اختراقه فى حالة الدفاع، كما يصعب صده فى حالة الهجوم. لقد قدم المغاربة للجميع، خاصة منتخبنا الوطنى والأندية المتنافسة دوليا، وفى مقدمتها الأهلى والزمالك، درسا فى الروح القتالية، والرجولة، واليقظة والتركيز الذهنى، ناهيك عن القدرات العالية فى التمرير والتسليم والتسلم، والمراوغة والخداع المشروع. أما الروح الانتصارية والإصرار على تحقيق الأهداف المرجوة، فحدث ولا حرج . قدم المنتخب المغربى لكرة القدم ما يشبه السيمفونيات المتقنة، خلال جولات المجموعات، تنوعت نغماتها واختلفت وتيرتها باختلاف المنافسين فى الأدوار الاقصائية. وكان طبيعيا، وسط هذه الأجواء المثالية، بلوغ المربع الذهبى الذى لا يصله عادة إلا كبار القوم فى عالم كرة القدم. لقد بهر رجال المنتخب المغربى العالم أجمع، وأعدوا القاصى والدانى لاستقبال بطل جديد لكأس العالم. لكن كان للتحكيم رأى آخر. تحية لأسود الأطلس الذين حطموا الجدار النفسى أمام المنتخبات والأندية العربية، فى مواجهاتهم كبار العالم الكروى. وأصبح من حقنا كجماهير مطالبة منتخبنا الوطنى والأندية المتنافسة دوليا، خاصة النادى الأهلى المشارك فى مونديال كاس العالم للأندية بالمغرب، بكئوس عالمية وعلى شفاهنا عبارة واحدة: «مافيش حجة»!