الصحراء تكشف المجرم .. الإعدام لقاتل زوجته فى المقطم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

منى ربيع

  فعلًا صدق من قال؛ أن الصدفة أحيانًا تكون خيرًا من ألف ميعاد»؛ أثناء قيام العمال بتركيب اعمدة انارة فى احد شوارع المقطم النائية لتجهيزه ليكون مؤهلا لمرور المارة به دون خوف ليلًا، واثناء حفر العمال في الشارع فوجئوا بأشلاء آدمية تحت التراب، مما سبب لهم الفزع والرعب، ليبلغوا على الفور الشرطة ليستمر الحفر ليتبين وجود اشلاء لجثة تتضح من ملابسها انها سيدة، ومن هنا بدأ رجال المباحث في عمل تحرياتهم حول الواقعة لتكون المفاجأة؛ ان السيدة المعثور على اشلائها قتلها زوجها منذ عامين ولم يكتشف احد جريمته وعاش حرًا طليقا سعيدًا بجريمته التي ظنها كاملة، خلال تلك الفترة ونجح في خداع جميع من حوله انه لا يعرف عنها شيئًا، لكن مهما طال الوقت، استطاع رجال المباحث فك اللغز ليتم القبض على الزوج وتقديمه للمحاكمة والتى قررت إحالة أوراقه لفضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه، تفاصيل الجريمة مثيرة ترويها السطور التالية.

سنوات طويلة عاشتها ايمان في مشكلات وخلافات مع زوجها حتى بعد انجابهما لطفلهما الوحيد، الخلافات كما هي؛ فهو شخص عديم المسؤولية لا يستطيع تحمل مسؤولية البيت بالنهار في عمله وفي الليل يجلس على المقاهي ينفق راتبه على اصدقائه، رافضًا الإنفاق على زوجته وابنه الصغير، مما جعل الخلاف يتفاقم بينهما؛ ليتطور إلى شجار يقوم على اثره بضربها، وتترك ايمان منزل الزوجية إلى منزل اسرتها، سنوات طويلة عاشتها ايمان مع زوجها على هذا الحال حتى قررت الخروج بلا رجعة، تركته بعد أن ضربها علقة ساخنة امام صغيرها والذى لا يتعدى عمره السبع سنوات، ذهبت إلى منزل اسرتها واخبرت جميع من حولها انها لن تعود ثانية وانها تصر على الطلاق وإذا لم ينفذ زوجها رغبتها ستلجأ للخلع.

التخطيط للجريمة

لكن طلبها لم يعجب زوجها وإصرارها على الانفصال جعله يظن أن هناك شخصًا آخر في حياتها، حاول التواصل معها اكثر من مرة لكنها رفضت طلبه وعودتها إليه ثانية، حتى قرر الخلاص منها بأى شكل بعد أن جرحت كرامته برفضها الرجوع اليه اولا، وشكه فيها ثانية بأن سبب الرفض هو علاقتها بآخر، وعندما وجد الزوج جميع  الابواب مغلقة قرر أن يتخلص منها قبل أن تخلعه، اخذ يتصل بها كثيرا، طلب مقابلتها للاتفاق على كافة تفاصيل الطلاق، طالبا منها ألا تخبر أسرتها بمقابلته حتى لا يمنعونها، صدقته ايمان وذهبت اليه بحسن نية، حيث واعدها باللقاء في احد شوارع المقطم النائية والخالية تقريبًا من المارة، خرجت ايمان تاركة طفلها مع والدتها، ذهبت لمقابلة زوجها والذى اصطحبها لاحد الشوارع النائية داخل سيارته،  وهناك طلب منها النزول خافت ايمان لكنه جذبها من السيارة واخذ يلومها على ماتفعله واتهمها بأنها على علاقة بآخر، لكنها نهرته واخبرته بأنها اصبحت تكرهه وحاولت الهروب منه لكنه جذبها وضربها وطرحها ارضًا ثم أمسك بحجر كبير واخذ يضربها به على رأسها حتى لفظت انفاسها الأخيرة، وعندما تأكد من وفاتها وبجبروت وبعقلية مجرم عتيد الإجرام حفر قبرًا لزوجته ثم ألقى الجثة بداخله في نفس المكان الذي ارتكب فيها الجريمة، وبعد ان هال التراب عليها، اخذ هاتفها وأرسل رسائل نصية لهاتفه مضمونها، أنها قررت الهروب وستترك طفلها لدى والدتها، لانها لا تريد الحياة معه ولاتريد اي شيء يذكرها به، وعاد الزوج إلى منزله وكأنه لم يفعل شيئًا بل وذهب إلى أسرتها ليتشاجر معهم على الرسائل التى تلقاها من هاتف زوجته، بحثت أسرة ايمان عنها في كل مكان، والمصيبة الأكبر أن الزوج كان يبحث معهم عنها، على طريقة يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

إشلاء آدمية

ثم أبلغوا الشرطة بغيابها، وتم حفظ البلاغ  ولم يستطع احد الوصول اليها؛ لتظل ايمان في نظر اسرتها ونظر جيرانها تلك الزوجة الهاربة التى تركت طفلها دون أن تخبر احدًأ، ليغضبوا جميعا منها، عامان واسرتها يبحثون عنها في كل مكان وهم يتوعدون في انفسهم بعقابها حينما تعود على مافعلته في حقهم وحق ابنها بل وحق زوجها ايضًا، لكن روح ايمان كانت تريد أن تثبت براءتها بأي شكل، حتى جاء اليوم الذى كان فيه عمال حي المقطم  يقومون بتوضيب الشارع المدفون فيه جثتها واثناء حفرهم لتركيب اعمدة الإنارة، فوجئوا بأشلاء آدمية لامرأة لينتاب الذعر العمال وقاموا على الفور بإبلاغ الشرطة، ليتم اخطار النيابة العامة والتى طلبت سرعة تحريات المباحث.
ظل رجال المباحث يعملون ليل نهار بفحص بلاغات الغياب في المقطم وضواحيها، ومطابقة مواصفات ماتبقى من ملابسها مع بلاغات الغياب؛ وكانت النتيجة تطابقها مع بلاغ غياب ايمان ليقومون باستدعاء اسرتها، وبعمل تحاليل البصمة الوراثية «»DNA تطابقت نتيجة التحاليل معهم ليتم فتح التحقيق من جديد بعد أن كشف تقرير الطب الشرعي وفاتها نتيجة تهشم رأسها بحجر، واثبتت التحريات أن الوحيد الذى كان على خلاف معها هو زوجها وباستدعائه والضغط عليه بمواجهته بجثة ايمان، اعترف الزوج بجريمته وانه سرق هاتفها بعد قتلها وأرسل لنفسه رسائل نصية منه لإبعاد الشبهة عنه.

ليتم إحالته إلى النيابة العامة والتى قررت حبسه ومن ثم إحالته إلى محكمة جنايات القاهرة، واكدت النيابة العامة في أمر الإحالة؛ أن المتهم عمرو .م .ن في غضون شهر مايو دائرة قسم شرطة المقطم قتل المجني عليها ايمان عمدًا مع سبق الاصرار والترصد؛ بأن عقد العزم وبيت النية على ازهاق روحها لما بينهما من خلاف؛ بأن دبر لجريمته، وما أن ظفر بها وحيدة حتى كال لها عدة ضربات قاتلة في اماكن متفرقة بأنحاء جسدها باستخدام أداة تستخدم في الاعتداء على الاشخاص «حجر» قاصدًا قتلها فأحدث الاصابات التي أودت بحياتها.

وأوضح أمر الإحالة؛ أنه تقدمت تلك الجناية في نفس المكان والزمان جناية اخرى؛ وهي خطف المجني عليها ايمان بأن استدرجها متجهًا لمكان خالى من اعين المارة وأوهمها بحل الخلاف الواقع بينهما، فتمكن باستخدام تلك الوسيلة القسرية أبعادها عن ذويها، وجاء فيه أيضا أنه قد ارتبطت هتاتان الجنايتان بجنحة سرقة الهاتف المملوك للمجني عليها واستخدمه بإرسال رسائل منه لذاته مضمونها، انها قد هربت وتركت نجلها له برغبتها قاصدا من ذلك إخفاء اثر جريمته والتنصل من العقوبة، واشار امر الإحالة أن المتهم اخفى جثة المجني عليها بدون إخبار جهات الاقتضاء وتمثيل الكشف عليها.
ومثل المتهم امام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار هشام عبد المجيد، وعضوية المستشارين اسامه عبد الظاهر محمود، و اكرم عبد المنعم، وامانة سر احمد صبحي عباس، والتى قضت هيئة المحكمة بإعدام المتهم.

أقرأ أيضأ :