عمرو جلال يكتب .. تعليم الشيوخ

عمرو جلال
عمرو جلال


يبدو أن السادة أعضاء لجنة التعليم و لجنة التعليم بمجلس الشيوخ يعيشون في عالم "الميتافيرس" بعيدا عن الواقع والحقيقة... منذ أيام تقدمت لجنة التعليم في مجلس الشيوخ باقتراح خطير لحل مشكلة الدروس الخصوصية وذلك عن طريق زيادة عدد ساعات الدراسة في المدارس إلى 13 ساعة!!... لجنة التعليم بالمجلس تريد أن يكون طلاب المدارس الحكومية في فصولهم الدراسية من الساعة 8 صباحا وحتى 9 مساء...

وقال رئيس لجنة التعليم فى مجلس الشيوخ نبيل دعبس "أن بهذه الطريقة ستتغلب المدارس الحكومية على مشكلة الكثافة الطلابية العالية بالفصول وتمنع الطلاب من حضور الدروس الخصوصية المكلفة"!!... بالطبع نشكر معالى رئيس لجنة التعليم على هذا الأقتراح ولكن فى حالة واحدة وهى أننا نعيش فى سويسرا أو فلندا أو أن الهدف من الفكرة هو حبس الطلاب دخل المدرسة فلا يجد المدرسون طلابا من أجل الدروس الخصوصية وبذلك يموتون كمدا ويفرح الجميع!

ولو كلف السيد رئيس لجنة التعليم والبحث العملى نفسه ووقف أمام باب أى مدرسة حكومية لسمع صراخ الطلاب وقرأ لوحة كبيرة مكتوب عليها "عجز المعلمين فاق الحدود"... هناك ياسيدى نقص شديد ومعلن فى أعداد المعلمين يصل الى 400 ألف معلم!!... وبالتالى فأن أقتراح زيادة ساعات الدراسة الى 13 ساعة بالمدارس يعد كارثة بكل المقاييس لأن معنى ذلك أن الطلاب سيتحولون الى مساجين داخل أسوار المدرسة ووالمعلم لن يكون سوى السجان وذلك أمر طبيعى فى ظل عدم وجود كوادر تعليمية كافية وحتى المتوفر منهم أغلبه غير مدرب... وتعجب معى عزيزى الأنسان عندما تعلم أن هناك دراسات علمية وبحثية قام بها بالفعل علماء مصريون أفاضل من أجل أصلاح منظومة التعليم... هذه الأبحاث ميدانية ومن أرض الواقع وتقدم تفاصيل الحلول لكن لا أحد يقرؤها للأسف ...واضح أن السادة أعضاء لجنة التعليم و البحث العلمى بمجلس الشيوخ لا تصلهم تلك الأبحاث ولا يعيشون معنا فى الأساس.

وأهم نقطة فى تلك التجارب والدراسات والبحوث تقول "أنك يمكن أن تصل إلى أفضل النظم التربوية، وأبهج الكتب المدرسية، وأحكم المناهج والمقررات، ثم لا تمتلك معلم تربوى جيد فيضيع كل ذلك هباء"
أنا مع بقاء الطلاب والطالبات في المدارس أطول فترة ممكنة إذا كانت العوائد التربوية والتعليمية من بقائهم مجزية ومجدية ولها آثار ونتائج إيجابية في حياتهم، كأن يكون بقاؤهم داخل أسوار المدرسة أفضل بكثير من خارجها لكن لو تم تطبيق هذا الاقتراح دون وجود أعداد كافية من المعلمين المدربين فستتحول المدرسة إلى ساحة صراع بين بضعة معلمين ومئات الطلاب وانتظار قاتل لنهاية يوم مرهق دون فوائد تذكر.