«ارمى صاحبك» أو «اكتم نفسه»

«ارمي صحابك» و«كتم الأنفاس».. «ألعاب الموت» خطر في المدارس

تحديات ألعاب الموت
تحديات ألعاب الموت

أحمد جمال

برز عدد من التحديات والألعاب التى تجذب تلاميذ المدارس على منصات التواصل الاجتماعى فى المجتمع المدرسى فى غياب كافة أشكال الرقابة والتوعية بشأن خطورتها، ما جعل العملية التعليمية أسيرة لظواهر مستحدثة عليها، بدأت مع انطلاق العام الدراسى الحالى بانتشار تحدى «كتم الأنفاس» وصولاً إلى تحدى «ارمى صاحبك» الذى تسبب فى إصابة أحد تلاميذ المدارس الدولية بالشلل.

وسلطت حالة التلميذ أحمد خالد، بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة «أبناء النيل الدولية» بالعبور الضوء على خطورة تلك التحديات، إذ تعرض لإصابة بالغة الخطورة فى النخاع الشوكى والعمود الفقرى بسبب تحدى «ارمى صاحبك» الذى انتشر على منصة «تيك توك»، ويقوم على تجمع مجموعة من الأصدقاء فى شكل دائرة ليحملوا صديقا يختارونه، ويلقونه فى الهواء، ثم يتركونه يقع ليصطدم بالأرض لمعرفة مدى قوة تحمله، بحيث يفوز الصديق فى حالة عدم تعرضه لأى ضرر. وأبرأت المدرسة ذمتها من الحادث الذى قالت إنه تسبب فى إصابة التلميذ بالشلل، مشيرة إلى أن «الحادث الأليم وقع بعد نهاية اليوم الدراسى أمام أحد المولات التجارية بمدينة العبور وليس داخل المدرسة».

ولم يكن حادث أحمد هو الأول من نوعه هذا العام، فالعديد من المدارس كان شاهدًا على انتشار تحدى «كتم الأنفاس» وتسبب فى حالات إغماء مؤقتة للعديد من التلاميذ. ويقوم التحدى على قيام تلميذ بإخراج الهواء من رئتيه ويضع آخر يديه على صدر الأول بشدة ما يتسبب فى إصابته بنوبة إغماء، قبل أن يعود لوعيه مجددًا بعد ثوانٍ ويقوم الطلاب بتصوير الواقعة ونشرها على «تيك توك» وغيرها من المنصات التى تحصد فيها هذه التحديات نسب مشاهدة مرتفعة باعتبارها «ترند».

وانتشرت أيضًا لعبة «تشارلى» التى يقوم فيها التلاميذ بتحدى بعضهم البعض عبر مجموعة أسئلة والخاسر يحكمون عليه بأن ينزف دمًا، وقبل أيام تم تدارك تلميذة فى مدرسة بمنطقة الهرم بالجيزة قبل أن تقطع شـــرايينها تنفـــيذا لحكـــم زمـــيلاتها لأنـهــــا خســــرت التحدي.

ووصلت «تحديات الطلاب» إلى البرلمان، حيث تقدمت النائبة ميرال الهريدى، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومى، بطلب إحاطة بشأن انتشار ظاهرة ترندات التحديات على مواقع التواصل تشجع المراهقين والأطفال على ارتكاب أفعال تمثل خطورة نفسية وعصبية وجسمانية على مرتكبيها.
وطالبت ببحث آلية مواجهة مثل هذه الظواهر حفاظا على أرواح أبنائنا وعلى ثروتنا الشبابية والوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة، وآليات مواجهتها وأسباب اهتمام المراهقين بها بما يفقدهم وقتهم وأمنهم وهو الأمر الذى يمس الأمن القومى.

من جانبها، أطلقت وزارة التربية والتعليم تحذيراً قالت فيه إنها «تهيب بأولياء الأمور التأكيد على مراقبة نشاط أبنائهم على الهواتف الذكية فى ظل انتشار تطبيقات وألعاب إلكترونية قد تمثل خطرًا داهمًا على صحتهم العقلية والجسمانية». وأكدت أنها وجهت كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديرى المدارس لمراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التى يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.

وقـــالت رجــينا ســــــيد، مُعلـمـــة وخـــبيرة تربوية، إن لهث التلامـيذ وراء «الترند» يعــد الســبب الرئيس فى انتشار هذه التحديات بالمدارس، فى ظل غياب كامل للتوعية الصحية أو الأخلاقية أو الإلكترونية، وهو ما يجعل هناك إقبالا من التلاميذ على هذه الألعاب، وأن المجتمع دائما ما يصطدم بتلك الممارسات دون أن يكون هناك خطط استباقية لمنعها.. وأضافت أن الهيئات التربوية عليها دور مهم فى توعية الطلاب، وأن الاكتفاء بالتحذيرات الموسمية فى طابور الصباح أثناء الإذاعة المدرسية لن يكون كافيًا ويجب وضع خطط توعية شاملة على مدار العام الدراسى، بما لا يترك مجالاً لاستمرار الوضع الراهن الذى يسبق فيه الطلاب المؤسسات التربوية بشكل مستمر، مشيرة إلى أن «تحديات التيك توك» ليست الخطر الوحيد الذى يواجه الطلاب وأن التقليد الأعمى يتسبب فى حوادث عنف عديدة بينهم.

فيما قال الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة القاهرة، إن ثقافة التنشئة الإلكترونية التى تحظى باهتمام كبير فى العديد من الدول غائبة لدى مجتمعنا، وأن الأسر تفعل كمن يُلقى أبناءه فى البحر دون تعليمهم العوم، سواء كان ذلك على مستوى تهيئتهم للحياة العامة أو الإلكترونية، كما أن الاعتماد على ثقافة المنع فى ظل المتغيرات الحالية لن يأتى بأثر إيجابى، والأصح هو تدريب الطلاب على انتقاء ما يشاهدونه من محتويات.

أقرأ أيضا.. منها فتح الغاز والخلود للنوم.. «أشباح التسالي» تهدد حياة الأطفال