محمد عدوي يكتب: كنوزاً لم تروها

محمد عدوي
محمد عدوي

قبل ان تطأ قدمى الروضة الشريفة .. جلست فى جماعة فى خطوة تنظيمية للحد من التدافع والازدحام،  جلست لأكثر من نصف الساعة فى انتظار الدور .. كان يجلس بجواري شاب من سنغافورة بدا الحديث معى بلغة عربية ركيكة وغير مفهومة فى كثير من الاحوال، ثم بدأ فى تغييرها باشراك كلمات انجليزية ايضا مع حديثه بالعربية المكسرة ان جاز التعبير .. قال لى بعد ان عرف اننى قادم من مصر .. انت محظوظ .. انت عربي .. تجيد القراءة بالعربية، انا لا .. تعجبت من “شميم “ وهذا اسمه لكنى افهم هذا الإحساس .. 
 
ان تكون عربي وتستطيع ان تقرأ العربية، لغة القرآن،  ميزة حقيقية ربما يحسدك البعض عليها، الحقيقة ان هذه الميزة التى تبدو بالنسبة لك عادية أو ربما لم تلتفت اليها جعلتني اعيد التفكير فيما نملك ولا نستطيع ان نتبين انه ميزة، جعلتني اعيد التفكير فى كثير من الاشياء التى تشكل حياتنا ولا نعتبرها ميزة .
 
ان تكون مصرى فى المملكة العربية السعودية  ميزة ايضا ، ربما لا تقدرها،  لكن فى اى وقت واى زمن وما ان تتحدث ويعرف الناس انك مصرى ترى ابتسامة وترى ترحيبا وترى حفاوة وتقديرا، فى المملكة هناك اصدقاء واهل ومحبة لكل ماهو مصري .
 
الأشياء الصغيرة التى تملكها وتظن انها لا تشكل لك أى ميزة هى عند البعض الآخر ميزة وكبيرة جداً، الحقيقة ان أبسط الأشياء وأهمها هى الاحساس بنعم الله عليك .
  
الصحة والستر دعاء كان يردد دائما من امى ،كانت تختصر طلباتها وكل امنياتها واحلامها فى الصحة والستر، لم تكن رحمة الله عليها تريد مالا ولا جاها، لم تحلم سوى بالحياة الكريمة التى بها صحة وسترا .
 
مشروع حياة كريمة رغم بساطته ورغم انك ربما لا تشعر بأهمية، فهو ليس مجمع مصانع عملاقة او مشروع تنموى كبير او بناء ضخم..لكنه فى الحقيقة أهم.. أن تضمن للناس الحياة الكريمة .. الصحة والستر .. هو الغاية .
 
ربما تدرك أهمية الاشياء وربما لا تشعر بها لكن عندما تفقدها سوف تدرك انك كنت مخطأ وانت تملك كنزا لا تعرف أهميته، ان تملك ميزة يحسدك الناس عليها، انت تملك نعمة هى من عند الله ، مجانية لم تدفع فيها ثمن .
 
الحفاظ على مزاياك ميزة ، انظر فى احوالك وافحص ما تملك من نعم ميزة ،ان ترى عطايا الله لك واقدرها نعمة حقيقية، ابحثوا فى مزاياكم، اكثروا من شكر الله على نعمه، احبوا مزاياكم البسيطة ونعمه التى ربما لا تقدرونها   هى عند اخرين مهمة.