«الأزهر»: التريندات صنعت جيلاً غير مدرك لعواقب الأمور.. الطب النفسى: «خزعبلات» غير حقيقية

الهواتف الذكية قنابل موقوتة.. «تحديات السوشيال ميديا» تسيطر على عقول المراهقين

تحديات السوشيال ميديا أزمة عواقبها وخيمة
تحديات السوشيال ميديا أزمة عواقبها وخيمة

مرت على آذاننا كلمة «Come weja» فى أحد الأفلام المصرية الحديثة، والتى تحدثت عن لعبة تخص تحضير الأرواح والإجابة على الأسئلة المطروحة والتنبؤ بما يحدث فى المستقبل، وأحدث الفيلم انبهاراً للجمهور ولكن لم يتوقع أحد أنه يحدث فى الحقيقة وتتجسد لعبة ويچا فى «تحدى تشارلي» أو لعبة الشياطين على «التيك توك» بين طلاب المدارس ليعرضوا أنفسهم إلى الموت المحقق لعدم تنفيذهم طلبات الروح المحضرة، فمن خلال قلم رصاص؛ يوضع فوق آخر على شكل x؛ يتم وضعهما فوق ورقة مقسمة إلى ٤ أجزاء - يحمل كل جزء منها كلمة نعم ولا؛ يبدأ اللاعبون فى قراءة تعويذات يقال إنها تستحضر الأرواح الشريرة ، بالأمس القريب كانت تحديات التيك توك والسوشيال ميديا بشكل عام، ظاهرة غير موجودة بالشكل الذى بتنا عليه، فبين عشية وضحاها نسمع عن حادث إصابة شاب بكسر وشلل نتيجة ممارسة تحد افتراضى بعنوان «ارمى صاحبك» ، وآخرون يعرضون أنفسهم للانتحار والأذى النفسى نتيجة ممارسة هذه التحديات، فبعد تحدى كتم الأنفاس وصولاً إلى تحدى الحليب وحتى لعبة الشياطين والمعروف إعلامياً بتحدى تشارلي، ولازالت تحديات السوشيال ميديا تشكل خطراً على حياة المراهقين. 

«لعبة الشياطين»


تعتمد لعبة تشارلى أو لعبة «الشياطين» على الأقلام، وهى عبارة عن  تحد جديد مميت، تقوم من خلالها باستحضار الجن والشياطين عن طريق التواصل الروحانى وهى أحد الطقوس المكسيكية القديمة، ويشترط أن يكون الخائضون للتحدى من الأطفال أو المراهقين، لاستحضار روح طفل يدعى تشارلي، للإجابة على عدد من التساؤلات التى يطرحونها عليه، على أن تكون الإجابة بنعم أو لا،  ويستخدم اللاعبون المشاركون فى تحدى تشارلي، قلمى رصاص، حيث تكون بداية اللعبة بسيطة من خلال استخدام قطعة من الورق وتقسيمها إلى مربعات باستخدام الأقلام الرصاص فى المربعات تتم كتابة نعم ولا، وينادى المشاركون فى تحدى تشارلي، على روح تشارلي، بعبارات، «تشارلى هل أنت هنا؟» أو «تشارلى هل يمكننا اللعب؟»،  ومن ثم الانتظار حتى تبدأ الأقلام بالتحرك، ويقوم اللاعب بعدها بطرح الأسئلة، ويتولى تشارلى الإجابة من خلال تحريك القلم إلى إحدى الإجابات إما نعم أو لا،  وعندما تتحرك الأقلام يتصرف المراهق تصرفات مرعبة منها، قطع شرايينه أو الصراخ بشكل هيستيرى خلال بث مباشر مع أصدقائه.

مراقبة الأبناء 
وفى هذا الصدد أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بياناً رسمياً، طلبت فيه من أولياء الأمور مراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية وتوعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية باعتبارهم شريكاً أساسياً مع الوزارة فى تربية الطلاب، كنا وجهت الوزارة كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديرى المدارس مراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التى يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع».. فيما قال مرصد الأزهر، إن لعبة تشارلى أو الشياطين، تهدد الصحة النفسية لصغار السن، مضيفاً بأننا لا يمكننا لومهم، بل يقع علينا كـ كبار؛ مسئولية التوعية من خطورة تلك الألعاب.. وكتب مرصد الأزهر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك: لا تزال مواقع التواصل الاجتماعى تُظهر لنا وجهها القبيح، رغم المنافع التى قد تعود منها فى بعض الحالات، إلا أن التريندات التى رافقت نشأتها وتطورها؛ تسببت فى صناعة جيل غير مدرك لعواقب الأمور يتخذ من هذه التريندات؛ وسيلة لتحدى الذات والآخرين دون وعى بمخاطرها.. وأضاف مرصد الأزهر: اليوم عاودت لعبة تشارلى أو الشياطين الظهور مجددًا، لتثير ردود فعل غاضبة حيالها وانتقادات واسعة تحذر من خطورتها على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين باعتبارهم الفئة المستهدفة من هذه اللعبة، حيث تثير لديهم التخيلات السلبية والأفكار الوهمية وهو ما يجعلهم فى حالة شك ودفاع مستمر خوفًا من المجهول، وقد يصل الأمر إلى حد الانهيار العصبى والهلوسة وكلها أعراض تعبر عن اضطراب نفسى يصيب صغار السن ويهدد حيويتهم ومستقبلهم، خاصة أنهم فى طور النمو النفسى والجسدي.

الطب النفسى يحذر من لعبة الشياطين
أما د. جمال فرويز استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب ، قال إن لعبة «تشارلي» ليست لعبة جديدة فهى ظهرت من قبل بمسميات أخرى مثل لعبة ويچا ولعبة الكراسى الموسيقية، وحب التجربة والتشويق التى تعتمد عليها هذه الألعاب هى السبب الرئيسى وراء انتشارها بهذا الشكل بين المراهقين، فكل شخص قام بتجربتها يروى ما حدث لأصدقائه ومن هنا تتسع مجالات التجربة والانتشار، مؤكداً أن كل هذه اللعب مجرد «خزعبلات» ليس لها أساس من الصحة. 

وأضاف «فرويز» أن اللعب الشيطانية الحقيقية التى تعتمد على تحضير الأرواح والاتصال الروحانى لها طقوس وأجواء أخرى، لا تمت للواقع الذى انتشر على السوشيال ميديا فى الأيام الماضية بأى صلة،  وحذر من أصحاب الأمراض المزمنة والعيوب الخلقية مثل التصاق الشرايين سواء فى المخ أو القلب فهم أكثر عرضة للنزيف أو الجلطات نتيجة لارتفاع نسبة الادرينالين فينفجر الشريان ويسبب النزف اللحظي، كما أكد على المرضى النفسيين أصحاب مرض الخوف الشديد لابد أن يبتعدوا تماماً عن هذه الألعاب فعند إصابتهم بالخوف الشديد ينشط معهم المرض مرة أخرى ويصابون بانتكاسة نفسية مرة أخرى.