( خربشة )

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

ليس غريبا هذا الحب الذى يظهره المصريون للمغرب .. ربما هذا الحب استثنائى يفوق أى علاقة مع أى دولة أخرى ..ولا تفسير لفرحة المصريين بمعجزة المنتخب المغربى إلا أن العاطفة تجاه المغاربة تلقائية لا تخضع لأية حسابات ولا بحث عن أسباب .. هى نشأت فى إطار الارتياح المتبادل وصفاء قلوب الشعبين أو ما هو شائع فى كلام العشق ''حب متبادل'' وليس من طرف واحد.. حب بلا غيرة ولا ضغينة ولا فتور ولا نوبات برود..

حتى المنتخب تشعر معه بالألفة.. نجومه يلعبون بلا نوازع شخصية وفى ذهنهم بلدهم وشعبهم رغم أن من بينهم 15 لاعبا يحملون جنسية مزدوجة أى بالمستندات نصف مغاربة.. بل جميعهم تقريبا إما لا يتكلم العربية أو يتتعتعون فيها.. لكنهم بنصف اللسان ونصف الهوية قلوبهم عامرة بالوطنية والانتماء للمغرب وللعرب ولأفريقيا..

وأكثر من ذلك هم أكثر دراية وتعلقا بقضية العرب ''فلسطين''.. لم تأخذ أوروبا منهم سوى بيانات على الورق ولم تأخذ قلوبهم.. يتحدثون الفرنسية لكنهم يقرأون الفاتحة قبل أن تطأ أقدامهم الملعب.. ويغرقون فى ''علمانية'' أوروبا لكنهم يسجدون بعد كل مباراة كما لو كانوا فى ''صلاة جماعة'' بمسجد محمد الخامس .. وفى كرة القدم هم ''أوروبا العرب''.. ثقافة ملعب و''ذهنية خواجات'' وروح شرقية وذكاء فطرى وشراسة أسود الصحراء.. أنا أفتخر بهم ولاداعى لتنكيت وتهكم القارئ إذا قال لى '' القرعة بتتباهى بشعر أختها ''..بكره بإذن الله يطلع لمنتخبنا شعر.