أيمن فاروق يكتب: من تركيا ولندن إلى تونس.. الإخوان كالنار

أيمن فاروق
أيمن فاروق

هم الآن يعيشون حالة من التيه، الخلافات والصراعات شقت الجماعة إلى أكثر من مجموعات، وأحدثت تصدعًا لم يعد بمقدرة أحد أن يعالج حائط «الإرهابية» الذي تخللته ثقوب وشروخ، كنا من قبل نقول إن الجماعة الإرهابية أصبحت برأسين ثم بثلاثة حتى وصل الحال إلى أربعة، والآن ربما الضربات المتتالية التي تتلقاها الجماعة من أبنائها هو من جعلها تصل لهذه الحالة من السوء التي لم تصل إليه من قبل، ولكن نرجع ونقول إنه الأمر المنطقي والطبيعي لجماعة نشأت على المال الحرام والإرهاب والقتل والتدمير.

جبهة حسين أعلنت منذ أيام مضت في بيان لها حاولت فيه حسم الصراع على قيادة «الإخوان» لصالح محمود حسين، لكن هذا البيان في حقيقة الأمر يزيد الانشقاقات والصراعات، فرغم نبرة الهدوء المصطنعة من محمود حسين وادعائه التسامح مع جبهة منير، إلا أن القارئ للمشهد جيدا يعلم أنها محاولة للتسلل لاقتناص فريسته وبعدها وكعادة الإخوان يأكلون بعضهم البعض، وسينقض على أتباع منير بعد تمكنه من قيادة زمام الجماعة الإرهابية، ما يجعل الصراع والانشقاقات حتمية ومستمرة لا محالة رغم البيان المزعوم لمحمود حسين، افتقاد الجماعة الإرهابية للشخصيات التاريخية التي كانت تقدم مبادرات أمثال، القرضاوي ومحمد احمد الراشد القيادي العراقي المعتزل، بعد تداعيات تحكيمه بين محمود حسين ومحمد كمال في انشقاق 2016، فعصابة الإخوان الفاشستية تدرك تماما أنها أشبه بالميت إكلينكيا، الموجودون حاليا من جبهات متصارعة يسعون فقط للفوز بنصيب الأسد ليكون واجهة تلعب بها مخابرات أجنبية في مهمة فاشلة لهدم الدولة المصرية، فالخيانة جينات يتوارثونها جيل بعد جيل، ولكن هيهات أن يحدث ذلك وأسألوا ذاكرة التاريخ وراجعوا ساعة الزمن أيها «الخونة».

فحالة الضبابية والتيه التي تعيشها الجماعة الإرهابية، ليس فقط على مستوى التنظيم بصفة عامة، ومن تركيا ولندن إلى تونس، تواصل مركب الإخوان الغرق، وتتكشف الحقائق حول هؤلاء الإرهابيين المنتمين لتلك العصابة، حيث كشف تسريب صوتي منسوب للقيادي البارز بحركة النهضة الإخوانية في تونس عادل الدعداع فضح فيه راشد العنوشي ونجله معاذ وكشف حجم الانقسام داخل التنظيم الإرهابي، وتحدث الدعداع وهو الذراع اليمنى لزعيم إخوان تونس، خلال التسريب الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بتونس، عن أن الغنوشي بصحبة نجله قاما باستغلاله في عالم رجال الأعمال، وأنه من أدخل الغنوشي هذا العالم من رجال الاعمال الذين كانوا يرفضون التعامل مع الغنوشي لسمعته السيئة، مشيرًا إلى أن «الغنوشي تعمد استغلاله لإقامة مؤتمرات شورى حركة النهضة الإخوانية»، متسائلا كيف للغنوشي أن ينكر الجميل والفضل ليقوم بإقصائي بعد سنوات من خدمته؟، وموضحا أن الغنوشي جاءه في عام 2011 فقيرًا، لا يمتلك منزلا، واصطحبه إلى منزله، وعرفه على رجال الأعمال، وأقنعهم بالتعامل معه، ليس هذا فحسب بل تحدث عبر التسريب الصوتي، عن الأموال الرهيبة التي كانت تأتي في صناديق بالعملة الصعبة من إحدى الدول العربية، لم يسمها، والتي تسلمها معاذ، نجل الغنوشي، مباشرة، قائلا: «ابن الغنوشي معاذ كان يأتي بمليارات من دولة عربية وأذهب معه لحمايته وأقوم بنفسي بإيصال تلك الأموال إلى مقر حركة النهضة بالعاصمة تونس».

وهذا يكشف مدى حقارة الإخوان في كل مكان وزمان، فهم دائما يخونون بعضهم، فما بالك، ماذا يفعلون مع من هو من خارجهم؟!، وأعجبتني تدوينة كتبتها منية العرفاوي، الصحفية التونسية، تعليقًا على التسريب المسرب للدعداع، قائلة: «كيف يتم صنع القرارات الرسمية في الولائم والجلسات الخاصة وفي لحظة المتعة الخالصة بين المال والسياسة، فالتسريب شخّص علاقة رجال الأعمال بالإعلام والأحزاب في نفس الوقت وكيف كانت بعض القنوات تتحرك بتحكم كامل من أجندات مالية وحزبية خفية، إضافة لتدخل بعض الدول الإقليمية وتسللها إلى مواقع القرار وتوظيف مؤسسات دولة كالداخلية في نصب الفخاخ للخصوم».

ماذكرته الصحفية التونسية، وصف ملخص شامل ووافي لتلك العصابة والجماعة الإرهابية، لكنهم بالتأكيد في مكانهم الطبيعي حيث الصراعات والانشقاقات فهم كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
حفظ الله مصر.. شعبا وجيشا وشرطة