الرمال السوداء .. كانت المرة الاولى التى أعرف فيها أن الرمال السوداء ثروة من كنوز مصر المهدرة.. فكم كنا ننزعج عندما نتنزه بعض الاحيان على شط البحر ونغوص فى رمال سوداء ناتجة عن رواسب تراكمت على الشط تعلق حبيباتها على أقدامنا وتترك آثار صبغتها على جلدنا ..لم نكن نعرف وقتها ونحن أطفال صغار أن هذه الرمال الداكنة هى ثروة هائلة غير مستغلة .. غير أنه أخيرا وبعد سنوات طوال اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى القرار بضرورة الاستفادة منها وبدء العمل ببناء مصنع ضخم على مساحة ٨٠ فدانا يضم بداخله ٦ مصانع فى مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ لانها الأكثر كثافة من الرمال السوداء ومعظمها كانت مستنقعات تم ردمها لتعظيم الاستفادة منها باستخراج ستة معادن وفصلها عن تلك الرمال ...
بعد ان كانت واحدة من المواد التى يساء استخدامها فتدخل فى مواد البناء وغيرها .. والمدهش أن نعرف أيضا أن منتجات هذا المصنع تدخل فى استخدامات ٤٩ صناعة من بينها اجسام الطائرات والصواريخ والغواصات وقضبان السكك الحديدية والبويات والكاوتش وكذلك الورق والسيراميك والهواتف الذكية وغيرها ! .. وان نسبة تركيز المعادن بها يضاهى خمسة اضعاف مثيلاتها فى العالم !..
حرصت على الاستماع للشرح الوافى الذى قدمه المسئولون عن المصنع خلال الافتتاح الذى شهده الرئيس السيسى الشهر الماضى بينما استوقفنى ان الكراكة التى تعمل على استخراج الرمال عبر ضخ المياه اليها حتى يتم استخراج المعادن الاقتصادية منها ثم يتم استخراج ٦ معادن يتم فصل كل منها بشكل منفرد ليتم ادخالها فى الصناعة كل على حدة وكانت فكرة جذب المياه عبر ضخها مستوحاة من حرب أكتوبر التى تم فيها التغلب على الساتر الترابى ( خط بارليف ) عبر ضخ المياه ..
لا شك ان استغلال مثل هذه الثروات الموجودة منذ القدم بتكليف من الرئيس وبعزم من الدولة يؤكد على الحرص الوطنى على الاستفادة من كل ذرة رمال على ارض مصر واكتشاف ثرواتها .. مبروك دوما لبلادى .. مبروك لمصر .
