رفض أبوه دخوله..

مفيد فوزي.. عاد إلى منزله بعد الساعة العاشرة «فنام في بير السلم»

مفيد فوزي
مفيد فوزي

عاد الشاب مفيد فوزي إلى بيته بعدما انتهى من جلسة السمر مع صديقه الذي يسكن بجواره.. تتسابق نبضات قلبه قبل دبيب قدميه.. حيث الهدوء يلف مدخل البيت، ودرجات السلم تبدو أمامه وكأنها جبل المقطم.

 

وبعد دقائق وصل إلى باب الشقة، وأخذ يطرق الباب مرة، واثنين، وعند الطرقة الثالثة يأتيه صوت أبيه من الداخل.. قائلا: أيوة ياسيدي كنت فين لحد دلوقتي.

 

يرد مفيد بالصمت لا بالكلام، فهو يعرف أن أباه يرفض السهر بعد الساعة العاشرة مساء.. ويكرر الأب الساعة بقا عشرة.. اتفضل روح عند اللي كنت عندهم، ثم قام بإطفاء نور الصالة وعاد إلى حجرته.

 

اقرأ ايضا: بعد 40 سنة من اللقاء الأول| الديك الفرنسي يواجه النسور البيضاء .. فيديو

 

فما كان من مفيد إلا أن تحرك من أمام باب الشقة متوجها إلى بير السلم، حيث لا مجال للتفاوض مع أبيه للدخول.

 

جلس مفيد القرفصاء يحادث نفسه في صمت، ورأيه مثقلة بالتساؤلات.. هو انا عملت إيه؟


انا كنت قاعد مع صديقي وأخوه.. وكنت بكتب له شعر عشان يقوله لحبيبته، وأثناء هذه التساؤلات تردد على سمعه صوت الحنان.. صوت العطاء.  صوت والدته التي يراها بحر الحنان الذي لا ينضب تقول له: "اطلع يامفيد.. بابا نام"، انتفض من مكانه وغادر بير السلم في قفزات متتالية سريعة ليدخل حجرته ويطفئ النور.


وبصوت يشوبه خوف دار هذا الحوار بينه وبين والدته حيث قال: وبابا هعمل معاه إيه؟


لا تخف الصبح هينزل الشغل وينسى مل حاجة.


المهم كتبت لصاحبك سعر حلو عن الحب

نعم كتبت.. "في حياتي.. حياتك.. وفي مماتي.. مماتك" وبابتسامة عريضة تقول له الأم تصلح على خير يامفيد.

 

كانت هذه محطة ضمن محطات تذكرها الكاتب الإعلامي الراحل المتميز مفيد فوزي أثناء إحدى اللقاء به وهو يتحدث عن والده "حضرة المحترم أبيه.. فوزي أفندي".

 

والذي أوضح من خلال هذا اللقاء بأنه أبيه كانت التربية تعني بالنسبة له هي الشدة.. والحرص على مستقبله، فكان يريد أن يتعلم وينجح حتى يكون مدرسا، فالتدريس في رأيه كان هو حصن أمان، ومن هنا كان يريد له أن يتحرك في هذا الاتجاه.

 

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم