بدون تردد

الأوضاع فى ليبيا

محمد بركات
محمد بركات

المتابع لمجريات الأحداث وتطورات الوقائع فى الأراضى الليبية فى الآونة الأخيرة، يصل إلى إدراك لمدى الصعوبة القائمة فى وجه المحاولات الجارية للوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار هناك، فى ظل الخلافات المحتدمة حول من يتولى مسئولية الحكم وإدارة شئون البلاد هناك.

والأزمة القائمة فى ليبيا تتمحور حول الصراع على السلطة بين طرفى النزاع الرئيسيين، وهما فتحى باشاغا الذى حصلت حكومته على الثقة من مجلس النواب الليبى، وعبدالحميد الدبيبة، رئيس الوزراء السابق، الذى انتهت ولايته فى مارس الماضى، ولكنه رفض التخلى عن السلطة وتسليمها لباشاغا وحكومته الجديدة.

وخلال الشهور الماضية ازدادت الأزمة اشتعالاً وتصاعداً، إلى أن وصلت إلى حد الاشتباك المسلح بين الفصائل المتصارعة على السلطة، من الأنصار والمؤيدين لكل من طرفى النزاع الدبيبة وباشاغا.

ولعلنا لا نحتاج إلى القول بمدى الارتباط الوثيق بين الأمن القومى العربى بصفة عامة والأمن القومى المصرى بصفة خاصة وبين الأمن والاستقرار فى ليبيا، بحيث أن كل ما يجرى على الأرض الليبية ويؤثر على الاستقرار والسلام الاجتماعى بها، يؤثر بالضرورة على مصر والعالم العربى.

ولذلك فإننا نقول بكل الصراحة والشفافية، أن المشكلة الكبرى والعقبة الكئود الحائلة دون الاستقرار وتحقيق السلام المجتمعى الشامل فى ليبيا، تعود فى جوهرها إلى وجود العديد من الميليشيات المسلحة، وفصائل المرتزقة الأجانب على الأراضى الليبية.

وأزيد على ذلك بالقول بأن التعقيدات القائمة على الأراضى الليبية حاليًا، يمكن أن تنتهى وتزول فى حالة وضع نهاية لتواجد هذه الميليشيات والفصائل المسلحة على الأراضى الليبية،...، وهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن والأمان للشعب الليبى الشقيق.