النفط يرفض هدية «السقف الروسي».. ومفاجأة «أوبك» قد تقفز به نحو الـ100

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تخلى النفط اليوم الجمعة، عن الارتفاعات القوية التي شهدتها الأسعار خلال تعاملات، أمس الخميس، ولكن دون انعكاس قوي في الاتجاه كما حدث في الأيام السابقة، حيث ارتفعت الأسعار أمس على وقع انخفاض الدولار بعد بيانات التضخم والبطالة الصادرة أمس، بينما حد تخفيف قيود مكافحة كوفيد-19 في مدينتين صينيتين من الخسائر.

وتشهد أسعار النفط اليوم حالة من الهبوط المحدود رغم بيانات المخزونات التي سجلت تراجعًا هائلًا بأكثر من من التوقعات أول أمس، وأيضًا توالي الأنباء بشأن سقف أسعار النفط الروسي.

اقرا ايضا :أسعار النفط ترتفع بفعل قلة المعروض والتفاؤل بتعافي الطلب من الصين

هبط خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الجمعة، في حدود 0.4%، نزولاً إلى مستويات قرب الـ 81 دولار للبرميل.

وفي المقابل انخفض خام برنت القياسي في حدود 0.2%، ليرتفع سعر البرميل إلى مستويات الـ 86.7 دولار للبرميل.

قال مسؤول كبير في مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية، إن دول المجموعة "تقترب للغاية" من الاتفاق على حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولارا للبرميل مع آلية تعديل لإبقاء السقف أقل من سعر السوق بنسبة خمسة بالمئة.

وأبلغ المسؤول الصحفيين أنه ينبغي الانتهاء من الاتفاق في الأيام المقبلة أو يوم الاثنين على أقصى تقدير، وأعرب عن ثقته في أن الحد الأقصى للسعر سيحد من قدرة روسيا على خوض حربها ضد أوكرانيا.

وذكر المسؤول أن مسؤولي مجموعة السبع كانوا على اتصال وثيق بالأسواق بشأن سقف الأسعار، وبدا أنهم "مرتاحون للغاية" للآلية التي تهدف إلى الحد من عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على الإمدادات الكافية للسوق العالمية.

من المتوقع على نطاق واسع أن تتمسك مجموعة أوبك+ بأحدث أهدافها لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا عندما تجتمع يوم الأحد، لكن بعض المحللين يعتقدون أن أسعار الخام يمكن أن تنخفض إذا لم تتخذ المجموعة قرارا بإجراء مزيد من التخفيضات.

وحولت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، اجتماعا كان من المقرر أن يكون مباشرا في فيينا في الرابع من ديسمبر إلى اجتماع افتراضي عبر الانترنت، وهو ما تقول مصادر في المجموعة إنه يشير إلى احتمال الإبقاء على السياسة دون تغيير.

واتفقت المجموعة في أوائل أكتوبر على خفض هدف إنتاج النفط مليوني برميل في اليوم اعتبارا من نوفمبر تشرين الثاني وحتى نهاية عام 2023. وبالنظر إلى قيود الإنتاج المفروضة على بعض أعضاء المجموعة، فإن الخفض الفعلي المتوقع من جانب أوبك+ يقترب من مليون إلى 1.1 مليون برميل في اليوم.

وترغب أوبك+ الآن في تقييم تأثير الحد الأقصى الذي يلوح في الأفق لسعر النفط الروسي على السوق والحصول على صورة أوضح لتوقعات الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، التي يتوقع أن تخفف القيود الصارمة لمكافحة فيروس كورونا بعد احتجاجات غير مسبوقة.

ومع ذلك لا يستبعد بعض المحللين حدوث مفاجأة، ويحذرون من أنه مع زيادة العرض حاليا في السوق فإن أوبك+ تخاطر بتراجع سعر النفط إذا لم تخفض أهداف الإنتاج بشكل أكبر في الاجتماع.

وقال ستيفن برينوك المحلل لدى بي.في.إم أويل "لا يمكن استبعاد مزيد من خفض الإنتاج ... عدم القيام بذلك يخاطر بإثارة نوبة بيع أخرى"، دون أن يوضح المستوى المنخفض الذي يعتقد أنه من الممكن أن تصل إليه الأسعار.

فيما توقع رئيس استراتيجيات السلع في "ساكسو بنك" أولي هانسن، عودة أسعار النفط لمستويات 90 إلى 100 دولار للبرميل على المدى القصير مشيرا إلى أن الأسواق قد بالغت في تقدير تأثر الطلب بما يحدث في الصين، خاصة إذا قامت أوبك بخفض الإنتاج في اجتماعها المقبل.

وتسببت قيود مكافحة كوفيد-19 المضرة بالاقتصاد في الصين وتأخر اتفاق الاتحاد الأوروبي على مستوى لسقف أسعار النفط الروسي في ضغوط على السوق، ويشير محللون في مؤسسة آي.إن.جي إلى أن الضعف في الآونة الأخيرة يعتبر أحد أسباب "عدم إمكانية استبعاد" إجراء مزيد من خفض الإمدادات.

وانخفضت بيانات المخزون وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة بأكثر من 12.58 مليون برميل، مقابل توقعات بتراجع في حدود 2.758 مليون برميل، ومقابل انخفاض فعلي في حدود 3.69 مليون برميل في الأسبوع قبل الماضي.

وارتفعت مخزونات البنزين بأكثر من التوقعات لتسجل زيادة بواقع 2.769 مليون برميل، أمام توقعات بزيادة في حدود 1.625 مليون برميل، ومقابل ارتفاع فعلي في الأسبوع قبل الماضي بواقع 3.058 مليون برميل.