«7 جلسات دون فائدة».. انتخاب رئيس جديد للبنان يُحجب عند عتبة البرلمان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تمخضت سبع جلسات لمجلس النواب اللبناني فلم تنجب شيئًا أو يُقدر أن يعرف اللبنايون رئيسًا جديدًا يخلف ميشال عون، الذي غادر منصبه، نهاية شهر أكتوبر الماضي. 

آخر تلك الجلسات كانت يوم الخميس الماضي 24 نوفمبر، والتي كانت مثل سابقتها لا جديد تحت قبة البرلمان يبعث بالأمل للبنانيين، في ظل شعب مثقل بهموم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية في البلاد. 

واقترع 50 نائبًا بورقة بيضاء، فيما حصل النائب ميشال معوض المدعوم من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى بينها كتلة وليد جنبلاط، على 42 صوتًا، ليفشل أي مرشح في الحصول على الأغلبية مجددًا.

وأعلن رئيس البرلمان نبيه بري أن الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس جديد للبلاد ستكون في الشهر المقبل، ولا يتوقع أن تأتي هذه الجلسة بالجديد.

شغور رئاسي

وتعرف لبنان حاليًا حالة من الشغور السياسي منذ أن غادر الرئيس السابق ميشال عون، منصبه في 30 أكتوبر الماضي، بعد انتهاء ولايته الرئاسية، التي دامت لست سنوات، مخلفًا حالة من الشغور الرئاسي في لبنان.

ولم يكن بوسع "عون" أن يمدد بقاءه في الرئاسة اللبنانية، حيث ينص دستور البلاد على أن ولاية الرئيس لمدة ست سنوات، لا يجوز تجديدها لولاية أخرى.

فشل متكرر في انتخاب الرئيس

وقبيل أن يغادر الرئيس اللبناني المنتهية ولايته منصبه، فشل مجلس النواب اللبناني "البرلمان" لأربع مرات في انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وأتبع البرلمان اللبناني ذلك بثلاث جلسات أخرى من الفشل حول تسمية الرئيس اللبناني الجديد 

ويُنتخب الرئيس في لبنان عن طريق الانتخاب الحر غير المباشر، فيقوم البرلمان بانتخابه، ولا يتم ذلك عبر الاقتراع الحر المباشر من الناخبين اللبنانين، الذين ينتخبون فقط نواب البرلمان، البالغ عددهم 120 نائبًا.

ويقضي نظام المحاصصة السياسية في لبنان أن يتولى منصب رئيس الجمهورية أحد أبناء الطائفة المسيحية المارونية، والتي تعد الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان.

ويضم البرلمان اللبناني 34 نائبًا من الطائفة المارونية موزعين على 4 كتل نيابية إلى جانب عدد من المستقلين، حيث تأتي كتلة حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع كأكبر كتلة مسيحية وتضم الكتلة 19 نائبا (مارونيون وآخرون)، فيما تأتي تاليًا الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر والتي تضم 18 نائبًا (مارونيون وغيرهم)، وهو الفريق السياسي لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته ميشال عون ويرأسه النائب جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني.

كما تتواجد كتل صغيرة من بينها كتلة حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سامي الجميل (4 نواب) وكتلة تيار المردة (3 نواب) والذي يترأسه المرشح المحتمل للرئاسة سليمان فرنجية.

ورغم المرجعية الدينية الواحدة لهذه الكتل، إلا أنها لا تتفق على مرشح واحد تدعمه لرئاسة الجمهورية، بل تنتمي كتلتا القوات اللبنانية والكتائب إلى تيار 14 آذار المؤيد لحصر السلاح بيد الدولة حفاظا على سيادتها، بينما تنتمي كتلتا التيار الوطني الحر وتيار المردة لتيار "8 آذار" المتحالف مع حزب الله.

وضع سابق من الشغور

والوضع الحالي في لبنان يعود بالأذهان إلى ما بعد انقضاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي ترك منصبه شاغرًا لقرابة عامين ونصف العام.

واستلم ميشال سليمان الرئاسة في 25 مايو 2008، وانتهت ولايته بعد ست سنوات، وترك منصبه في 24 مايو 2014، دون أن يكون قد تم انتخاب خليفته بعد.

وبعد انتهاء ولاية ميشال سليمان الرئاسية في 2014، بدأت فترة الشغور الرئاسي في لبنان بسبب عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد للبلاد.

فرض عون نفسه مرشحًا للمنصب، ونجح في الحصول على دعم سمير جعجع وسعد الحريري، ما أدّى إلى انتخابه رئيسًا في الجلسة الانتخابية السادسة والأربعين، بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي، ليبدأ ولايته نهاية أكتوبر عام 2016.

هذا الأمر بات هاجسًا للبنانيين أن يتكرر مجددًا، حال استمرار حال فشل البرلمان في انتخاب خليفة ميشال عون، مثلما كان الوضع في 7 مرات سابقة.