فيروس واسع الانتشار استهدف 73 % من الأطفال

«المخلوى».. يثير ذعر الأمهات

الأطفال تحت 5 سنوات الأكثر عرضة للإصابة
الأطفال تحت 5 سنوات الأكثر عرضة للإصابة

حالة من القلق والارتباك تزداد يوميا بين الأمهات نتيجة إصابة أطفالهن بنزلات تنفسية حادة تبدأ بارتفاع فى درجة حرارة الجسم وتنتهى بسعال يظل لفترات طويلة بشكل مزعج، الأمر الذى أثار مخاوف الجميع وازداد التساؤل حول هذا الفيروس.. هل هو من مشتقات كورونا أم فيروس مستجد يستهدف الأطفال بقوة؟.. التفاصيل فى سياق التقرير التالى:

الفيروسات التنفسية تنتشر على مستوى العالم خلال فترة الخريف وبداية الشتاء ومنها فيروس الإنفلونزا والفيروس الغدى والفيروس التنفسى المخلوى، هكذا يؤكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، مشيرا إلى أن قطاع الطب الوقائى أجرى مسحة على عدد كبير من الأطفال المصابين بالأعراض التنفسية وتبيّن أن 73% من الأطفال مصابون بالفيروس التنفسى المخلوى، وهو فيروس واسع الانتشار يصيب الأطفال بشكل كبير، أما بقية الإصابات فتكون ما بين فيروس الإنفلونزا والفيروس الغدى، مؤكدا أن 98% من المصابين بالفيروس الغدى يعانون سيلانًا فى الأنف وأعراضًا خفيفة ولا يحتاجون لدخول المستشفى.

وأوضح أن الفيروسين الغدى والمخلوى يتشابهان مع فيروس الإنفلونزا وقد يكون أصلهما حيوانيا أو تحورا من شخص لآخر، وتتشابه أعراضهما مع نفس أعراض الإنفلونزا وعلاجهما أيضا، وتتمثل فى صعوبة التنفس والحمى بنسبة 25%، والرشح بنسبة 9% وإسهال وقيء بنسبة 6% واحتقان الحلق بنسبة 3% بالإضافة للكحة، البلغم، سيلان الأنف، وفقدان الشهية، وفى حالة معاناة الطفل من صعوبة التنفس أو زرقان الجلد يجب التوجه للمستشفى فى الحال، كما يفضل عدم ذهاب الأطفال للمدرسة فى حالة إصابتهم، لأن الفيروس ينتقل من خلال التنفس. منوها إلى أن طرق الوقاية ضد الفيروسات التنفسية تكون عن طريق غسل الأيدى باستمرار وعدم تقبيل الأطفال فى مثل هذه الأوقات والتنظيف المستمر للأسطح.

خطورة المضاعفات

من جانبه، أكد الدكتور جمال عبدالباسط، استشارى طب الأطفال وعضو الكلية الملكية لطب الأطفال بإنجلترا، أن الفيروس التنفسى المخلوى يمكن أن يصيب الكبار والصغار فى مختلف الفئات العمرية، لكن الخطورة تكمن فى إصابة الأطفال تحت عمر عامين كونه قد يتسبب فى حدوث ما يعرف بالالتهاب الشُعيبى الذى يُحدث صعوبة فى التنفس ونهجان، وقد يضطر الطبيب لحجز الطفل فى المستشفى لإخضاعه لعدد من جلسات الأكسجين كى تساعده على التنفس، هذا بالإضافة لاحتمالية تطور الأمر إلى التهاب رئوى إذا اشتدت الأعراض عن المتعارف عليها والتى سبق ذكرها، مؤكدا أن العلاج فى حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية يكون علاجا تحفظيا للأعراض فقط مثل الأدوية المضادة للفيروسات وخوافض الحرارة.
وشدد على ضرورة تعليم الأطفال طرق اتباع الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة والبعد عن الآخرين بمسافة آمنة لا تقل من متر لمترين حتى تكون فرصة العدوى ضعيفة جدا، خاصة أن الرذاذ المعدى ينتقل فى هذه المساحة فقط، وكذلك عدم لمس العين والأنف إلا بعد التأكد من غسل اليدين أولا.

تحذير

وحذر الأمهات من إعطاء أطفالهن أدوية مضادات حيوية عند الإصابة بالفيروس التنفسى دون استشارة الطبيب، وتكمن الخطورة فى ذلك بسبب تكرار إصابة الأطفال بالفيروسات التنفسية عدة مرات طوال العام، مما يتطلب تناول نفس العلاج عند كل إصابة، وهذا أمر كارثى يجعل جسم الطفل لا يحقق أى استفادة من المضاد الحيوى فيما بعد سوى حصوله على الأعراض الجانبية فقط، بالإضافة للقيام بالقضاء على الميكروبات النافعة فى الجسم، وبالتالى يضعف المناعة، كما أن ذلك يجعل الميكروبات أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، وبالتالى لا تكون هناك استجابة عند الاحتياج الحقيقى له.

وتابع: يجب على الأمهات أن تتناقش جيدا مع الطبيب ومعرفة مدى احتياج طفلها للمضاد الحيوى الذى يكون غالبا فى حالة انتكاسة الطفل مرة أخرى بعد الشفاء وتعرضه لعدوى بكتيرية ثانوية، تتسبب فى ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 3 أيام مصاحبة لرشح أصفر اللون أو وجود التهابات صديدية باللوزتين أو التهاب الأذن الوسطى فى الجهتين.

التغذية
فى السياق، ترى الدكتورة مرام نبيل، استشارى الجهاز الهضمى والتغذية العلاجية، أن الإرشادات الغذائية للمرضى عامل أساسى فى تسريع عملية الشفاء ولا تقل أهمية عن العلاج الدوائى. لذا لا بُد من التركيز على الأغذية المدعمة للمناعة والمضادة للالتهابات فى نفس الوقت، مع مراعاة فقدان الشهية عند الأطفال وقت حدة المرض، لذلك يفضل البدء بوجبات مشهية صغيرة متنوعة فى مصادر فيتامينC بالاتجاه للفاكهة بأنواعها خاصة البرتقال، واليوسفى، والتوت، والفراولة، والخضراوات بأنواعها كمضادات أكسدة فى شكل حساء خضراوات دافئة، ثم الدخول بمصادر البروتين خالى الدسم كالدجاج واللحم المسلوق. كما يعد شرب السوائل بكميات قليلة متكررة فى غاية الأهمية للسيطرة على ارتفاع الحرارة وتجنب الجفاف وتقليل لزوجة المخاط. ويفضل شرب كوب كل ساعة من السوائل الدافئة مثل الينسون والكراوية والتليو مع الحفاظ على شرب ٨ أكواب من الماء الفاتر يوميًا.


أقرأ أيصأ : أمجد الحداد: البرد والفيروسات التنفسية لا تعالج بالمضادات الحيوية |فيديو