الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار يثبت نجاح الدبلوماسية المصرية

سامح شكرى
سامح شكرى

جهود كبيرة بذلتها وزارة الخارجية المصرية بكفاءة وحكمة على مدار عام كامل منذ تسلم مصر رئاسة الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغيرات المناخية COP27 من الرئاسة البريطانية فى نوفمبر 2021، وصولاً إلى اللحظات الأخيرة من انعقاد الجلسة الختامية لقمة المناخ فى 20 نوفمبر الذى استضافته شرم الشيخ مدينة السلام.

لتتوج تلك الجهود نحو تحقيق نجاح باهروعظيم ومشرف، وتؤكد أنه فعلا مؤتمر التنفيذ، وقد أوفى بالفعل بالشعار الذى رفعه. بأن نجحت الدبلوماسية المصرية للمرة الأولى منذ أكثر من 28عاما، فى تناول بند إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمواجهة تحديات تغير المناخ.

وإلى جانب أيضا موضوعات أخرى اعتمدها هذا المؤتمر، حيث تم صدور حوالى 80 أو 90 قرارًا، فى ختام المؤتمر. وهو مايؤكد أن مرة أخرى اهتمام مصر بالعمل الدولى متعدد الأطراف، وسعيها الدائم للعمل على تحقيق التوافق والتفاهم، يجعلها تحتل مكانة راسخة إقليميا ودوليا.


وإلى جانب هذا الانجاز الكبير على المستوى الدولى، حققت مصر كذلك مكاسب اقتصادية واستثمارية تصب فى صالح الاقتصاد المصرى، من خلال توقيع اتفاقيات دولية للصندوق السيادى المصري، وهيئة قناة السويس، والطاقة الجديدة والمتجددة، تم توقيعها على هامش مؤتمر المناخ.


سامح شكرى وزير الخارجية ورئيس مؤتمر المناخ، أكد أن المؤتمر والذى فاقت أعداد المشاركين به لأكثر من 66 ألف مشارك، كان عملاً قومياً، شاركت فيه كل مؤسسات الدولة، وخرج بصورة تدعو للفخر، أكدت قدرة الدولة المصرية على حسن التنظيم، وجودة المعروض.

وهو ما كان محل إشادة من الجميع. وأوضح أن أكثر من 250 عضواً من وزارة الخارجية شاركوا بالمؤتمر فى مهمة وطنية بهدف إنجاح هذا الحدث المهم، وتحققت لهم الإشادة من الجميع، بهذه الصورة الحضارية المتميزة.

وتعد نتائج مؤتمر المناخ، الذى استمرت فعالياته على مدار أسبوعين وبمشاركة 112 رئيس حكومة ودولة، إنجازاً تاريخياً بعد27 سنة من التناول والمطالبة من قبل الدول الأفريقية والنامية المتأثرة بتلك القضية الوجودية.

حيث أكد سامح شكرى وزير الخارجية ورئيس مؤتمر أن مخرجات المؤتمر تؤكد نجاح مصر التى ترأسته ودعمته بكل مؤسساتها تحت قيادة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمتابعة الدقيقة والمستمرة للرئيس منذ الاعلان عن فوز مصر باستضافة هذا المؤتمر، ودعمه لعمل الأجهزة المصرية المعنية من النواحى التنظيمية والموضوعية.


وأوضح شكرى فى ختام قمة المناخ، إن ما حققه المؤتمر يؤكد أن قمة شرم الشيخ هى قمة التنفيذ، حيث لم يكتف بالقرارات التقليدية، وانما سعى منذ اللحظة الأولى والإعداد خلال السنة الرئاسية- بعدالانتقال من الرئاسة البريطانية إلى المصرية- بتكريس أهمية التنفيذ.

وتجسد ذلك فى النجاح بعد مشاورات مطولة ودقيقة، بأن يضع على جدول الأعمال قضية الخسائر والأضرار، وأن يتعدى ذلك بأن يتم اعتماد مقرر ينشئ لأول مرة صندوق للخسائر والأضرار لمواجهة التحديات الضخمة وتعرض العديد من دول العالم خاصة الدول النامية للتداعيات السلبية المرتبطة بتغير المناخ.


خلال فعاليات المؤتمر، عمل فريق الرئاسة المصرية للمؤتمر على تجاوز كل التحديات المرتبطة، وكل ما تم من مشاورات وقيادة العمل بشكل موضوعى وشفاف ومكتمل كافة العناصر التى أسهمت من قبل الأطراف لتحقيق هذا الهدف. ان برنامج شرم الشيخ للتكيف هو خطة عمل أخرى.

وتؤكد الطموح للحفاظ على درجة حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية لتفتح الباب لمزيد من الإجراءات الحكومية للعمل فى مجال تخفيف الانبعاثات، ودفع الخطة الدولية للتكيف نحو الامام بحيث يتم الانتهاء من هذا المقرر خلال COP28.

وبالاضافة الى العديد من القرارات التى تم اعتمادها..حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن خروج مؤتمر المناخ بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار خطوة مهمة نحو العدالة.

وأكد على أن منظومة الأمم المتحدة ستدعم الجهد فى كل خطوة على الطريق. وأضاف أن هناك أولويات فيما يتعلق بالعمل المناخي. وهى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى العالمية. والحفاظ على حدّ 1.5 درجة مئوية لاتفاق باريس. وإنقاذ البشرية من السقوط عند «منحدر المناخ».


ووصف الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى كلمته بقمة المناخ مصر، بأنها أم الدنيا والأنسب لعقد قمة المناخ، وأن القمة ستوفر عالمًا أفضل لأطفالنا، معربًا عن سعادته بحضور مؤتمر المناخ فى مصر. وقالت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكي.

إن قمة المناخ بشرم الشيخ تحتوى على نقاشات إيجابية ومشاركة واسعة، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيها. فيما أكد سامويل وريبرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: «قمة شرم الشيخ أهم مؤتمرات المناخ فى التاريخ».


ومن جانبه، أكد د. محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، أن قمة شرم الشيخ للمناخ نجحت فى تحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق فى القمم السابقة.

وهو إنشاء صندوق للخسائر والأضرار وسيكون هذا الصندوق ممولا وله لجنة انتقالية محددة المهام فى تنفيذه خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة. وقال محيى الدين إن الاسهام فى صناعة التاريخ حرفة مصرية أصيلة فى إشارة لإنشاء هذا الصندوق الذى طال انتظاره.


كما قال جون كيرى المبعوث الرئاسى الأمريكى للمناخ أن الدولة المصرية أثلجت صدور قادة العالم خلال قمة المناخ. فيما رحب رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك بالتقدم الذى أحرزه مؤتمر تغير المناخ (cop27) فى شرم الشيخ.

وقال «سوناك» عبر حسابه على «تويتر» «إننى أرحب بالتقدم الذى أحرزه المؤتمر، لكن لا يوجد هناك وقت للتهاون «. بينما أكدت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ان مؤتمر المناخ شهد تحقيق تقدم كبير فيما يتعلق بالخسائر والأضرار.

اقرأ أيضا | إنجازات ومكاسب مؤتمر التغيرات المناخية.. مشروعات للطاقة والزراعة والمياه