افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى الشهر الماضى مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ ليتحول الحلم الذى طال انتظاره طويلا إلى حقيقة تضاف إلى إنجازات الرئيس صاحب قرار حظر تصدير هذه الرمال كمادة خام وذلك فى عام ٢٠١٦ وحول هذا المشروع العملاق الذى يحقق لمصر من منتجه النهائى دخلا يصل إلى ٢٥٠٠ ضعف الخام.. وحول هذه الثروة القومية التى منح الله إياها لمصر الحبيبة كان اللقاء مع العالم المصرى الدكتور مهندس فؤاد عبدالمنعم سليمان أستاذ هندسة الإلكترونيات والحاسبات بهيئة الطاقة النووية والمتجددة بوزارة الكهرباء وهو صاحب ١٨٠ بحثا تم نشرها فى المجلات العالمية الأشهر والذى تم اختياره ضمن أفضل ٢٠٠ باحث خلال القرن العشرين على مستوى العالم وتتلمذ على يديه ٨٥ من حملة الماجستير والدكتوراه إلى جانب الكثير من الدرجات العلمية.
قال «للأخبار» إن الرمال المصرية ليست سوداء فحسب بل لها العديد من الألوان ومنها البيضاء والحمراء والبرتقالى والرمادى والبنى الفاتح والمرجانية بألوانها الكثيرة.. والحمد لله تتمتع مصر بأفضل أنواع الرمال البيضاء أيضا فى العالم وهى تتواجد فى سيناء والواحات فى الصحراء الغربية ومحافظة قنا وهذه الرمال هى المادة الخام لعنصر السيليكون عصب التطور التكنولوجى العالمى، والمادة المستخدمة فى تصنيع الخلايا الشمسية والرقائق الإلكترونية التى هى قلب الطفرة التكنولوجية التى نقلت العالم إلى القرن الحادى والعشرين.
وترجع جودة الخام المصرى إلى ارتفاع نسبة نقائه الكبيرة للسيليكا ٩٨٪ فى الرمال، بينما تصل نسبة أوكسيد الحديد ٠٫٠١٪ وهذه النوعية المميزة تتواجد فى وادى الدخل جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية ويبلغ سُمك الطبقة الرملية بها مائة متر بدون الغطاء الصخرى وهو ما يقلل من تكاليف الإنتاج والاستخراج.. كما تتواجد كميات هائلة منها فى محافظة قنا وشمال سيناء وجميعها بجودة عالية.
ويرى العالم المصرى فؤاد سليمان أن هذه المناطق تحتاج إلى ٢ مليار دولار استثمارات لإنتاج السيليكون والزجاج، وإنتاج ٢٫٨ مليون كيلووات كهرباء تزداد مع سطوع الشمس، وتقدر الدراسات العلمية احتياطى الرمال البيضاء بحوالى ٢٠ مليار طن.
