محمود سالم يكتب: النور الأبيض

محمود سالم
محمود سالم

لم يكن النور أبيضاً بل رمادى .. وبداية النور الأبيض هو اسم كتاب جديد للمؤرخ والروائى د. طارق منصور وكيل آداب عين شمس سابقا الذى تضمن 17 قصة يحيط بها النور الأبيض والرمادى وربما الأسود، لكن د. شريف الجيار رئيس قسم اللغة العربية بجامعة بنى سويف اختار الرمادى لونا لذلك النور فهو يرى أن الكاتب دخل إلى تلك الزاوية من باب الأخلاقيات متسائلا : لماذا لم نعد مثلما كنا قديما، إنه يبحث عن الجنة المفقودة فيكتب وكأنه يعيش فى زمن الأربعينيات. 

عموما الكتاب يكشف عن قضايا اجتماعية خطيرة لم يتطرق إليها القصاصون فى العصر الحديث حيث يزيح الستار عن بعض القضايا القائمة فى المجتمع، وعلى سبيل المثال يسلط الضوء على جامع القمامة وما يعانيه من تلك المهنة وكيف أنه يبذل قصارى جهده حتى لا يوصف أولاده بأنهم أولاد زبال لما لها من مردود سيئ للأسف فى المجتمع الشرقى . ومن أهم القصص واحدة بعنوان « حب خلف الأسوار » تسلط الضوء على انتشار ظاهرة الزواج العرفى بين الطلاب ولعله فى ذلك استخدم خلفيته كأستاذ جامعى للتعرف على دقائق هذا المجتمع .

وفى قصة «أيقونة الشمع الأملس» يسلط الكاتب الضوء على الثقافة السلبية فى المجتمع التى تنظر إلى من قاموا بتحويل النوع من ذكر إلى أنثى أو العكس وكمية المشاكل النفسية التى تعتريهم داخل ذلك المجتمع .

أما قصة « الثور الهائج » فإنها تسلط الضوء على العلاقة بين زوج يعاقر الخمر ودائما ما يدعو لمشاركة زوجته إياها والسهر مع أصدقائه وهم يشربون الخمر حتى يراها مثله . وهناك قصة أخرى تبرز بجلاء الخط الروحانى أو الصوفى والحالات الروحانية التى قد يتخلى عنها الإنسان فى لحظة قدرية فتكون بابا للتوبة والعودة إلى الله. 

وبشكل عام التقت نخبة من النقاد داخل أتيليه العرب للثقافة والفنون «جاليرى ضى» حول الكاتب والكتاب ضمت كل من المستشار د. خالد القاضى ود. شريف الجيار والفنان حسين نوح وشرقاوى حافظ ود. شيرين العدوى ومحمد حربى ورضا الطايفى ومريم هرموش، وقد أشادت بالكتاب الذى يعود بنا على حد تعبيرهم إلى زمن يوسف إدريس الذى كانت قصصه تنتصر للمهمشين والضعفاء وتكشف الستار عن المشاكل الاجتماعية.. كما أكد النقاد على الجانب الأخلاقى فى تلك القصص التى تنتصر لها من أجل العودة إلى عالم الفضيلة والتخلص من المشاكل التى ألمت بمجتمعنا الحديث مما دفعه إلى استحضار الماضى فى عدد من القصص لعقد مقارنة بين ما كان وما نحن عليه الآن ويترك النهايات مفتوحة يؤولها القارئ كيفما يشاء وبما يتوافق مع ثقافته. ومع هؤلاء كانت هناك الطفلة الجميلة «لجين» إبنة د. طارق منصور والتى عزفت على الكمان نشيد بلادى بلادى وبعض من أغانى فيروز وألحان الرحبانية قبيل أحاديث النور الأبيض.